قوله ( باب ما يكره من التمني ) قال ابن عطية : يجوز تمني ما لا يتعلق بالغير أي مما يباح وعلى هذا فالنهي عن التمني بخصوص بما يكون داعية إلى الحسد والتباغض وعلى هذا محصل قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي " لولا أنا نأثم بالتمني لتمنينا أن يكون كذا . ولم يرد أن كل التمني يحصل به الإثم .
[ ص: 234 ] قوله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض إلى قوله إن الله كان بكل شيء عليما كذا لأبي ذر وساق في رواية كريمة الآية كلها ، ذكر فيه ثلاثة أحاديث كلها في الزجر عن تمني الموت ، وفي مناسبتها للآية غموض ، إلا إن كان أراد أن المكروه من التمني هو جنس ما دلت عليه الآية وما دل عليه الحديث ، وحاصل ما في الآية الزجر عن الحسد ، وحاصل ما له في الحديث الحث على الصبر ) لأن تمني الموت غالبا ينشأ عن وقوع أمر يختار الذي يقع به الموت على الحياة ، فإذا نهى عن تمني الموت كان أمر بالصبر على ما نزل به ، ويجمع الحديث والآية الحث على الرضا بالقضاء والتسليم لأمر الله تعالى . ووقع في حديث أنس من طريق ثابت عنه في " باب تمني المريض الموت من كتاب المرضى " بعد النهي عن تمني الموت ; فإن كان لا بد فاعلا فليقل nindex.php?page=hadith&LINKID=848446اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، الحديث ولا يرد على ذلك مشروعية الدعاء بالعافية مثلا ; لأن الدعاء بتحصيل الأمور الأخروية يتضمن الإيمان بالغيب مع ما فيه من إظهار الافتقار إلى الله تعالى والتذلل له والاحتياج والمسكنة بين يديه ، والدعاء بتحصيل الأمور الدنيوية لاحتياج الداعي إليها فقد تكون قدرت له إن دعا بها فكل من الأسباب والمسببات مقدر ، وهذا كله بخلاف الدعاء بالموت فليست فيه مصلحة ظاهرة بل فيه مفسدة . وهي طلب إزالة نعمة الحياة وما يترتب عليها من الفوائد ، لا سيما لمن يكون مؤمنا ، فإن استمرار الإيمان من أفضل الأعمال ، والله أعلم .
وقوله في الحديث الأول " nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم " هو ابن سليمان المعروف بالأحول وقد سمع من أنس ، وربما أدخل بينهما واسطة كهذا ، ووقع عند مسلم في هذا الحديث من رواية عبد الواحد بن زياد عن عاصم عن النضر بن أنس قال قال أنس ، وأنس يومئذ حي ، فذكره . وقوله : لا تمنوا " بفتح أوله وثانيه وثالثه مشددا وهي على حذف إحدى التاءين ، وثبتت في رواية الكشميهني " لا تتمنوا " وزاد في رواية ثابت المذكورة عن أنس : nindex.php?page=hadith&LINKID=848447لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، الحديث . وقد مضى الكلام عليه في " كتاب المرضى " وأورد نحوه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز بن صهيب عن أنس في " كتاب الدعوات .