قال ابن بطال : هذا التخيير ليس من الله ؛ لأن الله لا يخير رسوله بين أمرين أحدهما إثم إلا إن كان في الدين ، وأحدهما يؤول إلى الإثم كالغلو فإنه مذموم ، كما لو أوجب الإنسان على نفسه شيئا شاقا من العبادة فعجز عنه ، ومن ثم نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه عن الترهب .
قال ابن التين : المراد التخيير في أمر الدنيا ، وأما أمر الآخرة فكلما صعب كان أعظم ثوابا ، كذا قال ، وما أشار إليه ابن بطال أولى ، وأولى منهما أن ذلك في أمور الدنيا ؛ لأن بعض أمورها قد يفضي إلى الإثم كثيرا ، والأقرب أن فاعل التخيير الآدمي وهو ظاهر وأمثلته كثيرة ، ولا سيما إذا صدر من الكافر .