الحديث الثاني : حديث ابن عباس كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف ، الحديث في خطبة عمر الذي تقدم بطوله مشروحا في باب رجم الحبلى من " الحدود " وذكر هنا منه طرفا ، والغرض منه هنا ما يتعلق بوصف المدينة بدار الهجرة ودار السنة ومأوى المهاجرين والأنصار وقوله فيه " فلما كان آخر حجة حجها عمر فقال عبد الرحمن : جواب لما محذوف ، وقد تقدم بيانه وهو " فلما رجع عبد الرحمن من عند عمر لقيني فقال " وقوله فيه " قال ابن عباس : هو موصول بالسند المذكور ، وقوله " فقدمنا المدينة فقال إن الله بعث محمدا بالحق " حذف منه قطعة كبيرة بين قوله " فقدمنا المدينة " وبين قوله " قال " إلخ . تقدم بيانها هناك ، وفيها قصة مع سعيد بن زيد [ ص: 319 ] وخروج عمر يوم الجمعة وخطبته بطولها ، وقد أدخل كثير ممن يقول بحجية إجماع أهل المدينة هذه المسألة في مسألة إجماع الصحابة ، وذلك حيث يقول : لأنهم شاهدوا التنزيل ، وحضروا الوحي وما أشبه ذلك ، وهما مسألتان مختلفتان والقول بأن إجماع الصحابة حجة أقوى من القول بأن إجماع أهل المدينة حجة ، والراجح أن أهل المدينة ممن بعد الصحابة إذا اتفقوا على شيء كان القول به أقوى من القول بغيره ، إلا أن يخالف نصا مرفوعا ، كما أنه يرجح بروايتهم لشهرتهم بالتثبت في النقل وترك التدليس ، والذي يختص بهذا الباب القول بحجية قول أهل المدينة إذا اتفقوا ، وأما ثبوت فضل المدينة وأهلها ، وغالب ما ذكر في الباب فليس بقوي في الاستدلال على هذا المطلوب .