باب جف القلم على علم الله وأضله الله على علم وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم جف القلم بما أنت لاق قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لها سابقون سبقت لهم السعادة
" 9826 [ ص: 500 ] قوله باب بالتنوين جف القلم أي فرغت الكتابة إشارة إلى أن الذي كتب في اللوح المحفوظ لا يتغير حكمه فهو كناية عن الفراغ من الكتابة ; لأن الصحيفة حال كتابتها تكون رطبة أو بعضها وكذلك القلم فإذا انتهت الكتابة جفت الكتابة والقلم وقال الطيبي هو من إطلاق اللازم على الملزوم ; لأن الفراغ من الكتابة يستلزم جفاف القلم عند مداده قلت وفيه إشارة إلى أن كتابة ذلك انقضت من أمد بعيد وقال عياض : معنى جف القلم أي لم يكتب بعد ذلك شيئا وكتاب الله ولوحه وقلمه من غيبه ومن علمه الذي يلزمنا الإيمان به ولا يلزمنا معرفة صفته وإنما خوطبنا بما عهدنا فيما فرغنا من كتابته أن القلم يصير جافا للاستغناء عنه
قوله على علم الله أي على حكمه لأن معلومه لا بد أن يقع فعلمه بمعلوم يستلزم الحكم بوقوعه وهذا لفظ حديث أخرجه أحمد وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من طريق عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=856189إن الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل ، فلذلك أقول جف القلم على علم الله وأخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق أخرى عن أبي الديلمي نحوه وفي آخره أن القائل " فلذلك أقول ، هو عبد الله بن عمرو ولفظه " قلت nindex.php?page=showalam&ids=13لعبد الله بن عمرو : بلغني أنك تقول إن القلم قد جف - فذكر الحديث وقال في آخره - فلذلك أقول جف القلم بما هو كائن " . ويقال إن nindex.php?page=showalam&ids=16445عبد الله بن طاهر أمير خراسان للمأمون سأل nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل عن قوله - تعالى - كل يوم هو في شأن مع هذا الحديث فأجاب هي شئون يبديها لا شئون يبتديها ; فقام إليه وقبل رأسه
قوله وقال ابن عباس لها سابقون سبقت لهم السعادة وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله - تعالى - أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون قال سبقت لهم السعادة والمعنى أنهم سارعوا إلى الخيرات بما سبق لهم من السعادة بتقدير الله ونقل عن الحسن أن اللام في " لها " بمعنى الباء فقال معناه سابقون بها فقال nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : وتأولها بعضهم - أي اللام - بأنها بمعنى إلى [ ص: 501 ] وبعضهم أن المعنى وهم من أجلها ونقل عبد الرحمن بن زيد أن الضمير للخيرات وأجاز غيره أنه للسعادة والذي يجمع بين تفسير ابن عباس وظاهر الآية أن السعادة سابقة وأن أهلها سبقوا إليها لا أنهم سبقوها
" 9827 قوله حدثنا يزيد الرشك بكسر الراء وسكون المعجمة بعدها كاف كنيته أبو الأزهر وحكى الكلاباذي أن اسم والده سنان بكسر المهملة ونونين وهو بصري تابعي ثقة قيل كان كبير اللحية فلقب الرشك وهو بالفارسية كما زعم nindex.php?page=showalam&ids=14050أبو علي الغساني وجزم به nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي الكبير اللحية وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي : كان غيورا فقيل له إرشك بالفارسية فمضى عليه الرشك وقال الكرماني بل الرشك بالفارسية القمل الصغير الملتصق بأصول شعر اللحية وذكر الكلاباذي أن الرشك القسام . قلت بل كان يزيد يتعانى مساحة الأرض فقيل له القسام وكان يلقب الرشك لا أن مدلول الرشك القسام بل هما لقب ونسبة إلى صنعة والمعتمد في أمره ما قال أبو حاتم وما ليزيد في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا هذا الحديث أورده هنا وفي كتاب الاعتصام
قوله قال رجل هو عمران بن حصين راوي الخبر بينه عبد الوارث بن سعيد عن يزيد الرشك عن عمران بن حصين قال " قلت يا رسول الله " فذكره وسيأتي موصولا في أواخر كتاب التوحيد وسأل عن ذلك آخرون وسيأتي مزيد بسط فيه في شرح حديث علي قريبا
قوله أيعرف أهل الجنة من أهل النار في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد عن يزيد عند مسلم بلفظ " أعلم " بضم العين والمراد بالسؤال معرفة الملائكة أو من أطلعه الله على ذلك ; وأما معرفة العامل أو من شاهده فإنما يعرف بالعمل
قوله فلم يعمل العاملون في روايات حماد " ففيم " ؟ وهو استفهام والمعنى إذا سبق القلم بذلك فلا يحتاج العامل إلى العمل لأنه سيصير إلى ما قدر له
قوله : قال كل يعمل لما خلق له أو لما ييسر له وفي رواية الكشميهني " يسر " بضم أوله وكسر المهملة الثقيلة وفي رواية حماد المشار إليها " قال nindex.php?page=hadith&LINKID=849021كل ميسر لما خلق له وقد جاء هذا الكلام الأخير عن جماعة من الصحابة بهذا اللفظ يزيدون على العشرة سأشير إليها في آخر الباب الذي يلي الذي يليه منها حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء عند أحمد بسند حسن بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=856195كل امرئ مهيأ لما خلق له " وفي الحديث إشارة إلى أن المآل محجوب عن المكلف فعليه أن يجتهد في عمل ما أمر به فإن عمله أمارة إلى ما يؤول إليه أمره غالبا وإن كان بعضهم قد يختم له بغير ذلك كما ثبت في حديث ابن مسعود وغيره لكن لا اطلاع له على ذلك فعليه أن يبذل جهده ويجاهد نفسه في عمل الطاعة لا يترك وكولا إلى ما يؤول إليه أمره فيلام على ترك المأمور ويستحق العقوبة وقد ترجم nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان بحديث الباب " ما يجب على المرء من التشمير في الطاعات وإن جرى قبلها ما يكره الله من المحظورات " ولمسلم من طريق أبي الأسود عن عمران أنه قال له أرأيت ما يعمل الناس اليوم أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم ؟ فقال لا بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها وفيه قصة لأبي الأسود الدؤلي مع عمران وفيه قوله له أيكون ذلك ظلما ؟ فقال لا كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل . قال عياض : أورد عمران على أبي الأسود شبهة القدرية من تحكمهم على الله ودخولهم بآرائهم في حكمه فلما أجابه بما دل على ثباته في الدين قواه بذكر الآية وهي حد لأهل السنة ، وقوله كل خلق الله وملكه يشير إلى أن المالك الأعلى الخالق الآمر لا يعترض عليه إذا تصرف في ملكه بما يشاء وإنما يعترض على المخلوق المأمور