6240 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان قال حفظناه من nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=656124عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى فحج آدم موسى ثلاثا قال nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
" 9852 قوله باب تحاج آدم وموسى عند الله ) أما " تحاج " فهو بفتح أوله وتشديد آخره وأصله تحاجج بجيمين لفظ قوله " عند الله " فزعم بعض شيوخنا أنه أراد أن ذلك يقع منهما يوم القيامة ، ثم رده بما وقع في بعض طرقه وذلك فيما أخرجه أبو داود من حديث عمر قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=856217قال موسى يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة فأراه الله آدم فقال أنت أبونا " الحديث ، قال وهذا ظاهره أنه وقع في الدنيا ، انتهى وفيه نظر فليس قول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " عند الله " صريحا في أن ذلك يقع يوم القيامة فإن العندية عندية اختصاص وتشريف لا عندية مكان فيحتمل وقوع ذلك في كل من الدارين وقد وردت العندية في القيامة بقوله - تعالى - : في مقعد صدق عند مليك مقتدر " وفي الدنيا بقوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=856218أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني وقد بينت في كتاب الصيام أنه بهذا اللفظ في مسند أحمد بسند في صحيح مسلم لكن لم يسق لفظ المتن والذي ظهر لي أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لمح في الترجمة بما وقع في بعض طرق الحديث وهو ما أخرجه أحمد من طريق يزيد بن هرمز عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ : احتج آدم وموسى عند ربهما " الحديث
" 9853 قوله ( سفيان ) هو ابن عيينة .
قوله حفظناه من nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو يعني ابن دينار ، ووقع في مسند nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي عن سفيان " حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار " وأخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي .
قوله عن طاوس ) في رواية أحمد عن سفيان عن عمرو سمع nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوسا ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق محمد بن منصور الخراز عن سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار " سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوسا "
قوله في آخره وقال سفيان حدثنا أبو الزناد ) هو موصول عطفا على قوله " حفظناه من عمرو " ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي " قال وحدثنا أبو الزناد " بإثبات الواو وهي أظهر في المراد وأخطأ من زعم أن هذه الطريق معلقة وقد أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي منفردة بعد أن ساق طريق طاوس عن جماعة عن سفيان فقال " أخبرنيه القاسم - يعني ابن زكريا - حدثنا إسحاق بن حاتم العلاف حدثنا سفيان عن عمرو مثله سواء وزاد : قال وحدثني سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد به " قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هذا الحديث ثابت بالاتفاق رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة جماعة من التابعين وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه أخرى من رواية الأئمة الثقات الأثبات . قلت وقع لنا من طريق عشرة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : منهم طاوس في الصحيحين nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج كما ذكرته وهو عند مسلم من رواية الحارث بن أبي الذباب وعند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح السمان عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وابن خزيمة كلهم من طريق الأعمش عنه nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي أيضا من طريق القعقاع بن حكيم عنه ومنهم أبو سلمة بن عبد الرحمن عند أحمد وأبي عوانة من رواية الزهري عنه وقيل عن الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وقيل عنه عن حميد بن عبد الرحمن ومن رواية أيوب بن النجار عن أبي سلمة في الصحيحين أيضا وقد تقدم في تفسير سورة طه ومن رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عند nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وأبي عوانة nindex.php?page=showalam&ids=14907وجعفر الفريابي في القدر ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عنه عند أبي عوانة ومنهم حميد بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة كما تقدم في قصة موسى من أحاديث الأنبياء ويأتي في التوحيد وأخرجه مسلم ومنهم nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين كما مضى في تفسير طه وأخرجه مسلم ومنهم الشعبي أخرجه أبو عوانة nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ومنهم nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه أخرجه مسلم ومنهم عمار بن أبي عمار أخرجه أحمد ، ومن رواه [ ص: 515 ] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر عند أبي داود وأبي عوانة nindex.php?page=showalam&ids=401وجندب بن عبد الله عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأبو سعيد عند البزار وأخرجه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق والحارث من وجه آخر عنه وقد أشار إلى هذه الثلاثة الترمذي .
قوله احتج آدم وموسى ) في رواية همام nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك " تحاج " كما في الترجمة وهي أوضح وفي رواية أيوب بن النجار ويحيى بن كثير " حج آدم وموسى " وعليها شرح الطيبي فقال معنى قوله حج آدم وموسى غلبه بالحجة وقوله بعد ذلك " قال موسى أنت آدم إلخ " توضيح لذلك وتفسير لما أجمل وقوله في آخره " فحج آدم موسى " تقرير لما سبق وتأكيد له ، وفي رواية يزيد بن هرمز كما تقدمت الإشارة إليه " عند ربهما " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين " التقى آدم وموسى " وفي رواية عمار nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي " لقي آدم موسى " وفي حديث عمر " لقي موسى آدم " كذا عند أبي عوانة وأما أبو داود فلفظه كما تقدم " قال موسى يا رب أرني آدم " وقد اختلف العلماء في وقت هذا اللفظ فقيل يحتمل أنه في زمان موسى فأحيا الله له آدم معجزة له فكلمه أو كشف له عن قبره فتحدثا أو أراه الله روحه كما أرى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج أرواح الأنبياء أو أراه الله له في المنام ورؤيا الأنبياء وحي ولو كان يقع في بعضها ما يقبل التعبير كما في قصة الذبيح أو كان ذلك بعد وفاة موسى فالتقيا في البرزخ أول ما مات موسى فالتقت أرواحهما في السماء وبذلك جزم nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر والقابسي ، وقد وقع في حديث عمر لما قال موسى أنت آدم قال له من أنت قال أنا موسى وأن ذلك لم يقع بعد وإنما يقع في الآخرة والتعبير عنه في الحديث بلفظ الماضي لتحقق وقوعه وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي احتمال التقائهما في البرزخ واحتمال أن يكون ذلك ضرب مثل والمعنى لو اجتمعا لقالا ذلك وخص موسى بالذكر لكونه أول نبي بعث بالتكاليف الشديدة قال وهذا وإن احتمل لكن الأول أولى قال : وهذا مما يجب الإيمان به لثبوته عن خبر الصادق وإن لم يطلع على كيفية الحال وليس هو بأول ما يجب علينا الإيمان به وإن لم نقف على حقيقة معناه كعذاب القبر ونعيمه ومتى ضاقت الحيل في كشف المشكلات لم يبق إلا التسليم وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر مثل هذا عندي يجب فيه التسليم ولا يوقف فيه على التحقيق ; لأنا لم نؤت من جنس هذا العلم إلا قليلا
قوله أنت أبونا ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير " أنت أبو الناس " وكذا في حديث عمر وفي رواية الشعبي " أنت آدم أبو البشر "
قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=3504186فحج آدم موسى فحج آدم موسى ثلاثا كذا في هذه الطرق ولم يكرر في أكثر الطرق عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ففي رواية أيوب بن النجار كالذي هنا لكن بدون قوله : ثلاثا " وكذا لمسلم من رواية ابن سيرين كذا في حديث جندب عند أبي عوانة وثبت في حديث عمر بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504187فاحتجا إلى الله فحج آدم موسى قالها ثلاث مرات " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504188لقد حج آدم موسى لقد حج آدم موسى لقد حج آدم موسى " وفي حديث أبي سعيد عند الحارث " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504189فحج آدم موسى ثلاثا " وفي رواية الشعبي عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504190فخصم آدم موسى فخصم آدم موسى واتفق الرواة والنقلة والشراح على أن آدم بالرفع وهو الفاعل وشذ بعض الناس فقرأه بالنصب على أنه المفعول وموسى في محل الرفع على أنه الفاعل نقله الحافظ أبو بكر بن الخاصية عن nindex.php?page=showalam&ids=17078مسعود بن ناصر السجزي الحافظ قال سمعته يقرأ " فحج آدم " بالنصب قال وكان قدريا . قلت هو محجوج بالاتفاق قبله على أن آدم بالرفع على أنه الفاعل وقد أخرجه أحمد من رواية الزهري عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ " فحجه آدم " وهذا يرفع الإشكال فإن رواته أئمة حفاظ nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري من كبار الفقهاء الحفاظ فروايته هي المعتمدة في ذلك ومعنى حجه غلبه بالحجة يقال حاججت فلانا فحججته مثل خاصمته فخصمته قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هذا الحديث أصل جسيم لأهل الحق في إثبات القدر وأن الله قضى أعمال العباد فكل أحد يصير لما قدر له بما سبق في علم الله قال وليس فيه حجة للجبرية وإن كان في بادئ الرأي يساعدهم وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في " معالم السنن : يحسب كثير من الناس أن معنى [ ص: 518 ] القضاء والقدر يستلزم الجبر وقهر العبد ويتوهم أن غلبة آدم كانت من هذا الوجه وليس كذلك وإنما معناه الإخبار عن إثبات علم الله بما يكون من أفعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه فإن القدر اسم لما صدر عن فعل القادر وإذا كان كذلك فقد نفى عنهم من وراء علم الله أفعالهم وأكسابهم ومباشرتهم تلك الأمور عن قصد وتعمد واختيار فالحجة إنما نلزمهم بها واللائمة إنما تتوجه عليها وجماع القول في ذلك أنهما أمران لا يبدل أحدهما عن الآخر أحدهما بمنزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء ونقضه وإنما جهة حجة آدم أن الله علم منهم أنه يتناول من الشجرة فكيف يمكنه أن يرد علم الله فيه ، وإنما خلق للأرض وأنه لا يترك في الجنة بل ينقل منها إلى الأرض فكان تناوله من الشجرة سببا لإهباطه واستخلافه في الأرض كما قال - تعالى - قبل خلقه إني جاعل في الأرض خليفة قال فلما لامه موسى عن نفسه قال له أتلومني على أمر قدره الله علي ؟ فاللوم عليه من قبلك ساقط عني إذ ليس لأحد أن يعير أحدا بذنب كان منه لأن الخلق كلهم تحت العبودية سواء وإنما يتجه اللوم من قبل الله سبحانه وتعالى إذ كان نهاه فباشر ما نهاه عنه ، قال وقول موسى وإن كان في النفس منه شبهة وفي ظاهره تعلق لاحتجاجه بالسبب لكن تعلق آدم بالقدر أرجح فلهذا غلبه والغلبة تقع مع المعارضة كما تقع مع البرهان انتهى ملخصا وقال في أعلام الحديث نحوه ملخصا وزاد ومعنى قوله " فحج آدم موسى " دفع حجته التي ألزمه اللوم بها . قال ولم يقع من آدم إنكار لما صدر منه بل عارضه بأمر دفع به عنه اللوم . قلت ولم يتلخص من كلامه مع تطويله في الموضعين دفع للشبهة إلا في دعواه أنه ليس للآدمي أن يلوم آخر مثله على فعل ما قدره الله عليه وإنما يكون ذلك لله - تعالى - لأنه هو الذي أمره ونهاه وللمعترض أن يقول وما المانع إذا كان ذلك لله أن يباشره من تلقى عن الله من رسوله ومن تلقى عن رسله ممن أمر بالتبليغ عنهم ؟ وقال القرطبي : إنما غلبه بالحجة ; لأنه علم من التوراة أن الله تاب عليه فكان لومه له على ذلك نوع جفاء كما يقال ذكر الجفاء بعد حصول الصفاء جفاء ولأن أثر المخالفة بعد الصفح ينمحي حتى كأنه لم يكن فلا يصادف اللوم من اللائم حينئذ محلا انتهى وهو محصل ما أجاب به المازري وغيره من المحققين وهو المعتمد . وقد أنكر القدرية هذا الحديث لأنه صريح في إثبات القدر السابق وتقرير النبي - صلى الله عليه وسلم - لآدم على الاحتجاج به وشهادته بأنه غلب موسى فقالوا لا يصح لأن موسى لا يلوم على أمر قد تاب منه صاحبه وقد قتل هو نفسا لم يؤمر بقتلها ثم قال رب اغفر لي فغفر له فكيف يلوم آدم على أمر قد غفر له ؟ ثانيها لو ساغ اللوم على الذنب بالقدر الذي فرغ من كتابته على العبد لا يصح هذا لكان من عوتب على معصية قد ارتكبها فيحتج بالقدر السابق ولو ساغ ذلك لانسد باب القصاص والحدود ولاحتج به كل أحد على ما يرتكبه من الفواحش وهذا يفضي إلى لوازم قطعية فدل ذلك على أن هذا الحديث لا أصل له
والجواب من أوجه
أحدها أن آدم إنما احتج بالقدر على المعصية لا المخالفة فإن محصل لوم موسى إنما هو على الإخراج فكأنه قال أنا لم أخرجكم وإنما أخرجكم الذي رتب الإخراج على الأكل من الشجرة والذي رتب ذلك قدره قبل أن أخلق فكيف تلومني على أمر ليس لي فيه نسبة إلا الأكل من الشجرة والإخراج المرتب عليها ليس من فعلي قلت وهذا الجواب لا يدفع شبهة الجبرية
ثانيها إنما حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - لآدم بالحجة في معنى خاص وذلك لأنه لو كانت في المعنى العام لما تقدم من الله - تعالى - لومه بقوله ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ولا أخذه بذلك حتى أخرجه من الجنة وأهبطه إلى الأرض ولكن لما أخذ موسى في لومه وقدم قوله له أنت الذي خلقك الله بيده وأنت وأنت لم فعلت كذا ؟ عارضه آدم بقوله أنت الذي اصطفاك الله وأنت وأنت وحاصل جوابه إذا كنت بهذه المنزلة كيف يخفى عليك أنه لا محيد من القدر وإنما وقعت الغلبة لآدم من وجهين
أحدهما أنه ليس لمخلوق أن يلوم مخلوقا في وقوع ما قدر عليه إلا بإذن من الله - تعالى - [ ص: 519 ] فيكون الشارع هو اللائم فلما أخذ موسى في لومه من غير أن يؤذن له في ذلك عارضه بالقدر فأسكته
والثاني أن الذي فعله آدم اجتمع فيه القدر والكسب والتوبة تمحو أثر الكسب وقد كان الله تاب عليه فلم يبق إلا القدر والقدر لا يتوجه عليه لوم لأنه فعل الله ولا يسأل عما يفعل .
ثالثها قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هذا عندي مخصوص بآدم لأن المناظرة بينهما وقعت بعد أن تاب الله على آدم قطعا كما قال - تعالى - فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فحسن منه أن ينكر على موسى لومه على الأكل من الشجرة لأنه كان قد تيب عليه من ذلك وإلا فلا يجوز لأحد أن يقول لمن لامه على ارتكاب معصية كما لو قتل أو زنى أو سرق هذا سبق في علم الله وقدره علي قبل أن يخلقني فليس لك أن تلومني عليه فإن الأمة أجمعت على جواز لوم من وقع منه ذلك بل على استحباب ذلك كما أجمعوا على استحباب محمدة من واظب على الطاعة . قال وقد حكى ابن وهب في كتاب القدر عن مالك عن يحيى بن سعيد أن ذلك كان من آدم بعد أن تيب عليه
رابعها إنما توجهت الحجة لآدم لأن موسى لامه بعد أن مات واللوم إنما يتوجه على المكلف ما دام في دار التكليف فإن الأحكام حينئذ جارية عليهم فيلام العاصي ويقام عليه الحد والقصاص وغير ذلك وأما بعد أن يموت فقد ثبت النهي عن سب الأموات nindex.php?page=hadith&LINKID=856235ولا تذكروا موتاكم إلا بخير لأن مرجع أمرهم إلى الله وقد ثبت أنه لا يثني العقوبة على من أقيم عليه الحد بل ورد النهي عن التثريب على الأمة إذا زنت وأقيم عليها الحد وإذا كان كذلك فلوم موسى لآدم إنما وقع بعد انتقاله عن دار التكليف وثبت أن الله تاب عليه فسقط عنه اللوم فلذلك عدل إلى الاحتجاج بالقدر السابق وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه غلب موسى بالحجة قال المازري : لما تاب الله على آدم صار ذكر ما صدر منه إنما هو كالبحث عن السبب الذي دعاه إلى ذلك فأخبر هو أن الأصل في ذلك القضاء السابق فلذلك غلب بالحجة
قال الداودي فيما نقله ابن التين : إنما قامت حجة آدم لأن الله خلقه ليجعله في الأرض خليفة فلم يحتج آدم في أكله من الشجرة بسابق العلم لأنه كان عن اختيار منه وإنما احتج بالقدر لخروجه لأنه لم يكن بد من ذلك وقيل إن آدم أب وموسى ابن وليس للابن أن يلوم أباه حكاه القرطبي وغيره ومنهم من عبر عنه بأن آدم أكبر منه وتعقبه بأنه بعيد من معنى الحديث ثم هو ليس على عمومه بل يجوز للابن أن يلوم أباه في عدة مواطن وقيل إنما غلبه لأنهما في شريعتين متغايرتين وتعقب بأنها دعوى لا دليل عليها ومن أين يعلم أنه كان في شريعة آدم أن المخالف يحتج بسابق القدر وفي شريعة موسى أنه لا يحتج أو أنه يتوجه له اللوم على المخالف وفي الجملة فأصح الأجوبة الثاني والثالث ولا تنافي بينهما فيمكن أن يمتزج منهما جواب واحد وهو أن التائب لا يلام على ما تيب عليه منه ولا سيما إذا انتقل عن دار التكليف وقد سلك النووي هذا المسلك فقال معنى كلام آدم أنك يا موسى تعلم أن هذا كتب علي قبل أن أخلق فلا بد من وقوعه ولو حرصت أنا والخلق أجمعون على رد مثقال ذرة منه لم نقدر فلا تلمني فإن اللوم على المخالفة شرعي لا عقلي وإذا تاب الله علي وغفر لي زال اللوم فمن لامني كان محجوجا بالشرع فإن قيل فالعاصي اليوم لو قال هذه المعصية قدرت علي فينبغي أن يسقط عني اللوم قلنا الفرق أن هذا العاصي باق في دار التكليف جارية عليه الأحكام من العقوبة واللوم وفي ذلك له ولغيره زجر وعظة فأما آدم فميت خارج عن دار التكليف مستغن عن الزجر فلم يكن للومه فائدة بل فيه إيذاء وتخجيل فلذلك كان الغلبة له وقال التوربشتي : ليس معنى قوله كتبه الله علي ألزمني به وإنما معناه أثبته في أم الكتاب قبل أن يخلق آدم وحكم أن ذلك كائن ثم إن هذه المحاججة إنما وقعت في العالم العلوي عند ملتقى الأرواح ولم تقع في عالم الأسباب والفرق بينهما أن عالم الأسباب لا يجوز قطع النظر فيه عن الوسائط والاكتساب بخلاف العالم العلوي بعد انقطاع موجب الكسب وارتفاع الأحكام التكليفية فلذلك احتج آدم بالقدر السابق
قلت [ ص: 520 ] وهو محصل بعض الأجوبة المتقدم ذكرها وفيه استعمال التعريض بصيغة المدح يؤخذ ذلك من قول آدم لموسى " أنت الذي اصطفاك الله برسالته " إلى آخر ما خاطبه به وذلك أنه أشار بذلك إلى أنه اطلع على عذره وعرفه بالوحي فلو استحضر ذلك ما لامه مع وضوح عذره وأيضا ففيه إشارة إلى شيء آخر أعم من ذلك وإن كان لموسى فيه اختصاص فكأنه قال لو لم يقع إخراجي الذي رتب على أكلي من الشجرة ما حصلت لك هذه المناقب لأني لو بقيت في الجنة واستمر نسلي فيها ما وجد من تجاهر بالكفر الشنيع بما جاهر به فرعون حتى أرسلت أنت إليه وأعطيت ما أعطيت فإذا كنت أنا السبب في حصول هذه الفضائل لك فكيف يسوغ لك أن تلومني
قال الطيبي مذهب الجبرية إثبات القدرة لله ونفيها عن العبد أصلا ومذهب المعتزلة بخلافه وكلاهما من الإفراط والتفريط على شفا جرف هار والطريق المستقيم القصد فلما كان سياق كلام موسى يؤول إلى الثاني بأن صدر الجملة بحرف الإنكار والتعجب وصرح باسم آدم ووصفه بالصفات التي كل واحدة منها مستقلة في علية عدم ارتكابه المخالفة ثم أسند الإهباط إليه ونفس الإهباط منزلة دون فكأنه قال ما أبعد هذا الانحطاط من تلك المناصب العالية فأجاب آدم بما يقابلها بل أبلغ فصدر الجملة بهمزة الإنكار أيضا وصرح باسم موسى ووصفه بصفات كل واحدة مستقلة في علية عدم الإنكار عليه ثم رتب العلم الأزلي على ذلك ثم أتى بهمزة الإنكار بدل كلمة الاستبعاد فكأنه قال تجد في التوراة هذا ثم تلومني قال وفي هذا التقرير تنبيه على تحري قصد الأمور . قال وختم النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث بقوله " فحج آدم موسى " تنبيها على أن بعض أمته كالمعتزلة ينكرون القدر فاهتم لذلك وبالغ في الإرشاد . قلت ويقرب من هذا ما تقدم في كتاب الإيمان في الرد على المرجئة بحديث ابن مسعود رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=856236سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فلما كان المقام مقام الرد على المرجئة اكتفى به معرضا عما يقتضيه ظاهره من تقوية مذهب الخوارج المكفرين بالذنب اعتمادا على ما تقرر من دفعه في مكانه فكذلك هنا لما كان المراد به الرد على القدرية الذين ينكرون سبق القدر اكتفى به معرضا عما يوهمه ظاهره من تقوية مذهب الجبرية لما تقرر من دفعه في مكانه والله أعلم
وفي هذا الحديث عدة من الفوائد غير ما تقدم قال القاضي عياض ففيه حجة لأهل السنة في أن الجنة التي أخرج منها آدم هي جنة الخلد التي وعد المتقون ويدخلونها في الآخرة خلافا لمن قال من المعتزلة وغيرهم إنها جنة أخرى ومنهم من زاد على ذلك فزعم أنها كانت في الأرض وقد سبق الكلام على ذلك في أواخر كتاب الرقاق وفيه إطلاق العموم وإرادة الخصوص في قوله " أعطاك علم كل شيء " والمراد به كتابه المنزل عليه وكل شيء يتعلق به ; وليس المراد عمومه لأنه قد أقر الخضر على قوله : وإني على علم من علم الله لا تعلمه أنت " وقد مضى واضحا في تفسير سورة الكهف وفيه مشروعية الحجج في المناظرة لإظهار طلب الحق وإباحة التوبيخ والتعريض في أثناء الحجاج ليتوصل إلى ظهور الحجة وأن اللوم على من أيقن وعلم أشد من اللوم على من لم يحصل له ذلك وفيه مناظرة العالم من هو أكبر منه والابن أباه ومحل مشروعية ذلك إذا كان لإظهار الحق أو الازدياد من العلم والوقوف على حقائق الأمور . وفيه حجة لأهل السنة في إثبات القدر وخلق أفعال العباد . وفيه أنه يغتفر للشخص في بعض الأحوال ما لا يغتفر في بعض كحالة الغضب والأسف وخصوصا ممن طبع على حدة الخلق وشدة الغضب فإن موسى عليه السلام لما غلبت عليه حالة الإنكار في المناظرة خاطب آدم مع كونه والده باسمه مجردا وخاطبه بأشياء لم يكن ليخاطب بها في غير تلك الحالة ومع ذلك فأقره على ذلك وعدل إلى معارضته فيما أبداه من الحجة في دفع شبهته