قوله : ( باب العلم الذي بالمصلى ) تقدم في " باب الخروج إلى المصلى بغير منبر " التعريف بمكان المصلى ، وأن تعريفه بكونه عند دار كثير بن الصلت على سبيل التقريب للسامع ، وإلا فدار كثير بن الصلت محدثة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - . وظهر من هذا الحديث أنهم جعلوا لمصلاه شيئا يعرف به وهو المراد بالعلم ، وهو بفتحتين : الشيء الشاخص .
قوله : ( ولولا مكاني من الصغر ما شهدته ) أي حضرته ، وهذا مفسر للمراد من قوله في " باب وضوء الصبيان " : ولولا مكاني منه ما شهدته ، فدل هذا على أن الضمير في قوله : منه " يعود على غير [ ص: 540 ] مذكور وهو الصغر ، ومشى بعضهم على ظاهر ذلك السياق فقال : إن الضمير يعود على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والمعنى ولولا منزلتي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما شهدت معه العيد ، وهو متجه لكن هذا السياق يخالفه ، وفيه نظر لأن الغالب أن الصغر في مثل هذا يكون مانعا لا مقتضيا ، فلعل فيه تقديما وتأخيرا ، ويكون قوله من الصغر متعلقا بما بعده فيكون المعنى لولا منزلتي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حضرت لأجل صغري ، ويمكن حمله على ظاهره وأراد : بشهود ما وقع من وعظه للنساء ، لأن الصغر يقتضي أن يغتفر له الحضور معهن بخلاف الكبر ، قال ابن بطال : خروج الصبيان للمصلى إنما هو إذا كان الصبي ممن يضبط نفسه عن اللعب ويعقل الصلاة ويتحفظ مما يفسدها ، ألا ترى إلى ضبط ابن عباس القصة اهـ . وفيه نظر لأن مشروعية إخراج الصبيان إلى المصلى إنما هو للتبرك وإظهار شعار الإسلام بكثرة من يحضر منهم ، ولذلك شرع للحيض كما سيأتي ، فهو شامل لمن تقع منهم الصلاة أو لا . وعلى هذا إنما يحتاج أن يكون مع الصبيان من يضبطهم عما ذكر من اللعب ونحوه سواء صلوا أم لا . وأما ضبط ابن عباس القصة فلعله كان لفرط ذكائه ، والله أعلم .
قوله : ( حتى أتى العلم ) كذا وقع في هذه الرواية ذكر الغاية بغير ابتداء ، والمعنى خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو شهدت الخروج معه حتى أتى ، وكأنه حذف لدلالة السياق عليه .
قوله : ( ثم أتى النساء ) يشعر بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم .
قوله : ( يهوين ) بضم أوله أي يلقين ، وقوله : ( يقذفنه ) أي يلقين الذي يهوين به ، وقد فسره في الباب الذي يليه من طريق أخرى من حديث ابن عباس أيضا وسياقه أتم .
( تنبيه ) : وقع في رواية أبي علي الكشاني عقب هذا الحديث قال محمد بن كثير : العلم . انتهى . وقد وصل المؤلف طريق ابن كثير هذا في كتاب الاعتصام فقال " حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان " فذكره . ولما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي طريق ابن كثير هذا في العيدين قال : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فقال : وقال ابن كثير ، فكأنه أشار إلى هذه الرواية ولم يستحضر الطريق التي في الاعتصام .