باب قول الله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه وقوله جل ذكره إليه يصعد الكلم الطيب وقال أبو جمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلغ nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأخيه اعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء وقال مجاهد العمل الصالح يرفع الكلم الطيب يقال ذي المعارج الملائكة تعرج إلى الله
[ ص: 427 ] قوله : باب قول الله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه ، وقوله تعالى : إليه يصعد الكلم الطيب ، وقال أبو جمرة ) بالجيم والراء ( عن ابن عباس بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ) الحديث ، ( وقال مجاهد العمل الصالح يرفع الكلم الطيب يقال ذي المعارج الملائكة تعرج إلى الله ) أما الآية الأولى فأشار إلى ما جاء في تفسيرها في الكلام الأخير ، وهو قول الفراء " والمعارج " من نعت الله تعالى وصف بذلك نفسه ؛ لأن الملائكة تعرج إليه ، وحكى غيره أن معنى قوله ذي المعارج أي الفواضل العالية ، وأما الآية الثانية فأشار إلى تفسير مجاهد لها في الأثر الذي قبله ، وقد وصله الفريابي من رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسيرها " الكلم الطيب " ذكر الله ، و " العمل الصالح " أداء فرائض الله ، فمن ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه ، وقال الفراء معناه أن العمل الصالح يرفع الكلام الطيب أي يتقبل الكلام الطيب إذا كان معه عمل صالح ، وأما التعليق عن nindex.php?page=showalam&ids=11969أبي جمرة فمضى موصولا في باب إسلام أبي ذر وساقه هناك بطوله ، والغرض منه قول أبي ذر لأخيه : اعلم لي علم هذا الذي يأتيه الخبر من السماء ، وتقدم شرحه ثمة ، قال الراغب : العروج ذهاب في صعود ، وقال أبو علي القالي في كتابه البارع : المعارج جمع معرج بفتحتين كالمصاعد جمع مصعد والعروج الارتقاء ، يقال عرج بفتح الراء يعرج بضمها عروجا ومعرجا والمعرج المصعد ، والطريق التي تعرج فيها الملائكة إلى السماء ، والمعراج شبيه السلم أو درج تعرج فيه الأرواح إذا قبضت ، وحيث تصعد أعمال بني آدم وقال ابن دريد هو الذي يعانيه المريض عند الموت فيشخص فيما زعم أهل التفسير ، ويقال إنه بالغ في الحسن بحيث إن النفس إذا رأته لا تتمالك أن تخرج ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : صعود الكلام الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن القبول ، وعروج الملائكة هو إلى منازلهم في السماء ، وأما ما وقع من التعبير في ذلك بقوله " إلى الله " فهو على ما تقدم عن السلف في التفويض ، وعن الأئمة بعدهم في التأويل ، وقال ابن بطال : غرض nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر ، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه فقد كان ولا مكان ، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه مع تنزيهه عن المكان انتهى . وخلطه المجسمة بالجهمية من أعجب ما يسمع ، ثم ذكر فيه أربعة أحاديث لبعضها زيادة على الطريق الواحدة .
الحديث الأول : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=848767يتعاقبون فيكم ملائكة وقد تقدم شرحه في أوائل " كتاب الصلاة وإسماعيل " شيخه هو nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس ، والمراد منه قوله فيه ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، وقد تمسك بظواهر أحاديث الباب من زعم أن الحق سبحانه وتعالى في جهة العلو ، وقد ذكرت معنى العلو في حقه جل وعلا في الباب الذي قبله .
الحديث الثاني : قوله : وقال خالد بن مخلد ) كذا للجميع ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في شرحه قال أبو عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " حدثنا خالد بن مخلد " .
قوله ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان ) هو ابن بلال المدني المشهور ، وقد وصله أبو بكر الجوزقي في الجمع بين الصحيحين ، قال : حدثنا أبو العباس الدغولي حدثنا محمد بن معاذ السلمي قال حدثنا خالد بن مخلد " فذكره مثل رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سواء وكذا أخرجه أبو عوانة في صحيحه عن محمد بن معاذ وبيض له أبو نعيم في المستخرج ، [ ص: 428 ] ثم قال " رواه " فقال " وقال خالد بن مخلد ، وأخرجه مسلم عن أحمد بن عثمان عن خالد بن مخلد عن nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، لكن خالف في شيخ سليمان فقال : عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه " كما أوضحت ذلك في أوائل الزكاة ، وقد ضاق مخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وأبي نعيم في مستخرجيهما فأخرجاه من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح ، وهذه الرواية هي التي تقدمت nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري في " كتاب الزكاة " ودلت الرواية المعلقة وموافقة nindex.php?page=showalam&ids=14033الجوزقي لها على أن لخالد فيه شيخين ، كما أن nindex.php?page=showalam&ids=16430لعبد الله بن دينار فيه شيخين على ما دل عليه التعليق الذي بعده .
قوله : وقال nindex.php?page=showalam&ids=17275ورقاء ) يعني ابن عمر ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=11839سعيد بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=848768ولا يصعد إلى الله إلا الطيب ) يريد أن رواية ورقاء موافقة لرواية سليمان إلا في شيخ شيخهما ، فعند سليمان أنه عن أبي صالح وعند ورقاء أنه عن nindex.php?page=showalam&ids=11839سعيد بن يسار هذا في السند ، وأما في المتن فظاهره أنهما سواء ، إلا في قوله " الطيب " فإنه في رواية ورقاء " طيب " بغير ألف ولام وقد وصلها nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11920أبي النضر هاشم بن القاسم عن ورقاء فوقع عنده الطيب ، وقال في آخره " مثل أحد " عوض قوله في الرواية المعلقة " مثل الجبل ، وقوله في الرواية المعلقة " يتقبلها " وقع في رواية الكشميهني " يقبلها " مخففا بغير مثناة وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، وقوله " يربيها لصاحبه " وقع في رواية المستملي " يربيها لصاحبها " وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي والباقي سواء ، وقد ذكرت في الزكاة أني لم أقف على رواية ورقاء هذه المعلقة ثم وجدتها بعد ذلك عند كتابتي هنا وقد تقدم شرح المتن في " كتاب الزكاة " ولله الحمد ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ذكر اليمين في هذا الحديث معناه حسن القبول فإن العادة قد جرت من ذوي الأدب بأن تصان اليمين عن مس الأشياء الدنيئة وإنما تباشر بها الأشياء التي لها قدر ومزية وليس فيما يضاف إلى الله تعالى من صفة اليدين شمال ؛ لأن الشمال لمحل النقص في الضعيف وقد روي " كلتا يديه يمين " وليس اليد عندنا الجارحة إنما هي صفة جاء بها التوقيف فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها وهذا مذهب أهل السنة والجماعة انتهى . وقد مضى بعض ما يتعقب به كلامه في باب " قوله لما خلقت بيدي " .