قد سن أصحابك ضرب الأعناق وقامت الحرب بنا على ساق
وجاء عن في تفسيرها عن نور عظيم قال أبي موسى الأشعري : معناه ما يتجدد للمؤمنين من الفوائد والألطاف . وقال ابن فورك المهلب : كشف الساق للمؤمنين رحمة ولغيرهم نقمة . وقال الخطابي : تهيب كثير من الشيوخ الخوض في معنى الساق ، ومعنى قول ابن عباس إن الله يكشف عن قدرته التي تظهر بها الشدة . وأسند الأثر المذكور عن البيهقي ابن عباس بسندين كل منهما حسن ، وزاد : إذا خفي عليكم شيء من القرآن فأتبعوه من الشعر وذكر الرجز المشار إليه ، وأنشد في إطلاق الساق على الأمر الشديد " في سنة قد كشفت عن ساقها " وأسند الخطابي من وجه آخر صحيح عن البيهقي ابن عباس قال : يريد يوم القيامة ، قال : وقد يطلق ويراد النفس ، وقوله فيه " ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ، ذكر الخطابي [ ص: 438 ] العلامة جمال الدين بن هشام في المغني أنه وقع في في هذا الموضع " كيما " مجردة وليس بعدها لفظ يسجد فقال بعد أن حكى عن الكوفيين : إن كي ناصبة دائما ، قال ويرده قولهم كيمه كما يقولون لمه ، وأجابوا بأن التقدير كي تفعل ماذا ، ويلزمهم كثرة الحذف وإخراج ما الاستفهامية عن الصدر وحذف ألفها في غير الجر ، وحذف الفعل المنصوب مع بقاء عامل النصب وكل ذلك لم يثبت ، نعم وقع في صحيح البخاري في تفسير البخاري وجوه يومئذ ناضرة فيذهب كيما فيعود ظهره طبقا واحدا ، أي كيما يسجد ، وهو غريب جدا لا يحتمل القياس عليه انتهى . كلامه . وكأنه وقعت له نسخة سقطت منها هذه اللفظة ؛ لكنها ثابتة في جميع النسخ التي وقفت عليها حتى أن ابن بطال ذكرها بلفظ " كي يسجد " بحذف ما ، وكلام ابن هشام يوهم أن أورده في التفسير ، وليس كذلك بل ذكرها هنا فقط ، وقوله فيه " فيعود ظهره طبقا واحدا " قال البخاري ابن بطال تمسك به من أجاز تكليف ما لا يطاق من الأشاعرة واحتجوا أيضا بقصة أبي لهب ، وأن الله كلفه الإيمان به مع إعلامه بأنه يموت على الكفر ويصلى نارا ذات لهب ، قال : ومنع الفقهاء من ذلك وتمسكوا بقوله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأجابوا عن السجود بأنهم يدعون إليه تبكيتا إذ أدخلوا أنفسهم في المؤمنين الساجدين في الدنيا فدعوا مع المؤمنين إلى السجود فتعذر عليهم فأظهر الله بذلك نفاقهم وأخزاهم ، قال : ومثله من التبكيت ما يقال لهم بعد ذلك ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا وليس في هذا تكليف ما لا يطاق بل إظهار خزيهم ، ومثله من كلف أن يعقد شعيرة فإنها للزيادة في التوبيخ والعقوبة انتهى . ولم يجب عن قصة أبي لهب وقد ادعى بعضهم أن مسألة تكليف ما لا يطاق لم تقع إلا بالإيمان فقط ، وهي مسألة طويلة الذيل ليس هذا موضع ذكرها ، وقوله " قال مدحضة مزلة " بفتح الميم وكسر الزاي ويجوز فتحها وتشديد اللام ، قال : أي موضع الزلل ويقال بالكسر في المكان وبالفتح في المقال ، ووقع في رواية أبي ذر عن الكشميهني هنا الدحض الزلق ، ليدحضوا ليزلقوا زلقا لا يثبت فيه قدم ، وهذا قد تقدم لهم في تفسير سورة الكهف ، وتقدم هناك الكلام عليه ، وقوله " عليه خطاطيف وكلاليب " تقدم بيانه ، وقوله : وحسكة " بفتح الحاء والسين المهملتين قال صاحب التهذيب وغيره الحسك نبات له ثمر خشن يتعلق بأصواف الغنم وربما اتخذ مثله من حديد وهو من آلات الحرب ، وقوله " مفلطحة " بضم الميم وفتح الفاء وسكون اللام بعدها طاء ثم حاء مهملتان كذا وقع عند الأكثر ، وفي رواية الكشميهني " مطلفحة " بتقديم الطاء وتأخير الفاء واللام قبلها ولبعضهم كالأول لكن بتقديم الحاء على الطاء والأول هو المعروف في اللغة وهو الذي فيه اتساع وهو عريض ، يقال : فلطح القرص بسطه وعرضه ، وقوله شوكة عقيفة بالقاف ثم الفاء وزن " عظيمة ، ولبعضهم عقيفاء بصيغة التصغير ممدود .