قوله : ( باب الخضر في المنام والروضة الخضراء ) الخضر بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين جمع أخضر وهو اللون المعروف في الثياب وغيرها ، ووقع في رواية النسفي " الخضرة " بسكون الضاد وفي آخرها هاء تأنيث وكذا في رواية أبي أحمد الجرجاني وبعض الشروح .
قال القيرواني : الروضة التي لا يعرف نبتها تعبر بالإسلام لنضارتها وحسن بهجتها ، وتعبر أيضا بكل مكان فاضل ، وقد تعبر بالمصحف وكتب العلم والعالم ونحو ذلك .
قوله : ( حدثنا الحرمي ) بمهملتين مفتوحتين هو اسم بلفظ النسب تقدم بيانه .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال قيس بن عباد ) حذف قال الثانية على العادة في حذفها خطأ ، والتقدير عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين أنه قال : قال قيس ، ووقع في رواية ابن عون كما سيأتي بعد بابين عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد وهو ابن سيرين : " حدثني قيس بن عباد " وهو بضم أوله وتخفيف الموحدة وآخره دال تقدم ذكره في مناقب nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام بهذا الحديث ، وتقدم له حديث آخر في تفسير سورة الحج وفي غزوة بدر أيضا ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذين الحديثين ، وهو بصري تابعي ثقة كبير له إدراك ، قدم المدينة في خلافة عمر ، ووهم من عده في الصحابة .
قوله : ( كنت في حلقة ) بفتح أوله وسكون اللام .
[ ص: 415 ] قوله : ( فيها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك ) يعني ابن أبي وقاص ، وابن عمر هو عبد الله بن عمر بن الخطاب .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من هذا الوجه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504261فجاء شيخ يتوكأ على عصا له " فذكر نحوه ، ويجمع بينهما بأنهما قصتان اتفقتا لرجلين ، فكأنه كان في مجلس يتحدث كما في رواية خرشة : فلما قام ذاهبا مر على الحلقة التي فيها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر فحضر ذلك قيس بن عباد كما في روايته ، وكل من خرشة وقيس اتبع nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ودخل عليه منزله وسأله فأجابه ، ومن ثم اختلف الجواب بالزيادة والنقص كما سأبينه سواء كان زمن اجتماعهما بعبد الله بن سلام اتحد أم تعدد .
قوله : ( فقلت له إنهم قالوا كذا وكذا ) بين في رواية ابن عون عند مسلم أن قائل ذلك رجل واحد ، وفيه عنده زيادة ولفظه ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا ، فلما استأنس قلت له : إنك لما دخلت قبل قال رجل كذا وكذا ، وكأنه نسب القول للجماعة والناطق به واحد لرضاهم به وسكوتهم عليه ، وفي رواية خرشة " فقلت والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته ، فانطلق حتى كاد يخرج من المدينة ثم دخل منزله ، فاستأذنت عليه فأذن لي فقال : ما حاجتك يا ابن أخي؟ فقلت : سمعت القوم يقولون " فذكر اللفظ الماضي وفيه : " فأعجبني أن أكون معك " ، وسقطت هذه القصة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وعنده : " فلما قضى صلاته قلت : زعم هؤلاء " .
قوله : ( قال : سبحان الله ، ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم ) تقدم بيان المراد من هذا في المناقب مفصلا ، ووقع في رواية خرشة " فقال : الله أعلم بأهل الجنة ، وسأحدثك مما قالوا ذلك " فذكر المنام ، وهذا يقوي احتمال أنه أنكر عليهم الجزم ولم ينكر أصل الإخبار بأنه من أهل الجنة ، وهذا شأن المراقب الخائف المتواضع . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " الجنة لله يدخلها من يشاء " زاد ابن ماجه من هذا الوجه " الحمد لله " .
قوله : ( إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء ) بين في رواية ابن عون أن العمود كان في وسط الروضة ، ولم يصف الروضة في هذه الرواية ، وتقدم في المناقب من رواية ابن عون " رأيت كأني في روضة " ذكر من سعتها وخضرتها ، قال الكرماني : يحتمل أن يراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدين ، وبالعمود الأركان الخمسة ، وبالعروة الوثقى الإيمان .
[ ص: 416 ] قوله : ( فنصب فيها ) بضم النون وكسر المهملة بعدها موحدة ، وفي رواية المستملي nindex.php?page=showalam&ids=15086والكشميهني " قبضت " بفتح القاف والموحدة بعدها ضاد معجمة ساكنة ثم تاء المتكلم .
قوله : ( وفي رأسها عروة ) في رواية ابن عون : " وفي أعلى العمود عروة " وفي روايته في المناقب " ووسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة " وعرف من هذا أن الضمير في قوله وفي رأسها للعمود والعمود مذكر وكأنه أنث باعتبار الدعامة .
قوله : ( وفي أسفلها منصف ) تقدم ضبطه في المناقب .
قوله : ( والمنصف الوصيف ) هذا مدرج في الخبر ، وهو تفسير من ابن سيرين بدليل قوله في رواية مسلم : " فجاءني منصف " قال ابن عون : والمنصف الخادم " فقال بثيابي من خلف " ووصف أنه رفعه من خلفه بيده .
قوله : ( فرقيت ) بكسر القاف على الأفصح ( فاستمسكت بالعروة ) زاد في رواية المناقب " فرقيت حتى كنت في أعلاها أخذت بالعروة فاستمسكت فاستيقظت وإنها لفي يدي " ، ووقع في رواية خرشة : حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي : اصعد فوق هذا ، قال قلت : كيف أصعد؟ فأخذ بيدي فزجل بي " وهو بزاي وجيم أي رفعني " فإذا أنا متعلق بالحلقة ، ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت " .
قوله : ( فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى ) زاد في رواية ابن عون فقال : " تلك الروضة روضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة عروة الوثقى لا تزال مستمسكا بالإسلام حتى تموت " ، وزاد في رواية خرشة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه " فقال رأيت خيرا ، أما المنهج فالمحشر ، وأما الطريق " .
وفي رواية مسلم " فقال أما الطرق التي عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال ، والطرق التي عن يمينك طرق أصحاب اليمين " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " طرق أهل النار وطرق أهل الجنة " ثم اتفقا " وأما الجبل فهو منزل الشهداء " ، زاد مسلم " ولن تناله وأما العمود " إلى آخره ، وزاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في آخره " فأنا أرجو أن أكون من أهلها " ، وفي الحديث منقبة nindex.php?page=showalam&ids=106لعبد الله بن سلام وفيه من تعبير الرؤيا معرفة اختلاف الطرق وتأويل للعمود والجبل والروضة الخضراء والعروة وفيه من أعلام النبوة أن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام لا يموت شهيدا فوقع كذلك مات على فراشه في أول خلافة معاوية بالمدينة .
ونقل ابن التين عن الداودي أن القوم إنما قالوا في nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام إنه من أهل الجنة لأنه كان من أهل [ ص: 417 ] بدر ، كذا قال والذي أوردته من طرق القصة يدل على أنهم إنما أخذوا ذلك من قوله لما ذكر طريق الشمال " إنك لست من أهلها " وإنما قال " ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم " ، على سبيل التواضع كما تقدم ، وكراهة أن يشار إليه بالأصابع خشية أن يدخله العجب ، ثم إنه ليس من أهل بدر أصلا . والله أعلم .