( باب ثياب الحرير في المنام ) ذكر فيهما حديث عائشة في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لها في المنام قبل أن يتزوجها ، وساقه في الأول من طريق أبي أسامة وفي الثاني من طريق أبي معاوية كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام وهو ابن عروة بن الزبير عن أبيه عنها ، وزاد في رواية أبي أسامة " فيقول : هذه امرأتك " وبهذه الزيادة ينتظم الكلام ، وزاد في رواية أبي معاوية قبل " أن أتزوجك " وأعاد فيها صورة المنام بيانا لقوله أريتك مرتين فقال في روايته : " رأيت الملك يحملك " ، ثم قال " أريتك يحملك " وقال في المرتين " فقلت له اكشف " .
ووقع في رواية أبي أسامة " فاكشفها " والضمير لقوله : " امرأتك " وقد تقدم في السيرة النبوية قبل الهجرة إلى المدينة من طريق وهيب بن خالد عن هشام بنحو سياق أبي أسامة ، وتقدم في النكاح من طريق حماد بن زيد عن هشام ولفظه : " فقال لي : هذه امرأتك ، فكشفت عن وجهك " .
ويجمع هذا الاختلاف أن نسبة الكشف إليه لكونه الآمر به وأن الذي باشر الكشف هو الملك ، ووقع في هذه الطريق عند مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي بعد قوله المنام : " ثلاث ليال " ، فلعل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حذفها لأن الأكثر رووه بلفظ مرتين ، وكذلك أخرجه مسلم من رواية عبد الله بن إدريس وأبو عوانة من رواية مالك ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ومن رواية عبد العزيز بن المختار كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة جازمين بمرتين ، ومن رواية حماد بن سلمة عن هشام فقال في روايته : " مرتين أو ثلاثا " بالشك فيحتمل أن يكون الشك من هشام فاقتصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على المحقق وهو قوله : " مرتين " وتأكد ذلك عنده برواية أبي معاوية المفسرة ، وحذف لفظ ثلاث من رواية حماد بن زيد لأن أصل الحديث ثابت ، وقوله : " فإذا هي أنت " .
قال القرطبي يريد أنه رآها في النوم كما رآها في اليقظة ، فكانت المراد بالرؤيا لا غيرها ، وقد بين حماد بن سلمة في [ ص: 418 ] روايته المراد ولفظه : " أتيت بجارية في سرقة من حرير بعد وفاة خديجة فكشفتها فإذا هي أنت " الحديث ، وهذا يدفع الاحتمال الذي ذكره ابن بطال ومن تبعه ؛ حيث جوزوا أن هذه الرؤية قبل أن يوحى إليه ، وقد تقدم تفسير السرقة وضبطها ، وأن الملك المذكور هو جبريل ، وكثير من مباحثه في كتاب النكاح ، وذكرت احتمالا عن عياض في قوله : " إن يكن هذا من عند الله يمضه " ثم وجدته أخذ أكثره من كلام ابن بطال . ومحمد في السند الثاني جزم السرخسي في رواية أبي ذر عنه أنه nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب محمد بن العلاء ، وكلام الكلاباذي يقتضي أنه ابن سلام .
قال ابن بطال : رؤيا المرأة في المنام يختلف على وجوه : منها أن يتزوج الرائي حقيقة بمن يراها أو شبهها ، ومنها أن يدل على حصول دنيا أو منزلة فيها أو سعة في الرزق ، وهذا أصل عند المعبرين في ذلك . وقد تدل المرأة بما يقترن بها في الرؤيا على فتنة تحصل للرائي .
وأما ثياب الحرير فيدل اتخاذها للنساء في المنام على النكاح وعلى العزاء وعلى الغنى وعلى زيادة في البدن ، قالوا : والملبوس كله يدل على جسم لابسه لكونه يشتمل عليه ، ولا سيما واللباس في العرف دال على أقدار الناس وأحوالهم .