قوله : باب هدايا العمال ) هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه أحمد وأبو عوانة من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن عروة عن أبي حميد رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=848348هدايا العمال غلول وهو من رواية إسماعيل بن عياش عن يحيى ، وهو من رواية إسماعيل عن الحجازيين وهي ضعيفة ، ويقال إنه اختصره من حديث الباب كما تقدم بيان ذلك في الهبة ، وأورد فيه قصة ابن اللتبية وقد تقدم بعض شرحها في الهبة وفي الزكاة وفي ترك الحيل وفي الجمعة ، وتقدم شيء مما يتعلق بالغلول في " كتاب الجهاد " .
قوله : nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ) هو ابن عيينة .
قوله : عن الزهري ) قد ذكر في آخره ما يدل على أن سفيان سمعه من الزهري وهو قوله " قال سفيان قصه علينا الزهري " ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في مسنده عن سفيان " حدثنا الزهري " وأخرجه أبو نعيم من طريقه ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق محمد بن منصور عن سفيان قال قصه علينا الزهري وحفظناه .
قوله : أنه سمع عروة ) في رواية شعيب عن الزهري في الأيمان والنذور : أخبرني عروة .
قوله ( استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني أسد ) بفتح الهمزة وسكون السين المهملة ، كذا وقع هنا وهو يوهم أنه بفتح السين نسبة إلى بني أسد بن خزيمة القبيلة المشهورة أو إلى بني أسد بن عبد العزى بطن من قريش . وليس كذلك وإنما قلت إنه يوهمه لأن الأزدي تلازمه الألف واللام في الاستعمال أسماء [ ص: 176 ] وأنسابا ، بخلاف بني أسد فبغير ألف ولام في الاسم ، ووقع في رواية الأصيلي هنا " من بني الأسد " بزيادة الألف واللام ولا إشكال فيها مع سكون السين ، وقد وقع في الهبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن سفيان " nindex.php?page=hadith&LINKID=848349استعمل رجلا من الأزد " وكذا قال أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي في مسنديهما عن سفيان ومثله لمسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان ، وفي نسخة بالسين المهملة بدل الزاي ، ثم وجدت ما يزيل الإشكال إن ثبت ، وذلك أن أصحاب الأنساب ذكروا أن في الأزد بطنا يقال لهم بنو أسد بالتحريك ينسبون إلى أسد بن شريك بالمعجمة مصغرا ابن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم ، وبنو فهم بطن شهير من الأزد فيحتمل أن ابن الأتبية كان منهم فيصح أن يقال فيه الأزدي بسكون الزاي والأسدي بسكون السين وبفتحها من بني أسد بفتح السين ومن بني الأزد أو الأسد بالسكون فيهما لا غير ، وذكروا ممن ينسب كذلك nindex.php?page=showalam&ids=17072مسددا شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قوله ( يقال له ابن الأتبية ) كذا في رواية أبي ذر بفتح الهمزة والمثناة وكسر الموحدة ، وفي الهامش باللام بدل الهمزة ، كذلك ووقع كالأول لسائرهم وكذا تقدم في الهبة ، وفي رواية مسلم باللام المفتوحة ثم المثناة الساكنة وبعضهم يفتحها ، وقد اختلف على nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه أيضا أنه باللام أو بالهمزة كما سيأتي قريبا في " باب محاسبة الإمام عماله " بالهمزة ، ووقع لمسلم باللام ، وقال عياض : ضبطه الأصيلي بخطه في هذا الباب بضم اللام وسكون المثناة ، وكذا قيده ابن السكن ، قال : وهو الصواب ، وكذا قال ابن السمعاني ابن اللتبية بضم اللام وفتح المثناة ويقال بالهمز بدل اللام ، وقد تقدم أن اسمه عبد الله واللتبية أمه لم نقف على تسميتها .
قوله : على صدقة ) وقع في الهبة " على الصدقة " وكذا لمسلم ، وتقدم في الزكاة تعيين من استعمل عليهم .
قوله : هذا لك وهذا لي ) في رواية عبد الله بن محمد : هذا لكم وهذا أهدي لي " وفي رواية هشام : فيقول : هذا الذي لكم وهذه هدية أهديت لي " وقد تقدم ما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد من الزيادة .
قوله ( فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ) ؟ في رواية هشام " حتى تأتيه هديته إن كان صادقا " .
قوله : والذي نفسي بيده ) تقدم شرحه في أوائل " كتاب الأيمان والنذور " .
قوله : ( لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة ) يعني لا يأتي بشيء يحوزه لنفسه ، ووقع في رواية عبد الله بن محمد : لا يأخذ أحد منها شيئا " وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة " لا ينال أحد منكم منها شيئا " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عند أبي عوانة : لا يغل منه شيئا إلا جاء به " وكذا وقع في رواية شعيب عند المصنف وفي رواية معمر عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي كلاهما بلفظ : لا يغل " بضم الغين المعجمة من الغلول وأصله الخيانة في الغنيمة ، ثم استعمل في كل خيانة .
قوله ( يحمله على رقبته ) في رواية أبي بكر " على عنقه " وفي رواية هشام " لا يأخذ أحدكم منها شيئا " قال هشام " بغير حقه " ولم يقع قوله : قال هشام " عند مسلم في رواية أبي أسامة المذكورة ، وأورده من رواية ابن نمير عن هشام بدون قوله " بغير حقه " وهذا مشعر بإدراجها .
قوله : إن كان ) أي الذي غله ( بعيرا له رغاء ) بضم الراء وتخفيف المعجمة مع المد هو صوت البعير .
قوله : خوار ) يأتي ضبطه .
قوله ( أو شاة تيعر ) بفتح المثناة الفوقانية وسكون التحتانية بعدها مهملة مفتوحة ويجوز كسرها ، ووقع عند ابن التين " أو شاة لها يعار " ويقال " يعار " قال : وقال القزاز : هو يعار بغير شك يعني بفتح التحتانية وتخفيف المهملة وهو صوت الشاة الشديد " قال : واليعار ليس بشيء كذا فيه وكذا لم أره هنا في شيء من نسخ الصحيح ، وقال غيره : اليعار بضم أوله صوت المعز ، يعرت العنز تيعر بالكسر وبالفتح يعارا إذا صاحت .
قوله : ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ) وفي رواية عبد الله بن محمد " عفرة إبطه " بالإفراد ، ولأبي ذر " عفر " بفتح أوله ولبعضهم بفتح الفاء أيضا بلا هاء ، وكالأول في رواية شعيب بلفظ : حتى إنا لننظر إلى " والعفرة بضم المهملة وسكون الفاء تقدم شرحها في " كتاب الصلاة " وحاصله أن العفر بياض ليس بالناصع .
[ ص: 178 ] قوله : ( ألا ) بالتخفيف ( هل بلغت ) بالتشديد ( ثلاثا ) أي أعادها ثلاث مرات . وفي رواية عبد الله بن محمد في الهبة " اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت ثلاثا " وفي رواية مسلم " nindex.php?page=hadith&LINKID=848360قال اللهم هل بلغت مرتين " ومثله nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود ولم يقل " مرتين " وصرح في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي بالثالثة " nindex.php?page=hadith&LINKID=848361اللهم بلغت " والمراد بلغت حكم الله إليكم امتثالا لقوله تعالى له بلغ وإشارة إلى ما يقع في القيامة من سؤال الأمم هل بلغهم أنبياؤهم ما أرسلوا به إليهم .
قوله ( وزاد هشام ) هو من مقول سفيان وليس تعليقا من nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقد وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي عن سفيان " حدثنا الزهري nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة قالا حدثنا عروة بن الزبير " وساقه عنهما مساقا واحدا وقال في آخره " قال سفيان : زاد فيه هشام " .
قوله : سمع أذني ) بفتح السين المهملة وكسر الميم وأذني بالإفراد بقرينة قوله " وأبصرته عيني " قال عياض : بسكون الصاد المهملة والميم وفتح الراء والعين للأكثر وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه قال العرب تقول سمع أذني زيدا بضم العين ، قال عياض : والذي في ترك الحيل وجهه النصب على المصدر لأنه لم يذكر المفعول وقد تقدم القول في ذلك في ترك الحيل ووقع عند مسلم في رواية أبي أسامة " بصر وسمع " بالسكون فيهما والتثنية في أذني وعيني ، وعنده في رواية ابن نمير بصر عيناي وسمع أذناي ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن هشام عند أبي عوانة " بصر عينا أبي حميد وسمع أذناه " . قلت : وهذا يتعين أن يكون بضم الصاد وكسر الميم وفي رواية مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن عروة قلت لأبي حميد أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : من فيه إلى أذني ، قال النووي : معناه إنني أعلمه علما يقينا لا أشك في علمي به .
قوله : وسلوا nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فإنه سمعه معي ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي " فإنه كان حاضرا معي " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق معمر عن هشام " يشهد على ما أقول nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت يحك منكبه منكبي ، رأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي رأيت وشهد مثل الذي شهدت " وقد ذكرت في الأيمان والنذور أني لم أجده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت .
قوله ( ولم يقل الزهري سمع أذني ) هو مقول سفيان أيضا .
قوله : ( خوار صوت ، والجؤار من تجأرون كصوت البقرة ) هكذا وقع هنا وفي رواية أبي ذر عن الكشميهني والأول بضم الخاء المعجمة يفسر قوله في حديث أبي حميد " بقرة لها خوار " وهو في الرواية بالخاء المعجمة ولبعضهم بالجيم ، وأشار إلى ما في سورة طه عجلا جسدا له خوار وهو صوت العجل ، ويستعمل في غير البقر من الحيوان . وأما قوله " والجؤار " فهو بضم الجيم وواو مهموزة ويجوز تسهيلها ، وأشار بقوله " يجأرون " إلى ما في سورة قد أفلح بالعذاب إذا هم يجأرون قال أبو عبيدة : أي يرفعون أصواتهم كما يجأر الثور . والحاصل أنه بالجيم وبالخاء المعجمة بمعنى ، إلا أنه بالخاء للبقر وغيرها من الحيوان وبالجيم للبقر والناس قال الله تعالى فإليه تجأرون وفي قصة موسى " له جؤار إلى الله بالتلبية " أي صوت عال ، وهو عند مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند عن أبي العالية عن ابن عباس ، وقيل أصله في البقر واستعمل في الناس ، ولعل المصنف أشار أيضا إلى قراءة الأعمش : عجلا جسدا له جؤار بالجيم ، وفي الحديث من الفوائد أن الإمام يخطب في الأمور المهمة ، واستعمال " أما بعد " في الخطبة كما تقدم في الجمعة ، ومشروعية [ ص: 179 ] محاسبة المؤتمن ، وقد تقدم البحث فيه في الزكاة ، ومنع العمال من قبول الهدية ممن له عليه حكم وتقدم تفصيل ذلك في ترك الحيل ، ومحل ذلك إذا لم يأذن له الإمام في ذلك ، لما أخرجه الترمذي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم عن معاذ بن جبل قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=848362بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : لا تصيبن شيئا بغير إذني فإنه غلول " وقال المهلب : فيه أنها إذا أخذت تجعل في بيت المال ولا يختص العام منها إلا بما أذن له فيه الإمام ، وهو مبني على أن ابن اللتبية أخذ منه ما ذكر أنه أهدي له وهو ظاهر السياق ، ولا سيما في رواية معمر قبل ، ولكن لم أر ذلك صريحا . ونحوه قول ابن قدامة في " المغني " لما ذكر الرشوة : وعليه ردها لصاحبها ويحتمل أن تجعل في بيت المال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر ابن اللتبية برد الهدية التي أهديت له لمن أهداها . وقال ابن بطال : يلحق بهدية العامل الهدية لمن له دين ممن عليه الدين ، ولكن له أن يحاسب بذلك من دينه . وفيه إبطال كل طريق يتوصل بها من يأخذ المال إلى محاباة المأخوذ منه والانفراد بالمأخوذ . وقال ابن المنير : يؤخذ من قوله : هلا جلس في بيت أبيه وأمه . جواز قبول الهدية ممن كان يهاديه قبل ذلك ، كذا قال ، ولا يخفى أن محل ذلك إذا لم يزد على العادة . وفيه أن من رأى متأولا أخطأ في تأويل يضر من أخذ به أن يشهر القول للناس ويبين خطأه ليحذر من الاغترار به . وفيه جواز توبيخ المخطئ ، واستعمال المفضول في الإمارة والإمامة والأمانة مع وجود من هو أفضل منه وفيه استشهاد الراوي والناقل بقول من يوافقه ليكون أوقع في نفس السامع وأبلغ في طمأنينته والله أعلم .