قوله : ( ورحل nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ) هو الأنصاري الصحابي المشهور ، وعبد الله بن أنيس بضم الهمزة مصغرا هو الجهني حليف الأنصار .
قوله : ( في حديث واحد ) هو حديث أخرجه المصنف في الأدب المفرد وأحمد وأبو يعلى في مسنديهما من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول : بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت الشام فإذا عبد الله بن أنيس ، فقلت للبواب : قل له جابر على الباب . فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم . فخرج فاعتنقني . فقلت : حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه . فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=883559يحشر الله الناس يوم القيامة عراة فذكر الحديث . وله طريق أخرى أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في مسند الشاميين ، وتمام في فوائده من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : كان يبلغني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث في القصاص ، وكان صاحب الحديث بمصر فاشتريت بعيرا فسرت حتى وردت مصر فقصدت إلى باب الرجل . . فذكر نحوه . وإسناده صالح . وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب في الرحلة من طريق أبي الجارود العنسي - وهو بالنون الساكنة - عن جابر قال : بلغني حديث في القصاص . . فذكر الحديث نحوه . وفي إسناده ضعف " وادعى بعض المتأخرين أن هذا ينقض القاعدة المشهورة أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حيث يعلق بصيغة الجزم يكون صحيحا وحيث يعلق بصيغة التمريض يكون فيه علة ; لأنه علقه بالجزم هنا ، ثم أخرج طرفا من متنه في كتاب التوحيد بصيغة التمريض فقال [ ص: 210 ] : ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=883560يحشر الله العباد فيناديهم بصوت " الحديث . وهذه الدعوى مردودة ، والقاعدة بحمد الله غير منتقضة ، ونظر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أدق من أن يعترض عليه بمثل هذا فإنه حيث ذكر الارتحال فقط جزم به لأن الإسناد حسن وقد اعتضد . وحيث ذكر طرفا من المتن لم يجزم به لأن لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب ويحتاج إلى تأويل >[1] فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضدت . ومن هنا يظهر شفوف علمه ودقة نظره وحسن تصرفه رحمه الله تعالى .
ووهم ابن بطال فزعم أن الحديث الذي رحل فيه جابر إلى عبد الله بن أنيس هو حديث الستر على المسلم ، وهو انتقال من حديث إلى حديث ، فإن الراحل في حديث الستر هو nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب الأنصاري رحل فيه إلى عقبة بن عامر الجهني ، أخرجه أحمد بسند منقطع ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث مسلمة بن مخلد قال : أتاني جابر فقال لي : حديث بلغني أنك ترويه في الستر . . فذكره . وقد وقع ذلك لغير من ذكره ، فروى أبو داود من طريق عبد الله بن بريدة أن رجلا من الصحابة رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر في حديث . وروى الخطيب عن عبيد الله بن عدي قال : بلغني حديث عند علي فخفت إن مات أن لا أجده عند غيره فرحلت حتى قدمت عليه العراق . وتتبع ذلك يكثر ، وسيأتي قول الشعبي في مسألة " إن كان الرجل ليرحل فيما دونها إلى المدينة " . وروى مالك عن يحيى بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : إن كنت لأرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد . وسيأتي نحو ذلك عن غيره . وفي حديث جابر دليل على طلب علو الإسناد ; لأنه بلغه الحديث عن عبد الله بن أنيس فلم يقنعه حتى رحل فأخذه عنه بلا واسطة . وسيأتي عن ابن مسعود في كتاب فضائل القرآن قوله : لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني لرحلت إليه .
وأخرج الخطيب عن أبي العالية قال : كنا نسمع عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا نرضى حتى خرجنا إليهم فسمعنا منهم . وقيل لأحمد : رجل يطلب العلم يلزم رجلا عنده علم كثير ، أو يرحل ؟ قال : يرحل ، يكتب عن علماء الأمصار ، فيشافه الناس ويتعلم منهم . وفيه ما كان عليه الصحابة من الحرص على تحصيل السنن النبوية . وفيه جواز اعتناق القادم حيث لا تحصل الريبة .
قوله : ( خالد بن خلي ) هو بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام الخفيفة بعدها ياء تحتانية مشددة كما تقدم في المقدمة ، وإنما أعدته لأنه وقع عند الزركشي مضبوطا بلام مشددة ، وهو سبق قلم أو خطأ من الناسخ .
قوله : ( قال الأوزاعي ) في رواية الأصيلي : حدثنا الأوزاعي .
قوله : ( أنه تمارى هو والحر ) سقطت " هو " من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر فعطف على المرفوع المتصل بغير تأكيد ولا فصل ، وهو جائز عند البعض . وقد تقدمت مباحث هذا الحديث قبل ببابين ، وليس بين الروايتين اختلاف إلا فيما لا يغير المعنى وهو قليل . وفيه فضل الازدياد من العلم ، ولو مع المشقة والنصب بالسفر ، وخضوع الكبير لمن يتعلم منه . ووجه الدلالة منه قوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وموسى عليه السلام منهم ، فتدخل أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت هذا الأمر إلا فيما ثبت نسخه .