6718 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16508عبدان أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=656604أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني
[ ص: 119 ] قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم - كتاب الأحكام ) كذا للجميع ، وسقط لفظ " باب " بعده لغير أبي ذر والأحكام جمع حكم ، والمراد بيان آدابه وشروطه ، وكذا الحاكم ويتناول لفظ الحاكم الخليفة والقاضي ، فذكر ما يتعلق بكل منهما . والحكم الشرعي عند الأصوليين خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير ومادة الحكم من الإحكام وهو الإتقان للشيء ومنعه من العيب .
قوله : باب قول الله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) في هذا إشارة من المصنف إلى ترجيح القول الصائر إلى أن الآية نزلت في طاعة الأمراء ، خلافا لمن قال نزلت في العلماء ، وقد رجح ذلك أيضا الطبري ، وتقدم في تفسيرها في سورة النساء بسط القول في ذلك . وقال ابن عيينة : سألت nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عنها ولم يكن بالمدينة أحد يفسر القرآن بعد محمد بن كعب مثله فقال : اقرأ ما قبلها تعرف ، فقرأت إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الآية ، فقال : هذه في الولاة ، والنكتة في إعادة العامل في الرسول دون أولي الأمر مع أن المطاع في الحقيقة هو الله تعالى كون الذي يعرف به ما يقع به التكليف هما القرآن والسنة ، فكأن التقدير أطيعوا الله فيما نص عليكم في القرآن ، وأطيعوا الرسول فيما بين لكم من القرآن وما ينصه عليكم من السنة . أو المعنى أطيعوا الله فيما يأمركم به من الوحي المتعبد بتلاوته ، وأطيعوا الرسول [ ص: 120 ] فيما يأمركم به من الوحي الذي ليس بقرآن . ومن بديع الجواب قول بعض التابعين لبعض الأمراء من بني أمية لما قال له : أليس الله أمركم أن تطيعونا في قوله وأولي الأمر منكم فقال له : أليس قد نزعت عنكم - يعني الطاعة - إذا خالفتم الحق بقوله فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله قال الطيبي : أعاد الفعل في قوله وأطيعوا الرسول إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة ، ولم يعده في أولي الأمر إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته . ثم بين ذلك بقوله فإن تنازعتم في شيء كأنه قيل فإن لم يعملوا بالحق فلا تطيعوهم وردوا ما تخالفتم فيه إلى حكم الله ورسوله . وذكر فيه حديثين : أحدهما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
قوله : nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله ) هو ابن المبارك . nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس هو ابن يزيد .
قوله : من أطاعني فقد أطاع الله ) هذه الجملة منتزعة من قوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله ؛ أي لأني لا آمر إلا بما أمر الله به ، فمن فعل ما آمره به فإنما أطاع من أمرني أن آمره ، ويحتمل أن يكون المعنى لأن الله أمر بطاعتي فمن أطاعني فقد أطاع أمر الله له بطاعتي ، وفي المعصية كذلك . والطاعة هي الإتيان بالمأمور به والانتهاء عن المنهي عنه ، والعصيان بخلافه .
قوله : ومن أطاع أميري فقد أطاعني ) في رواية همام nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وغيرهما عند مسلم " ومن أطاع الأمير " ويمكن رد اللفظين لمعنى واحد ، فإن كل من يأمر بحق وكان عادلا فهو أمير الشارع لأنه تولى بأمره وبشريعته ، ويؤيده توحيد الجواب في الأمرين وهو قوله : فقد أطاعني ؛ أي عمل بما شرعته ، وكأن الحكمة في تخصيص أميره بالذكر أنه المراد وقت الخطاب ، ولأنه سبب ورود الحديث . وأما الحكم فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . ووقع في رواية همام أيضا ومن يطع الأمير فقد أطاعني بصيغة المضارعة ، وكذا ومن يعص الأمير فقد عصاني وهو أدخل في إرادة تعميم من خوطب ومن جاء من بعد ذلك . قال ابن التين : قيل كانت قريش ومن يليها من العرب لا يعرفون الإمارة فكانوا يمتنعون على الأمراء ، فقال هذا القول يحثهم على طاعة من يؤمرهم عليهم والانقياد لهم إذا بعثهم في السرايا وإذا ولاهم البلاد فلا يخرجوا عليهم لئلا تفترق الكلمة . قلت : هي عبارة nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في " الأم " ذكره في سبب نزولها ، وعجبت لبعض شيوخنا الشراح من الشافعية كيف قنع بنسبة هذا الكلام إلىابن التين معبرا عنه بصيغة " قيل : وابن التين إنما أخذه من كلام nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، ووقع عند أحمد وأبي يعلى nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=3504287قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال : ألستم تعلمون أن من أطاعني فقد أطاع الله وإن من طاعة الله طاعتي قالوا : بلى نشهد ، قال فإن من طاعتي أن تطيعوا أمراءكم وفي لفظ " أئمتكم " . وفي الحديث وجوب طاعة ولاة الأمور وهي مقيدة بغير الأمر بالمعصية كما تقدم في أوائل الفتن ، والحكمة في الأمر بطاعتهم المحافظة على اتفاق الكلمة لما في الافتراق من الفساد .