باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل واحدا بعد واحد وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بعث النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=202دحية الكلبي بكتابه إلى عظيم بصرى أن يدفعه إلى قيصر
قوله ( باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل واحدا بعد واحد ) تقدم بيانه في أول هذه الأبواب مجملا وقد سبق إلى ذلك أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فقال " nindex.php?page=hadith&LINKID=848497بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سراياه وعلى كل سرية واحد ، وبعث رسله إلى الملوك إلى كل ملك واحد ، ولم تزل كتبه تنفذ إلى ولاته بالأمر والنهي فلم يكن أحد من ولاته يترك إنفاذ أمره ، وكذا كان الخلفاء بعده " انتهى فأما أمراء السرايا فقد استوعبهم محمد بن سعد في " الترجمة النبوية " وعقد لهم بابا سماهم فيه على الترتيب . وأما " أمراء البلاد " التي فتحت فإنه صلى الله عليه وسلم أمر على مكة عتاب بن أسيد ، وعلى الطائف عثمان بن أبي العاص ، وعلى البحرين nindex.php?page=showalam&ids=386العلاء بن الحضرمي ، وعلى عمان عمرو بن العاص ، وعلى نجران nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان بن حرب وأمر على صنعاء وسائر جبال اليمن باذان ثم ابنه شهر وفيروز والمهاجر بن أبي أمية وأبان بن سعيد بن العاص وأمر على السواحل أبا موسى ، وعلى الجند وما معها [ ص: 255 ] معاذ بن جبل وكان كل منهما يقضي في عمله ويسير فيه ، وكانا ربما التقيا كما تقدم ، وأمر أيضا عمرو بن سعيد بن العاص على وادي القرى ، ويزيد بن أبي سفيان على تيماء ، وثمامة بن أثال على اليمامة . فأما " أمراء السرايا والبعوث " فكانت إمرتهم تنتهي بانتهاء تلك الغزوة . وأما " أمراء القرى " فإنهم استمروا فيها " ومن أمرائه أبو بكر على الحج سنة تسع ، وعلي لقسمة الغنيمة وأفراد الخمس باليمن وقراءة سورة " براءة على المشركين في حجة أبي بكر ، وأبو عبيدة لقبض الجزية من البحرين ، nindex.php?page=showalam&ids=16431وعبد الله بن رواحة لخرص خيبر إلى أن استشهد في غزوة مؤتة ، ومنهم عماله لقبض الزكوات ، كما تقدم قريبا في قصة ابن اللتبية . وأما " رسوله إلى الملوك " فسمى منهم دحية nindex.php?page=showalam&ids=196وعبد الله بن حذافة وهما في هذه الترجمة . وأخرج مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رسله إلى الملوك يعني الذين كانوا في عصره . قلت : قد استوعبهم محمد بن سعد أيضا وأفردهم بعض المتأخرين في جزء تتبعهم من " أسد الغابة " لابن الأثير ثم ذكر فيه ثلاثة أحاديث .
الأول :
قوله : وقال ابن عباس : بعث النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=202دحية الكلبي بكتابه إلى عظيم بصرى أن يدفعه إلى قيصر ) هو طرف من الحديث الطويل المذكور " في بدء الوحي " وتقدم شرحه هناك وتسميته " عظيم بصرى " وكيفية إرساله الكتاب المذكور إلى هرقل وهذا التعليق ثبت في رواية الكشميهني وحده هنا .
الحديث الثاني : قوله : nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس ) هو ابن يزيد الأيلي .
قوله ( بعث بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين ) كذا هنا والضمير في قوله " فأمره " للمبعوث الذي دل عليه قوله " بعث " وقد تقدم في أواخر المغازي ، وإن الرسول nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة السهمي الذي تقدمت قصته قريبا في السرية ، وقوله : فحسبت أن ابن المسيب . القائل هو ابن شهاب كما تقدم بيانه هناك .
قوله : أن يمزقوا كل ممزق ) فيه تلميح بما أخبر الله تعالى أنه فعل بأهل سبأ وأجاب الله تعالى هذه الدعوة ، فسلط شيرويه على والده nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى أبرويز الذي مزق الكتاب فقتله ، وملك بعده فلم يبق إلا يسيرا حتى مات والقصة مشهورة .
تنبيه :
وقع للزركشي هنا خبط ، فإنه قال عن ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=848498أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى كذا وقع في الأمهات ولم يذكر فيه " دحية " بعد قوله " بعث " والصواب إثباته وقد ذكره في رواية الكشميهني تعليقا فقال : قال ابن عباس : nindex.php?page=hadith&LINKID=848499بعث النبي صلى الله عليه وسلم دحية بكتابه إلى عظيم بصرى أن يدفعه إلى قيصر " وهو الصواب انتهى . وكأنه توهم أن القصتين واحدة وحمله على ذلك كونهما من رواية ابن عباس ; والحق أن المبعوث لعظيم بصرى هو دحية ، والمبعوث لعظيم البحرين وإن لم يسم في هذه الرواية فقد سمي في غيرها وهو nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة ، ولو لم يكن في الدليل على المغايرة بينهما إلا بعد ما بين بصرى والبحرين فإن بينهما نحو شهر ، وبصرى كانت في مملكة هرقل ملك الروم ، والبحرين كانت في مملكة كسرى ملك الفرس ، وإنما نبهت على ذلك مع وضوحه خشية أن يغتر به من ليس له اطلاع على ذلك .