الحديث الثاني : حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج .
قوله : يد الله ) تقدم في تفسير سورة هود في أول هذا الحديث من الزيادة " nindex.php?page=hadith&LINKID=848724أنفق أنفق عليك " ووقعت هذه الزيادة أيضا في رواية همام لكن ساقها فيه مسلم وأفردها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كما سيأتي في باب يريدون أن يبدلوا كلام الله ووقع فيها بدل يد الله " يمين الله " ويتعقب بها على من فسر اليد هنا بالنعمة ، وأبعد منه من فسرها بالخزائن وقال أطلق اليد على الخزائن لتصرفها فيها .
قوله : ملأى ) بفتح الميم وسكون اللام وهمزة مع القصر تأنيث ملآن ووقع بلفظ " ملآن " في رواية لمسلم وقيل هي غلط ووجهها بعضهم بإرادة اليمين فإنها تذكر وتؤنث ، وكذلك الكف ، والمراد من قوله ملأى أو ملآن لازمه وهو أنه في غاية الغنى وعنده من الرزق ما لا نهاية له في علم الخلائق .
قوله : لا يغيضها ) بالمعجمتين بفتح أوله أي لا ينقصها ، يقال غاض الماء يغيض إذا نقص .
قوله ( سحاء ) بفتح المهملتين مثقل ممدود أي دائمة الصب ، يقال سح بفتح أوله مثقل يسح بكسر السين في المضارع ويجوز ضمها ، وضبط في مسلم " سحا " بلفظ المصدر .
قوله : الليل والنهار ) بالنصب على الظرف أي فيهما ويجوز الرفع ، ووقع في رواية لمسلم " سح الليل والنهار " بالإضافة وفتح الحاء ويجوز ضمها .
قوله : أرأيتم ما أنفق ) تنبيه على وضوح ذلك لمن له بصيرة .
قوله ( منذ خلق الله السماوات والأرض ) سقط لفظ الجلالة لغير أبي ذر وهو رواية همام .
قوله : فإنه لم يغض ) أي ينقص ، ووقع في رواية همام " لم ينقص ما في يمينه " قال الطيبي يجوز أن تكون ملأى ولا يغيضها " وسحاء وأرأيت " أخبارا مترادفة ليد الله ، ويجوز أن تكون الثلاثة أوصافا لملأى ويجوز أن يكون " أرأيتم " استئنافا فيه معنى الترقي ، كأنه لما قيل ملأى أوهم جواز النقصان فأزيل بقوله لا يغيضها شيء ، وقد يمتلئ الشيء ولا يغيض ، فقيل سحاء إشارة إلى الغيض وقرنه بما يدل على الاستمرار من ذكر الليل والنهار ثم أتبعه بما يدل على أن ذلك ظاهر غير خاف على ذي بصر وبصيرة بعد أن اشتمل من ذكر الليل والنهار بقوله أرأيتم على تطاول المدة ؛ لأنه خطاب عام والهمزة فيه للتقرير ، قال وهذا الكلام إذا أخذته بجملته من غير نظر إلى مفرداته أبان زيادة الغنى وكمال السعة والنهاية في الجود والبسط في العطاء .
قوله ( وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع ) أي يخفض الميزان ويرفعها ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الميزان مثل ، والمراد القسمة بين الخلق ، وإليه الإشارة بقوله يخفض ويرفع ، وقال الداودي : معنى الميزان أنه قدر الأشياء ووقتها وحددها فلا يملك أحد نفعا ولا ضرا إلا منه وبه ، ووقع في رواية همام " وبيده الأخرى الفيض أو القبض " الأولى بفاء وتحتانية والثانية بقاف وموحدة ، كذا nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري بالشك ولمسلم بالقاف والموحدة بلا شك ، وعن بعض رواته فيما حكاه عياض بالفاء والتحتانية والأول أشهر ، قال عياض : المراد بالقبض قبض الأرواح بالموت ، وبالفيض الإحسان بالعطاء وقد يكون بمعنى الموت ، يقال : فاضت نفسه إذا مات ، ويقال بالضاد وبالظاء ا هـ ، والأولى أن يفسر بمعنى الميزان ليوافق رواية nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج التي في هذا الباب فإن الذي يوزن بالميزان يخف ويرجح ، فكذلك ما يقبض ، ويحتمل أن يكون المراد بالقبض المنع ؛ لأن الإعطاء قد ذكر في قوله قبل ذلك سحاء الليل والنهار ، فيكون مثل قوله تعالى والله يقبض ويبسط ووقع في حديث النواس بن سمعان عند مسلم وسيأتي التنبيه عليه في أواخر الباب nindex.php?page=hadith&LINKID=848726الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين وفي حديث أبي موسى عند مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=hadith&LINKID=848727إن الله لا ينام ولا ينبغي أن ينام يخفض القسط ويرفعه وظاهره أن المراد بالقسط الميزان ، وهو مما يؤيد أن الضمير المستتر في قوله يخفض ويرفع للميزان كما بدأت الكلام به ، قال المازري : ذكر القبض والبسط وإن كانت القدرة واحدة لتفهيم العباد أنه يفعل بها المختلفات ، وأشار بقوله " بيده الأخرى " إلى أن عادة المخاطبين تعاطي الأشياء باليدين معا ، فعبر عن قدرته على التصرف بذكر اليدين لتفهيم المعنى المراد بما اعتادوه ، وتعقب بأن لفظ البسط لم يقع في الحديث ، وأجيب بأنه فهمه من مقابله كما تقدم والله أعلم .