قوله : باب الألد الخصم ) بفتح المعجمة وكسر الصاد المهملة ، وقد تقدم بيان المراد به في " كتاب المظالم " وفي تفسير سورة البقرة ، وقوله " وهو الدائم في الخصومة " من تفسير المصنف ، ويحتمل أن يكون المراد " الشديد الخصومة " فإن الخصم من صيغ المبالغة فيحتمل الشدة ويحتمل الكثرة ، وقوله : لدا " عوجا ، وقع في رواية الكشميهني " ألد " أعوج وهو يرد على ابن المنير حيث صحف هذه اللفظة فقال : قوله " إدا " عوجا ، لا أعلم لهذا في هذه الترجمة وجها إلا إن كان أراد أن " الألد " مشتق من اللدد ، وهو الاعوجاج والانحراف عن الحق ، وأصله من " اللديد " وهو جانب الوادي ويطلق على جانب الفم ، ومنه " اللدود " وهو صب الدواء منحرفا عن وسط الفم إلى جانبه ، فأراد أن يبين أن العوج يستعمل في المعاني كما يستعمل في الأعيان فمن استعماله في المعاني " اللدود والإد " وهو قوله تعالى لقد جئتم شيئا إدا أي شيئا منحرفا عن الصواب ومعوجا عن سمة الاعتدال . قلت : ولم أرها في شيء من نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا إلا باللام ، وقد تقدم في تفسير سورة مريم نقله عن ابن عباس أنه قال " إدا عظيما " وعن مجاهد أنه قال " لدا عوجا " وذكرت هناك من وصلهما ، ووجدت في تفسير عبد بن حميد من طريق معمر عن قتادة في قوله تعالى قوما لدا قال جدلا بالباطل . ، ومن طريق سليمان التيمي عن قتادة قال : " الجدل : الخصم " ومن طريق مجاهد [ ص: 193 ] قال : لا يستقيمون " وهذا نحو قوله : " عوجا ، وأسند ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله وتنذر به قوما لدا قال " عوجا عن الحق " وهو بضم العين وسكون الواو وفيه تقوية لما وقع في نسخ الصحيح ، واللد " بضم اللام وتشديد الدال ، جمع " ألد وقد أسند ابن أبي حاتم عن الحسن أنه قال " اللد : الخصم " وكأنه تفسير باللازم لأن من اعوج عن الحق كان كأنه لم يسمع وعن محمد بن كعب قال " الألد : الكذاب " وكأنه أراد أن من يكثر المخاصمة يقع في الكذب كثيرا ، وتفسير " الألد بالأعوج " على ما وقع عند الكشميهني يحمل على انحرافه عن الحق وتفسير " الألد بالشديد الخصومة ؛ لأنه كلما أخذ عليه جانب من الحجة أخذ في آخر أو لأعماله لديدية ، وهما جانبا فمه في المخاصمة ، وقال أبو عبيدة في " كتاب المجاز " في قوله قوما لدا واحدهم ألد " وهو الذي يدعي الباطل ولا يقبل الحق " وذكر حديث عائشة في " الألد " وقد سبق شرحه وقوله " أبغض الرجال " إلخ قال الكرماني " الأبغض هو الكافر " فمعنى الحديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=848381أبغض الرجال الكفار " الكافر : المعاند أو بعض الرجال المخاصمين . قلت : والثاني هو المعتمد وهو أعم من أن يكون كافرا أو مسلما ، فإن كان كافرا فأفعل التفضيل في حقه على حقيقتها في العموم ، وإن كان مسلما فسبب البغض أن كثرة المخاصمة تفضي غالبا إلى ما يذم صاحبه أو يخص في حق المسلمين بمن خاصم في باطل ويشهد للأول حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=848382كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن أبي أمامة بسند ضعيف وورد الترغيب في ترك المخاصمة ؛ فعند أبي داود من طريق سليمان بن حبيب عن أبي أمامة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=848383أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وله شاهد عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث معاذ بن جبل " والربض " بفتح الراء والموحدة بعدها ضاد معجمة " الأسفل " .