الحديث الثاني : حديث النهي عن الوصال ، والغرض منه قوله : " فواصل بهم كالمنكل بهم " .
قال ابن بطال عن المهلب : فيه أن التعزير موكول إلى رأي الإمام لقوله : " لو امتد الشهر لزدت " فدل على أن للإمام أن يزيد في التعزير ما يراه ، وهو كما قال ، لكن لا يعارض الحديث المذكور لأنه ورد في عدد من الضرب أو الجلد فيتعلق بشيء محسوس ، وهذا يتعلق بشيء متروك وهو الإمساك عن المفطرات ، والألم فيه يرجع إلى التجويع والتعطيش ، وتأثيرهما في الأشخاص متفاوت جدا ، والظاهر أن الذين واصل بهم كان لهم اقتدار على ذلك في الجملة فأشار إلى أن ذلك لو تمادى حتى ينتهي إلى عجزهم عنه لكان هو المؤثر في زجرهم ، ويستفاد منه أن المراد من التعزير ما يحصل به الردع ، وذلك ممكن في العشر بأن يختلف الحال في صفة الجلد أو الضرب تخفيفا وتشديدا ، والله أعلم .
قوله : ( تابعه شعيب ويحيى بن سعيد ويونس في الزهري ، وقال عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب : عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ) أي تابعوا عقيلا في قوله عن أبي سلمة وخالفهم عبد الرحمن بن خالد فقال : nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب .
قلت : فأما متابعة شعيب فوصلها المؤلف في كتاب الصيام ، وأما متابعة يحيى بن سعيد وهو الأنصاري فوصلها الذهلي في " الزهريات " ، وأما متابعة nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس وهو ابن يزيد فوصلها مسلم من طريق ابن وهب عنه ، وأما رواية عبد الرحمن في خالد فسيأتي الكلام عليها في كتاب الأحكام ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أن أبا صالح رواه عن الليث عن عبد الرحمن المذكور فجمع فيه بين سعيد وأبي سلمة ، قال : وكذا رواه عبد الرحمن بن نمر عن الزهري بسنده إليه كذلك انتهى .