قوله : ( باب من استعان عبدا أو صبيا ) كذا للأكثر بالنون . وللنسفي nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي " استعار " بالراء .
قال الكرماني : ومناسبة الباب للكتاب أنه لو هلك وجبت قيمة العبد أو دية الحر .
قوله : ( ويذكر أن أم سلمة بعثت إلى معلم الكتاب ) في رواية النسفي " معلم كتاب " بالتنكير .
قوله : ( ابعث إلي غلمانا ينفشون ) هو بضم الفاء وبالشين المعجمة .
قوله : ( صوفا ولا تبعث إلي حرا ) كذا للجمهور بكسر الهمزة وفتح اللام الخفيفة بعدها ياء ثقيلة وذكره ابن بطال بلفظ " إلا " بحرف الاستثناء وشرحه على ذلك ، وهو عكس معنى رواية الجماعة .
وهذا الأثر وصله الثوري في جامعه وعبد الرزاق في مصنفه عنه عن محمد بن المنكدر عن أم سلمة وكأنه منقطع بين ابن المنكدر nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة لذلك ولم يجزم به ، ثم ذكر حديث أنس في خدمته النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحضر والسفر بالتماس أبي طلحة من النبي - صلى الله عليه وسلم - وإجابته له ، وأبو طلحة كان زوج أم أنس وعن رأيها فعل ذلك ، وقد بينت ذلك في أول كتاب الوصايا .
قلت : وفي الفرق من هذا التعليل نظر ، ونقل ابن التين ما قال ابن بطال ثم نقل عن الداودي أنه قال : يحمل فعل أم سلمة على أنها أمهم قال فعلى هذا لا فرق بين حر وعبد ، ونقل عن غيره أنها إنما اشترطت أن لا يكون حرا لأنها أم لنا فمالنا كمالها وعبيدنا كعبيدها ، وأما أولادنا فاجتبتهم ، وقال الكرماني : لعل غرضها من منع بعث الحر إكرام الحر وإيصال العوض لأنه على تقدير هلاكه في ذلك لا تضمنه ، بخلاف العبد فإن الضمان عليها لو هلك به .
وفيه دليل على جواز استخدام الأحرار وأولاد الجيران فيما لا كبير مشقة فيه ولا يخاف منه التلف كما في حديث الباب ، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في أواخر الوصايا .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز ) هو ابن صهيب ، وقد تقدم منسوبا في هذا الحديث بعينه في كتاب الوصايا ، ومناسبة أثر أم سلمة لقصة أنس أن في كل منهما استخدام الصغير بإذن وليه ، وهو جار على العرف السائغ في [ ص: 265 ] ذلك ، وإنما خصت أم سلمة العبيد بذلك لأن العرف جرى برضا السادة باستخدام عبيدهم في الأمر اليسير الذي لا مشقة فيه ، بخلاف الأحرار فلم تجر العادة بالتصرف فيهم بالخدمة كما يتصرف في العبيد .
وأما قصة أنس فإنه كان في كفالة أمه فرأت له من المصلحة أن يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - لما في ذلك من تحصيل النفع العاجل والآجل ، فأحضرته وكان زوجها معها فنسب الإحضار إليها تارة وإليه أخرى ، وهذا صدر منأم سليم أول ما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كما سبق في " باب حسن الخلق " من كتاب الأدب واضحا ، وكانت لأبي طلحة في إحضار أنس قصة أخرى وذلك عند إرادة النبي - صلى الله عليه وسلم - الخروج إلى خيبر كما أوضحت ذلك هناك أيضا ، وتقدم في كتاب المغازي قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي طلحة لما أراد الخروج إلى خيبر " nindex.php?page=hadith&LINKID=849664التمس لي غلاما يخرج معي فأحضر له أنسا " وقد بينت وجه الجمع المذكور في كتاب الأدب أيضا .
قال الكرماني : مناسبة الحديث للترجمة أن الخدمة مستلزمة للإعانة ، وقوله في آخر الحديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=849665فما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا " ، كذا وقع بصيغة واحدة في الإثبات والنفي ، وهو في الإثبات واضح وأما النفي فقال ابن التين مراده أنه لم يلمه في الشق الأول على شيء فعله ناقصا عن إرادته تجوزا عنه وحلما ولا لامه في الشق الثاني على ترك شيء لم يفعله خشية من أنس أن يخطئ فيه لو فعله ، وإلى ذلك أشار بقوله : " هذا هكذا " لأنه كما صفح عنه فيما فعله ناقصا عن إرادته صفح عنه فيما لم يفعله خشية وقوع الخطإ منه ، ولو فعله ناقصا عن إرادته لصفح عنه . انتهى ملخصا ، ولا يخفى تكلفه .
وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل وهو ابن إبراهيم المعروف بابن علية راويه في هذا الباب بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849666ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله " ، وهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر فإن nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية مشهور بالرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج فروى nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج هنا عن تلميذه .