قوله : ( باب ) بالتنوين ( الرؤيا من الله ) أي مطلقا ، وإن قيدت في الحديث بالصالحة فهو بالنسبة إلى ما لا دخول للشيطان فيه ، وأما ما له فيه دخل فنسبت إليه نسبة مجازية ، مع أن الكل بالنسبة إلى الخلق والتقدير من قبل الله ، وإضافة الرؤيا إلى الله للتشريف ، ويحتمل أن يكون أشار إلى ما ورد في بعض طرقه كما سأبينه ، [ ص: 386 ] وظاهر قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=849801الرؤيا من الله والحلم من الشيطان أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها حلم والتي تضاف للشيطان لا يقال لها رؤيا وهو تصرف شرعي ، وإلا فكل يسمى رؤيا ، وقد جاء في حديث آخر nindex.php?page=hadith&LINKID=849802الرؤيا ثلاث فأطلق على كل رؤيا ، وسيأتي بيانه في " باب القيد في المنام " .
الحديث الأول حديث nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة : وزهير في السند هو nindex.php?page=showalam&ids=15932ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي ، nindex.php?page=showalam&ids=17316ويحيى بن سعيد هو الأنصاري ، nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن .
قوله : ( الرؤيا الصادقة ) في رواية الكشميهني " الصالحة " وهو الذي وقع في معظم الروايات ، وسقط الوصف من رواية أحمد بن يحيى الحلواني عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه أخرجه أبو نعيم في المستخرج بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=849803الرؤيا من الله كالترجمة ، وكذا في الطب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من رواية الثوري nindex.php?page=showalam&ids=15535وبشر بن المفضل ويحيى القطان كلهم عن يحيى بن سعيد ، ولمسلم من رواية الزهري عن أبي سلمة كما سيأتي قريبا مثله ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد عن أبي سلمة كما سيأتي في باب إذا رأى ما يكره nindex.php?page=hadith&LINKID=849804الرؤيا الحسنة من الله ووقع عند مسلم من هذا الوجه " الصالحة " ، زاد في هذه الرواية nindex.php?page=hadith&LINKID=849805فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يخبر به إلا من يحب .
ولمسلم في رواية من هذا الوجه nindex.php?page=hadith&LINKID=849806فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب وقوله : " فليبشر بفتح التحتانية وسكون الموحدة وضم المعجمة من البشرى ، وقيل بنون بدل الموحدة أي ليحدث بها ، وزعم عياض أنها تصحيف ، ووقع في بعض النسخ من مسلم : " فليستر " بمهملة ومثناة من الستر ، وفي حديث أبي رزين عند الترمذي " ولا يقصها إلا على واد " بتشديد الدال اسم فاعل من الود " أو ذي رأي " ، وفي أخرى : " ولا يحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا " ، وفي أخرى : " ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي : أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه ، وأما الناصح فإنه يرشد إلى ما ينفعه ويعينه عليه ، وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعلمه بما يعول عليه في ذلك أو يسكت ، وأما الحبيب فإن عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت .
قلت : والأولى الجمع بين الروايتين فإن اللبيب عبر به عن العالم والحبيب عبر به من الناصح ، ووقع عند مسلم في حديث أبي سعيد في حديثي الباب " فليحمد الله عليها وليحدث بها " .
قال المهلب : سمى الشارع الرؤيا الخالصة من الأضغاث صالحة وصادقة وأضافها إلى الله ، وسمى الأضغاث حلما وأضافها إلى الشيطان ؛ إذ كانت مخلوقة على شاكلته فأعلم الناس بكيده وأرشدهم [ ص: 387 ] إلى دفعه لئلا يبلغوه أربه في تحزينهم والتهويل عليهم ، وقال أبو عبد الملك : أضيفت إلى الشيطان لكونها على هواه ومراده .
وقال ابن الباقلاني يخلق الله الرؤيا الصالحة بحضرة الملك ويخلق الرؤيا التي تقابلها بحضرة الشيطان ، فمن ثم أضيف إليه ، وقيل : أضيفت إليه لأنه الذي يخيل بها ولا حقيقة لها في نفس الأمر .