قوله ( عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ) هو البصري والسند كله بصريون ، و " عمرو بن تغلب ، بالمثناة المفتوحة والمعجمة الساكنة واللام المكسورة بعدها موحدة هو النمري بفتح الميم والنون والتخفيف ، وقد تقدم شرح حديثه هذا في فرض الخمس ، والغرض منه قوله فيه " لما في قلوبهم من الجزع والهلع " ، قال ابن بطال : مراده في هذا الباب إثبات خلق الله تعالى للإنسان بأخلاقه من الهلع والصبر والمنع والإعطاء ، وقد استثنى الله المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون لا يضجرون بتكررها عليهم ولا يمنعون حق الله في أموالهم ؛ لأنهم يحتسبون بها الثواب ويكسبون بها التجارة الرابحة في الآخرة ، وهذا يفهم منه أن من ادعى لنفسه قدرة وحولا بالإمساك والشح والضجر من الفقر وقلة الصبر لقدر الله تعالى ليس بعالم ولا عابد ؛ لأن من ادعى أن له قدرة على نفع نفسه أو دفع الضر عنها فقد افترى انتهى . ملخصا ، وأوله كاف في المراد فإن قصد البخاري أن الصفات المذكورة بخلق الله تعالى في الإنسان لا أن الإنسان يخلقها بفعله ، وفيه أن الرزق في الدنيا ليس على قدر المرزوق في الآخرة ، وأما في الدنيا فإنما تقع العطية والمنع بحسب السياسة الدنيوية ، فكان صلى الله عليه وسلم يعطي من يخشى عليه الجزع والهلع لو منع ، ويمنع من يثق بصبره [ ص: 521 ] واحتماله وقناعته بثواب الآخرة ، وفيه أن البشر جبلوا على حب العطاء وبغض المنع والإسراع إلى إنكار ذلك قبل الفكرة في عاقبته إلا من شاء الله ، وفيه أن المنع قد يكون خيرا للممنوع كما قال تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ومن ثم قال الصحابي " ما أحب أن لي بتلك الكلمة حمر النعم " والباء في قوله " بتلك " للبدلية أي ما أحب أن لي بدل كلمته النعم الحمر ؛ لأن الصفة المذكورة تدل على قوة إيمانه المفضي به لدخول الجنة ، وثواب الآخرة خير وأبقى ، وفيه استئلاف من يخشى جزعه أو يرجى بسبب إعطائه طاعة من يتبعه والاعتذار إلى من ظن ظنا والأمر بخلافه