قوله : ( باب ما يقول بعد التكبير ) في رواية المستملي " باب ما يقرأ " بدل " ما يقول " وعليها اقتصر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي . واستشكل إيراد حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة إذ لا ذكر للقراءة فيه ، وقال الزين بن المنير : ضمن قوله ما يقرأ ما يقول من الدعاء قولا متصلا بالقراءة ، أو لما كان الدعاء والقراءة يقصد بهما التقرب إلى الله تعالى استغنى بذكر أحدهما عن الآخر كما جاء " علفتها تبنا وماء باردا " . وقال ابن رشيد : دعاء الافتتاح يتضمن مناجاة الرب والإقبال عليه بالسؤال ، وقراءة الفاتحة تتضمن هذا المعنى ، فظهرت المناسبة بين الحديثين .
قوله : ( كانوا يفتتحون الصلاة ) أي : القراءة في الصلاة ، وكذلك رواه ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=14033والجوزقي وغيرهما من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14303أبي عمر الدوري وهو حفص بن عمر شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844015كانوا يفتتحون القراءة بـ " الحمد لله " [ ص: 266 ] رب العالمين " وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة خلف الإمام " عن عمرو بن مرزوق عن شعبة وذكر أنها أبين من رواية حفص بن عمر .
قوله : ( بـ " الحمد لله رب العالمين " ) بضم الدال على الحكاية . واختلف في المراد بذلك فقيل : المعنى كانوا يفتتحون بالفاتحة ، وهذا قول من أثبت البسملة في أولها ، وتعقب بأنها إنما تسمى الحمد فقط ، وأجيب بمنع الحصر ، ومستنده ثبوت تسميتها بهذه الجملة وهي " الحمد لله رب العالمين " في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرجه في فضائل القرآن من حديث أبي سعيد بن المعلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=844016ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن فذكر الحديث وفيه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=844017الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى . وقيل المعنى كانوا يفتتحون بهذا اللفظ تمسكا بظاهر الحديث ، وهذا قول من نفى قراءة البسملة ، لكن لا يلزم من قوله " كانوا يفتتحون بالحمد " أنهم لم يقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم سرا ، وقد أطلقnindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة السكوت على القراءة سرا كما في الحديث الثاني من الباب ، وقد اختلف الرواة عن شعبة في لفظ الحديث : فرواه جماعة من أصحابه عنه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844018كانوا يفتتحون بـ " الحمد لله رب العالمين " ورواه آخرون عنه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844019فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم " كذا أخرجه مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ومحمد بن جعفر ، وكذا أخرجه الخطيب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14303أبي عمر الدوري شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة من رواية محمد بن جعفر باللفظين ، وهؤلاء من أثبت أصحاب شعبة ، ولا يقال هذا اضطراب من شعبة ؛ لأنا نقول قد رواه جماعة من أصحاب قتادة عنه باللفظين ، فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة " nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريق أيوب وهؤلاء nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق أبي عوانة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في " جزء القراءة " وأبو داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري فيه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق حماد بن سلمة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري فيه والسراج من طريق همام كلهم عن قتادة باللفظ الأول ، وأخرجه مسلم من طريق الأوزاعي عن قتادة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844020لم يكونوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم " ، وقد قدح بعضهم في صحته بكون الأوزاعي رواه عن قتادة مكاتبة ، وفيه نظر فإن الأوزاعي لم ينفرد به فقد رواه أبو يعلى عن أحمد الدورقي والسراج عن nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب الدورقي وعبد الله بن أحمد بن عبد الله السلمي ثلاثتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي عن شعبة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844021فلم يكونوا يفتتحون القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم " .
قال شعبة قلت لقتادة : سمعته من أنس ؟ قال : نحن سألناه ؛ لكن هذا النفي محمول على ما قدمناه أن المراد أنه لم يسمع منهم البسملة ، فيحتمل أن يكونوا يقرءونها سرا ، ويؤيده رواية من رواه عنه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844022فلم يكونوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم " كذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=17258وهمام عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وشيبان عند nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وشعبة أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عنه عند أحمد أربعتهم عن قتادة . ولا يقال هذا اضطراب من قتادة لأنا نقول : قد رواه جماعة من أصحاب أنس عنه كذلك : فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة " والسراج وأبو عوانة في صحيحه من طريق إسحاق بن أبي طلحة والسراج من طريق ثابت البناني nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري فيه من طريق مالك بن دينار كلهم عن أنس باللفظ الأول ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من طريق إسحاق أيضا وابن خزيمة من طريق ثابت أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق منصور بن زاذان nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق أبي قلابة nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من طريق أبي نعامة كلهم عن أنس باللفظ النافي للجهر ، فطريق الجمع بين هذه الألفاظ حمل نفي القراءة على نفي السماع ونفي السماع على نفي الجهر ، [ ص: 267 ] ويؤيده أن لفظ رواية منصور بن زاذان " nindex.php?page=hadith&LINKID=844023فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم " ، وأصرح من ذلك رواية الحسن عن أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844024كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم " فاندفع بهذا تعليل من أعله بالاضطراب nindex.php?page=showalam&ids=13332كابن عبد البر ؛ لأن الجمع إذا أمكن تعين المصير إليه . وأما من قدح في صحته بأن أبا سلمة سعيد بن يزيد سأل أنسا عن هذه المسألة فقال " إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه ولا سألني عنه أحد قبلك " ودعوى أبي شامة أن أنسا سئل عن ذلك سؤالين فسؤال أبي سلمة " هل كان الافتتاح بالبسملة أو الحمدلة " وسؤال قتادة " هل كان يبدأ بالفاتحة أو غيرها " قال : ويدل عليه قول قتادة في صحيح مسلم " نحن سألناه " انتهى .
فليس بجيد ؛ لأن أحمد روى في مسنده بإسناد الصحيحين أن سؤال قتادة نظير سؤال أبي سلمة ، والذي في مسلم إنما قاله عقب رواية nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي عن شعبة ، ولم يبين مسلم صورة المسألة ، وقد بينها أبو يعلى والسراج وعبد الله بن أحمد في رواياتهم التي ذكرناها عن أبي داود أن السؤال كان عن افتتاح القراءة بالبسملة ، وأصرح من ذلك رواية ابن المنذر عن طريق أبي جابر عن شعبة عن قتادة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=844025 " سألت أنسا : أيقرأ الرجل في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فقال : صليت وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم " فظهر اتحاد سؤال أبي سلمة وقتادة وغايته أن أنسا أجاب قتادة بالحكم دون أبي سلمة ، فلعله تذكره لما سأله قتادة بدليل قوله في رواية أبي سلمة " ما سألني عنه أحد قبلك " أو قاله لهما معا فحفظه قتادة دون أبي سلمة فإن قتادة أحفظ من أبي سلمة بلا نزاع ، وإذا انتهى البحث إلى أن محصل حديث أنس نفي الجهر بالبسملة على ما ظهر من طريق الجمع بين مختلف الروايات عنه فمتى وجدت رواية فيها إثبات الجهر قدمت على نفيه ، لمجرد تقديم رواية المثبت على النافي ؛ لأن أنسا يبعد جدا أن يصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - مدة عشر سنين ثم يصحب أبا بكر وعمر وعثمان خمسا وعشرين سنة فلم يسمع منهم الجهر بها في صلاة واحدة ، بل لكون أنس اعترف بأنه لا يحفظ هذا الحكم كأنه لبعد عهده به ، ثم تذكر منه الجزم بالافتتاح بالحمد جهرا ولم يستحضر الجهر بالبسملة ، فيتعين الأخذ بحديث من أثبت الجهر . وسيأتي الكلام على ذلك في " باب جهر المأموم بالتأمين " إن شاء الله قريبا .
وترجم له nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وغيره " إباحة الإسرار بالبسملة في الجهرية " وفيه نظر ؛ لأنه لم يختلف في إباحته بل في استحبابه ، واستدل به المالكية على ترك دعاء الافتتاح ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي بعده يرد عليه ، وكأن هذا هو السر في إيراده ، وقد تحرر أن المراد بحديث أنس بيان ما يفتتح به القراءة ، فليس فيه تعرض لنفي دعاء الافتتاح .
( تنبيه ) : وقع ذكر عثمان في حديث أنس في رواية عمرو بن مرزوق عن شعبة عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة " وكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد عن شعبة عند أبي عوانة ، وهو في رواية شيبان وهشام nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي . وقد أشرنا إلى روايتهم فيما تقدم .