[ ص: 55 ] قوله : ( باب من ادعي إلى غير أبيه ) لعل المراد إثم من ادعي كما صرح به في الذي قبله ، أو أطلق لوقوع الوعيد فيه بالكفر وبتحريم الجنة فوكل ذلك إلى نظر من يسعى في تأويله .
قوله : ( خالد هو ابن عبد الله ) يعني الواسطي الطحان ، nindex.php?page=showalam&ids=15804وخالد شيخه هو ابن مهران الحذاء ، nindex.php?page=showalam&ids=12081وأبو عثمان هو النهدي ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد هو ابن أبي وقاص ، والسند إلى سعد كله بصريون ، والقائل : " فذكرته لأبي بكرة " هو أبو عثمان ، وقد وقع في رواية هشيم عن خالد الحذاء عند مسلم في أوله قصة ، ولفظه عن أبي عثمان قال : " لما ادعي زياد لقيت أبا بكرة فقلت : ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص يقول : فذكر الحديث مرفوعا ، " فقال أبو بكرة : وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
والمراد بزياد الذي ادعي nindex.php?page=showalam&ids=15935زياد بن سمية ، وهي أمه ، كانت أمة للحارث بن كلدة زوجها لمولى عبيد فأتت بزياد على فراشه وهم بالطائف قبل أن يسلم أهل الطائف ، فلما كان في خلافة عمر سمع nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب كلام زياد عند عمر ، وكان بليغا ، فأعجبه فقال : إني لأعرف من وضعه في أمه ولو شئت لسميته ، ولكن أخاف من عمر ، فلما ولي معاوية الخلافة كان زياد على فارس من قبل علي ، فأراد مداراته فأطمعه في أنه يلحقه بأبي سفيان فأصغى زياد إلى ذلك ، فجرت في ذلك خطوب إلى أن ادعاه معاوية وأمره على البصرة ثم على الكوفة وأكرمه ، وسار زياد سيرته المشهورة وسياسته المذكورة ، فكان كثير من أصحابه والتابعين ينكرون ذلك على معاوية محتجين بحديث " الولد للفراش " ، وقد مضى قريبا شيء من ذلك ، وإنما خص أبو عثمان أبا بكرة بالإنكار لأن زيادا كان أخاه من أمه ، ولأبي بكرة مع زياد قصة تقدمت الإشارة إليها في كتاب الشهادات ، وقد تقدم الحديث في غزوة حنين من رواية عاصم الأحول عن أبي عثمان قال : " سمعت سعدا وأبا بكرة " ، وتقدم هناك ما يتعلق بأبي بكرة .