[ ص: 392 ] قوله : ( باب المبشرات ) بكسر الشين المعجمة جمع مبشرة ، وهي البشرى ، وقد ورد في قوله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا هي الرؤيا الصالحة ، أخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت ورواته ثقات إلا أن أبا سلمة لم يسمعه من عبادة ، وأخرجه الترمذي أيضا من وجه آخر عن أبي سلمة قال : " نبئت عن عبادة " ، وأخرجه أيضا هو وأحمد وإسحاق وأبو يعلى من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن عبادة ، وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن هذا الرجل ليس بمعروف ، وأخرجه ابن مردويه من حديث ابن مسعود قال : " سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فذكر مثله ، وفي الباب عن جابر عند البزار وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند الطبري وعن عبد الله بن عمرو عند أبي يعلى .
nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي من رواية زفر بن صعصعة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه أنه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504240ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة " وهذا يؤيد التأويل الأول ، وظاهر الاستثناء مع ما تقدم من أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة أن الرؤيا نبوة وليس كذلك لما تقدم أن المراد تشبيه أمر الرؤيا بالنبوة ، أو لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له كمن قال : أشهد أن لا إله إلا الله رافعا صوته لا يسمى مؤذنا ولا يقال إنه أذن وإن كانت جزءا من الأذان ، وكذا لو قرأ شيئا من القرآن وهو قائم لا يسمى مصليا وإن كانت القراءة جزءا من الصلاة ، ويؤيده حديث أم كرز بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي الكعبية قالت : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=849816ذهبت النبوة وبقيت المبشرات أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان .
وقال ابن التين : معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ، ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون ، وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ، ويقع لغير الأنبياء كما في الحديث الماضي في مناقب عمر : " قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون " وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بالفتح أيضا ، وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا ، والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه مختص بالبعض ، ومع كونه مختصا فإنه نادر ، فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ، ويشير إلى ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " فإن يكن " وكان السر في [ ص: 393 ] ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة وإرادة إظهار المعجزات منه ، فكان المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شيء ، فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك ، وفي إنكار وقوع ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره .