قوله : ( باب القائف ) هو الذي يعرف الشبه ويميز الأثر ، سمي بذلك لأنه يقفو الأشياء أي يتبعها فكأنه مقلوب من القافي ، نقل الأصمعي : هو الذي يقفو الأثر ، واقتافه قفوا وقيافة والجمع القافة ، كذا وقع في الغريبين والنهاية .
قوله : ( دخل علي مسرورا تبرق أسارير وجهه ) تقدم شرحه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم .
ولمسلم من طريق معمر nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج عن الزهري : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849269وكان مجزز قائفا " ومجزز بضم الميم وكسر الزاي الثقيلة وحكي فتحها وبعدها زاي أخرى " ، هذا هو المشهور ، ومنهم من قال بسكون الحاء المهملة وكسر الراء ثم زاي ، وهو ابن الأعور بن جعدة المدلجي نسبة إلى مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة ، وكانت القيافة فيهم وفي بني أسد ، والعرب تعترف لهم بذلك ، وليس ذلك خاصا بهم على الصحيح ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون في الفرائض بسند صحيح إلى سعيد بن [ ص: 58 ] المسيب أن عمر كان قائفا أورده في قصته ، وعمر قرشي ليس مدلجيا ولا أسديا لا أسد قريش ولا أسد خزيمة ، 73 ومجزز المذكور هو والد علقمة بن مجزز الماضي ذكره في " باب سرية عبد الله بن حذافة " من المغازي ، وذكر مصعب الزبيري nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي أنه سمي مجززا لأنه كان إذا أخذ أسيرا في الجاهلية جز ناصيته وأطلقه ، وهذا يدفع فتح الزاي الأولى من اسمه ، وعلى هذا فكان له اسم غير مجزز . لكني لم أر من ذكره .
وكان مجزز عارفا بالقيافة ، وذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر وقال : لا أعلم له رواية .
قوله : ( نظر آنفا ) بالمد ويجوز القصر أي قريبا أو أقرب وقت .
قوله : ( إلى nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد ) في الرواية التي بعدها دخل علي فرأى أسامة بن زيد وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رءوسهما وبدت أقدامهما وفي رواية إبراهيم بن سعد : " وأسامة وزيد مضطجعان " ، وفي هذه الزيادة دفع توهم من يقول : لعله حاباهما بذلك لما عرف من كونهم كانوا يطعنون في أسامة .
قوله : ( بعضها من بعض ) في رواية الكشميهني : " لمن بعض " ، قال أبو داود : نقل nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح عن أهل النسب أنهم كانوا في الجاهلية يقدحون في نسب أسامة لأنه كان أسود شديد السواد ، وكان أبوه زيد أبيض من القطن ، فلما قال القائف ما قال مع اختلاف اللون سر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك لكونه كافا لهم عن الطعن فيه لاعتقادهم ذلك .
وقد أخرج عبد الرزاق من طريق ابن سيرين ، أن أم أسامة - وهي أم أيمن مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء فلهذا جاء أسامة أسود ، وقد وقع في الصحيح عن ابن شهاب أن أم أيمن كانت حبشية وصيفة لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقال كانت من سبي الحبشة الذين قدموا زمن الفيل ، فصارت لعبد المطلب فوهبها لعبد الله ، وتزوجت قبل زيد عبيدا الحبشي ، فولدت له أيمن ، فكنيت به واشتهرت بذلك ، وكان يقال لها أم الظباء ، وقد تقدم لها ذكر في أواخر الهبة .
قال عياض : لو صح أن أم أيمن كانت سوداء لم ينكروا سواد ابنها أسامة ؛ لأن السوداء قد تلد من الأبيض أسود .