قوله : ( باب إثم من قتل ذميا بغير جرم ) بضم الجيم وسكون الراء ، وقد بينت في الجزية حكمة هذا القيد وأنه وإن لم يذكر في الخبر فقد عرف من قاعدة الشرع ، ووقع نصا في رواية أبي معاوية عن الحسن بن عمرو عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بلفظ : " حق " ، nindex.php?page=showalam&ids=13933وللبيهقي من رواية صفوان بن سليم عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن آبائهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=849675من قتل معاهدا له ذمة الله ورسوله .
قوله : ( nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد ) هو ابن زياد .
قوله : ( حدثنا الحسن ) هو ابن عمرو الفقيمي بفاء ثم قاف مصغر وقد بينت حاله في كتاب الجزية .
قوله : ( مجاهد عن عبد الله بن عمرو ) هكذا في جميع الطرق بالعنعنة وقد وقع في رواية مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو فزاد فيه رجلا بين مجاهد وعبد الله [ ص: 271 ] أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=12510وابن أبي عاصم من طريقه ، وجزم أبو بكر البردنجي في كتابه في بيان المرسل أن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا لم يسمع من عبد الله بن عمرو .
nindex.php?page=showalam&ids=13948وللترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " nindex.php?page=hadith&LINKID=849680من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله " الحديث ، وقد ذكرت في الجزية من تابع عبد الواحد على إسقاط جنادة ، ونقلت ترجيح nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني لرواية مروان لأجل الزيادة وبينت أن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا ليس مدلسا وسماعه من عبد الله بن عمرو ثابت فترجح رواية عبد الواحد لأنه توبع وانفرد مروان بالزيادة ، وقوله : " لم يرح " تقدم شرحه في الجزية ، والمراد بهذا النفي وإن كان عاما التخصيص بزمان ما لما تعاضدت الأدلة العقلية والنقلية أن من مات مسلما ولو كان من أهل الكبائر فهو محكوم بإسلامه غير مخلد في النار ومآله إلى الجنة ولو عذب قبل ذلك .
قوله : ( ليوجد ) كذا للأكثر هنا وفي رواية الكشميهني بحذف اللام .
قوله : ( أربعين عاما ) كذا وقع للجميع وخالفهم عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن عمرو عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي فقال : " سبعين عاما " ، ومثله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند الترمذي من طريق محمد بن عجلان عن أبيه عنه ولفظه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849681وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا " .
ومثله في رواية صفوان بن سليم المشار إليها ، ونحوه لأحمد من طريق هلال بن يساف عن رجل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " nindex.php?page=hadith&LINKID=849682سيكون قوم لهم عهد فمن قتل منهم رجلا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما " ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ : " من مسيرة مائة عام " ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن أبي بكرة " خمسمائة عام " ، ووقع في الموطإ في حديث آخر " إن ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام " ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في المعجم الصغير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وفي حديث لجابر ذكره صاحب الفردوس " nindex.php?page=hadith&LINKID=849683إن ريح الجنة يدرك من مسيرة ألف عام " وهذا اختلاف شديد .
وقد تكلم ابن بطال على ذلك فقال : الأربعون هي الأشد فمن بلغها زاد عمله ويقينه وندمه ، فكأنه وجد ريح الجنة التي تبعثه على الطاعة ، قال : والسبعون آخر المعترك ويعرض عندها الندم وخشية هجوم الأجل فتزداد الطاعة بتوفيق الله فيجد ريحها من المدة المذكورة ، وذكر في الخمسمائة كلاما متكلفا حاصله أنها مدة الفترة التي بين كل نبي ونبي فمن جاء في آخرها وآمن بالنبيين يكون أفضل في غيره فيجد ريح الجنة ، وقال الكرماني : يحتمل أن لا يكون العدد بخصوصه مقصودا بل المقصود المبالغة في التكثير ، ولهذا خص الأربعين والسبعين لأن الأربعين يشتمل على جميع أنواع العدد لأن فيه الآحاد وآحاده عشرة والمائة عشرات والألف مئات والسبع عدد فوق العدد الكامل وهو ستة ؛ إذ أجزاؤه بقدره وهي النصف والثلث والسدس بغير زيادة ولا نقصان ، وأما الخمسمائة فهي ما بين السماء والأرض .
قلت : والذي يظهر لي في الجمع أن يقال إن الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة من في الموقف والسبعين فوق ذلك أو ذكرت للمبالغة ، والخمسمائة ثم الألف أكثر من ذلك ، ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأعمال ، فمن أدركه من المسافة البعدى أفضل ممن أدركه من المسافة القربى وبين ذلك ، وقد أشار إلى ذلك شيخنا في شرح الترمذي فقال : الجمع بين هذه الروايات أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص بتفاوت منازلهم ودرجاتهم . [ ص: 272 ] ثم رأيت نحوه في كلام nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي فقال : ريح الجنة لا يدرك بطبيعة ولا عادة وإنما يدرك بما يخلق الله من إدراكه فتارة يدركه من شاء الله من مسيرة سبعين وتارة من مسيرة خمسمائة .
ونقل ابن بطال أن المهلب احتج بهذا الحديث على أن المسلم إذا قتل الذمي أو المعاهد لا يقتل به للاقتصار في أمره على الوعيد الأخروي دون الدنيوي ، وسيأتي البحث في هذا الحكم في الباب الذي بعده .