6941 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16967محمد بن سلام حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب nindex.php?page=showalam&ids=12062وأبي ظبيان عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله قال nindex.php?page=hadith&LINKID=656828قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس
[ ص: 371 ] قوله ( باب قول الله تبارك وتعالى : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) ذكر فيه حديث جرير " nindex.php?page=hadith&LINKID=848984لا يرحم الله من لا يرحم الناس " وقد تقدم شرحه مستوفى في " كتاب الأدب " وحديث أسامة بن زيد في قصة ولد بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها ، وفيه : ففاضت عيناه " ، وفيه " هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده ، nindex.php?page=hadith&LINKID=848985وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " وقد تقدم شرحه مستوفى في " كتاب الجنائز ، قال ابن بطال : غرضه في هذا الباب إثبات الرحمة وهي من صفات الذات فالرحمن وصف وصف الله تعالى به نفسه وهو متضمن لمعنى الرحمة كما تضمن وصفه بأنه عالم معنى العلم إلى غير ذلك ، قال : والمراد برحمته إرادته نفع من سبق في علمه أنه ينفعه ، قال وأسماؤه كلها ترجع إلى ذات واحدة وإن دل كل واحد منها على صفة من صفاته يختص الاسم بالدلالة عليها ، وأما الرحمة التي جعلها في قلوب عباده فهي من صفات الفعل ، وصفها بأنه خلقها في قلوب عباده ، وهي رقة على المرحوم ، وهو سبحانه وتعالى منزه عن الوصف بذلك فتتأول بما يليق به ، وقال ابن التين : الرحمن والرحيم مشتقان من الرحمة ، وقيل هما اسمان من غير اشتقاق ، وقيل يرجعان إلى معنى الإرادة ، فرحمته إرادته تنعيم من يرحمه ، وقيل راجعان إلى تركه عقاب من يستحق العقوبة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : معنى " الرحمن " أنه مزيح العلل ؛ لأنه لما أمر بعبادته بين حدودها وشروطها فبشر وأنذر وكلف ما تحمله بنيتهم فصارت العلل عنهم مزاحة والحجج منهم منقطعة ، قال : ومعنى " الرحيم " أنه المثيب على العمل فلا يضيع لعامل أحسن عملا ، بل يثيب العامل بفضل رحمته أضعاف عمله ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ذهب الجمهور إلى أن " الرحمن " مأخوذ من الرحمة مبني على المبالغة ومعناه ذو الرحمة لا نظير له فيها ، ولذلك لا يثنى ولا يجمع ، واحتج له nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بحديث عبد الرحمن بن عوف ، وفيه خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي . قلت : وكذا حديث الرحمة الذي اشتهر بالمسلسل بالأولية ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التاريخ وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=848986الراحمون يرحمهم الرحمن " الحديث ، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : " فالرحمن " ذو الرحمة الشاملة للخلق ، والرحيم " فعيل بمعنى فاعل وهو خاص بالمؤمنين ، قال تعالى وكان بالمؤمنين رحيما وأورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال " الرحمن والرحيم " اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر ، وعن مقاتل أنه نقل عن جماعة من التابعين مثله ، وزاد " فالرحمن " بمعنى المترحم ، والرحيم بمعنى المتعطف ، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : لا معنى لدخول الرقة في شيء من صفات الله تعالى ، وكأن المراد بها اللطف ومعناه الغموض لا الصغر الذي هو من صفات الأجسام . قلت : والحديث المذكور عن ابن عباس لا يثبت ؛ لأنه من رواية الكلبي عن ابن صالح عنه ، والكلبي متروك الحديث وكذلك مقاتل ، ونقل nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن الحسين بن المفضل البجلي أنه نسب راوي حديث ابن عباس إلى التصحيف وقال : إنما هو الرفيق بالفاء وقواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بالحديث الذي أخرجه مسلم عن [ ص: 372 ] عائشة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=848987إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف وأورد له شاهدا من حديث عبد الله بن مغفل ومن طريق عبد الرحمن بن يحيى ثم قال و " الرحمن " خاص في التسمية عام في الفعل ، و " الرحيم " عام في التسمية خاص في الفعل ، واستدل بهذه الآية على أن من حلف باسم من أسماء الله تعالى كالرحمن والرحيم انعقدت يمينه ، وقد تقدم في موضعه ، وعلى أن الكافر إذا أقر بالوحدانية للرحمن مثلا حكم بإسلامه ، وقد خص nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي من ذلك ما يقع به الاشتراك كما لو قال الطبائعي : لا إله إلا المحيي المميت ، فإنه لا يكون مؤمنا حتى يصرح باسم لا تأويل فيه ، ولو قال من ينسب إلى التجسيم من اليهود لا إله إلا الذي في السماء لم يكن مؤمنا كذلك ، إلا إن كان عاميا لا يفقه معنى التجسيم فيكتفى منه بذلك كما في قصة nindex.php?page=hadith&LINKID=848988الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم أنت مؤمنة؟ قالت نعم ، قال فأين الله ؟ قالت في السماء ، فقال أعتقها فإنها مؤمنة ، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم . وإن من قال لا إله إلا الرحمن حكم بإسلامه إلا إن عرف أنه قال ذلك عنادا وسمى غير الله رحمانا كما وقع لأصحاب مسيلمة الكذاب . قال nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : ولو قال اليهودي لا إله إلا الله لم يكن مسلما حتى يقر بأنه ليس كمثله شيء ، ولو قال الوثني : لا إله إلا الله وكان يزعم أن الصنم يقربه إلى الله لم يكن مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الصنم .
تنبيهان :
أحدهما الذي يظهر من تصرف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " كتاب التوحيد " أنه يسوق الأحاديث التي وردت في الصفات المقدسة فيدخل كل حديث منها في باب ويؤيده بآية من القرآن للإشارة إلى خروجها عن أخبار الآحاد على طريق التنزل في ترك الاحتجاج بها في الاعتقاديات ، وأن من أنكرها خالف الكتاب والسنة جميعا ، وقد أخرج ابن أبي حاتم في " كتاب الرد على الجهمية " بسند صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع وهو شيخ شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه ذكر المبتدعة فقال : ويلهم ماذا ينكرون من هذه الأحاديث ، والله ما في الحديث شيء إلا وفي القرآن مثله ، يقول الله تعالى إن الله سميع بصير ويحذركم الله نفسه والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي وكلم الله موسى تكليما ، الرحمن على العرش استوى ونحو ذلك فلم يزل - أي nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن مطيع - يذكر الآيات من العصر إلى غروب الشمس ، وكأنه لمح في هذه الترجمة بهذه الآية إلى ما ورد في سبب نزولها ، وهو ما أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=848989أن المشركين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يا الله يا رحمن ، فقالوا كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحد وهو يدعو إلهين فنزلت ، وأخرج عن عائشة بسند آخر نحوه ، الثاني : قوله في السند الأول حدثنا محمد كذا للأكثر قال الكرماني تبعا لأبي علي الجياني هو إما ابن سلام وإما ابن المثنى انتهى . وقد وقع التصريح بأنه ابن سلام في رواية أبي ذر عن شيوخه فتعين الجزم به كما صنع المزي في الأطراف ، فإنه قال ح عن nindex.php?page=showalam&ids=16967محمد وهو ابن سلام . قلت : ويؤيده أنه عبر بقوله " أنبأنا أبو معاوية " ولو كان nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى لقال " حدثنا " لما عرف من عادة كل منهما والله أعلم .