قوله : ( باب تعليم الفرائض . وقال عقبة بن عامر : تعلموا قبل الظانين ، يعني الذين يتكلمون بالظن ) هذا الأثر لم أظفر به موصولا ، وقوله : " قبل الظانين " فيه إشعار بأن أهل ذلك العصر كانوا يقفون عند النصوص ولا يتجاوزونها ، وإن نقل عن بعضهم الفتوى بالرأي فهو قليل بالنسبة ، وفيه إنذار بوقوع ما حصل من كثرة القائلين بالرأي ، وقيل مراده قبل اندراس العلم وحدوث من يتكلم بمقتضى ظنه غير مستند إلى علم .
قال ابن المنير : وإنما خص nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قول عقبة بالفرائض لأنها أدخل فيه من غيرها; لأن الفرائض الغالب عليها التعبد وانحسام وجوه الرأي والخوض فيها بالظن لا انضباط له ، بخلاف غيرها من أبواب العلم ؛ فإن للرأي فيها مجالا والانضباط فيها ممكن غالبا ، ويؤخذ من هذا التقرير مناسبة الحديث المرفوع للترجمة ، وقيل وجه المناسبة أن فيه [ ص: 7 ] إشارة إلى أن النهي عن العمل بالظن يتضمن الحث على العمل بالعلم وذلك فرع تعلمه ، وعلم الفرائض يؤخذ غالبا بطريق العلم كما تقدم تقريره .
قال ابن الصلاح : لفظ النصف في هذا الحديث بمعنى أحد القسمين وإن لم يتساويا ، وقد قال ابن عيينة إذ سئل عن ذلك : إنه يبتلى به كل الناس . وقال غيره : لأن لهم حالتين ؛ حالة حياة وحالة موت والفرائض تتعلق بأحكام الموت ، وقيل : لأن الأحكام تتلقى من النصوص ومن القياس ، والفرائض لا تتلقى إلا من النصوص كما تقدم .
ثم ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=849150إياكم والظن الحديث ، وقد تقدم من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في " باب ما ينهى عن التحاسد " في أوائل كتاب الأدب ، وتقدم شرحه مستوفى ، وفيه بيان المراد بالظن هنا وأنه الذي لا يستند إلى أصل ، ويدخل فيه ظن السوء بالمسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=16446وابن طاوس المذكور في السند هو عبد الله .