قلت : وقد ذكرت في التفسير الخلاف في المراد بذلك ، وأن الذي في الصحيح هو العسل ، وهو الذي وقع في قصة زينب بنت جحش ، وقيل في تحريم مارية ، وأن الصحيح أنه نزل في كلا الأمرين . ثم وجدت في nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وتفسير ابن مردويه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12065أبي عامر الخزاز عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849864كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشرب عسلا عند سودة " فذكر نحو حديث الباب وفي آخره " فأنزلت [ ص: 360 ] يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ورواته موثقون : إلا أن أبا عامر وهم في قوله سودة .
حديث عائشة " nindex.php?page=hadith&LINKID=849865كان يحب الحلواء والعسل وكان إذا صلى العصر دخل على نسائه فيدنو منهن " الحديث بطوله ، وقد تقدم في كتاب الطلاق مشروحا وذكر معه حديث عائشة معه طريق nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير عنها وفيه أن التي سقته العسل زينب بنت جحش ، واستشكلت قصة حفصة بأن في الآية ما يدل على أن نزول ذلك كان في حق عائشة nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة فقط لتكرار التثنية في قوله : إن تتوبا ، وإن تظاهرا وهنا جاء فيه ذكر ثلاثة ، وجمع الكرماني بينهما بأن قصة حفصة سابقة وليس فيها سبب نزول ولا تثنية بخلاف قصة زينب ففيها " تواطأت أنا nindex.php?page=showalam&ids=41وحفصة " وفيها التصريح بأن الآية نزلت في ذلك .
وحكى ابن التين عن الداودي أن قوله في هذا الحديث إن التي سقته العسل حفصة غلط لأن صفية هي التي تظاهرت مع عائشة في هذه القصة وإنما شربه عند صفية وقيل عند زينب ، كذا قال ، وجزمه بأن الرواية التي فيها حفصة غلط مردود ؛ فإنها ليست غلطا بل هي قصة أخرى ، والحديث الصحيح لا يرد بمثل هذا ، ويكفي في الرد عليه أنه جعل قصة زينب nindex.php?page=showalam&ids=199لصفية وأشار إلى أن نسبة ذلك لزينب ضعيف ، والواقع أنه صحيح وكلاهما متفق على صحته ، وللداودي عجائب في شرحه ذكرت منها شيئا كثيرا ومنها في هذا الحديث أنه قال في قوله : " جرست نحله العرفط " جرست معناه تغير طعم العسل لشيء يأكله النحل ، والعرفط موضع ، وتفسير الجرس بالتغير والعرفط بالموضع مخالف للجميع ، وقد تقدم بيانه مع شرح الحديث ، وقوله في هذه الرواية " أجاز " ثبت هكذا لهم ، وهو صحيح يقال : أجزت الوادي إذا قطعته والمراد أنه يقطع المسافة التي بين كل واحدة والتي تليها .
ووقع في رواية مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي هنا " جاز " ، وحكى ابن التين جاز على نسائه أي مر أو سلك ، ووقع في رواية علي بن مسهر الماضية في الطلاق " إذا صلى العصر دخل " ، وقوله فيها " أبادئه " بهمزة وموحدة وفيه اختلاف ذكرته فيما مضى ، وقوله : " فرقا " بفتح الراء أي خوفا ، وقال ابن المنير : إنما ساغ لهن أن يقلن " أكلت مغافير " لأنهن أوردنه على طريق الاستفهام بدليل جوابه بقوله : " لا " وأردن بذلك التعريض لا صريح الكذب ، فهذا وجه الاحتيال التي قالت عائشة " لنحتالن له " ولو كان كذبا محضا لم يسم حيلة إذ لا شبهة لصاحبه .