[ ص: 600 ] قوله : ( باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء ) تضمنت هذه الترجمة الرد على من زعم أنه يكتفى بدعاء الإمام في الاستسقاء ، وقد أشرنا إليه قريبا .
قوله : ( وقال أيوب بن سليمان ) أي ابن بلال ، وهو من شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، إلا أنه ذكر هذه الطريق عنه بصيغة التعلق ، وقد وصلها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وأبو نعيم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من طريق أبي إسماعيل الترمذي عن أيوب ، وقد تقدم الكلام على بقية المتن في " باب تحويل الرداء " .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=857055فأتى الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله بشق المسافر ) كذا للأكثر بفتح الموحدة وكسر المعجمة بعدها قاف ، واختلف في معناه فوقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بشق أي مل ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أنه وقع فيه بشق اشتد أي اشتد عليه الضرر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : بشق ليس بشيء ، وإنما هو " لثق " يعني بلام ومثلثة بدل الموحدة والشين يقال : لثق الطريق أي صار ذا وحل ولثق الثوب إذا أصابه ندى المطر . قلت وهو رواية أبي إسماعيل التي ذكرناها . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ويحتمل أن يكون مشق بالميم بدل الموحدة أي صارت الطريق زلقة ، ومنه مشق الخط والميم والباء متقاربتان . وقال ابن بطال : لم أجد لبشق في اللغة معنى . وفي نوادر اللحياني : نشق بالنون أي نشب ، انتهى .
وفي النون والقاف من مجمل اللغة لابن فارس وكذا في الصحاح : نشق الظبي في الحبالة أي علق فيها ، ورجل نشق إذا كان ممن يدخل في أمور لا يتخلص منها . ومقتضى كلام هؤلاء أن الذي وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تصحيف ، وليس كذلك بل له وجه في اللغة لا كما قالوا ، ففي " المنضد " لكراع بشق بفتح الموحدة تأخر ولم يتقدم ، فعلى هذا فمعنى بشق هنا ضعف عن السفر وعجز عنه كضعف الباشق وعجزه عن الصيد لأنه ينفر الصيد ولا يصيد . وقال أبو موسى في ذيل الغريبين >[1] الباشق طائر معروف ، فلو اشتق منه فعل فقيل بشق لما امتنع ، قال : ويقال : بشق الثوب وبشكه قطعه في خفة ، فعلى هذا يكون معنى بشق أي قطع به من السير ، انتهى كلامه . وأما ما وقع في بعض الروايات بثق بموحدة ومثلثة فلم أره في شيء مما اتصل بنا ، وهو تصحيف ، فإن البثق الانفجار ولا معنى له هنا .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=13761الأويسي ) هو عبد العزيز بن عبد الله ، ومحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير المدني أخو إسماعيل . وهذا التعليق ثبت هنا للمستملي وثبت nindex.php?page=showalam&ids=11925لأبي الوقت وكريمة في آخر الباب الذي بعده ، وسقط للباقين رأسا لأنه مذكور عند الجميع في كتاب الدعوات ، وقد وصله أبو نعيم في المستخرج كما سيأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى .
[ ص: 601 ] قوله : ( باب رفع الإمام يده في الاستسقاء ) ثبتت هذه الترجمة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي nindex.php?page=showalam&ids=15230والمستملي ، قال ابن رشيد : مقصوده بتكرير رفع الإمام يده - وإن كانت الترجمة التي قبلها تضمنته - لتفيد فائدة زائدة وهي أنه لم يكن يفعل ذلك إلا في الاستسقاء ، قال : ويحتمل أن يكون قصد التنصيص بالقصد الأول على رفع الإمام يده كما قصد التنصيص في الترجمة الأولى بالقصد الأول على رفع الناس ، وإن اندرج معه رفع الإمام . قال : ويجوز أن يكون قصد بهذه كيفية رفع الإمام يده لقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=857056حتى يرى بياض إبطيه " انتهى . وقال الزين بن المنير ما محصله : لا تكرار في هاتين الترجمتين ؛ لأن الأولى لبيان اتباع المأمومين الإمام في رفع اليدين ، والثانية لإثبات رفع اليدين للإمام في الاستسقاء .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد ) هو ابن أبي عروبة .
قوله : ( عن قتادة عن أنس ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع عن سعيد " عن قتادة أن أنسا حدثهم " كما سيأتي في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قوله : ( إلا في الاستسقاء ) ظاهره نفي الرفع في كل دعاء غير الاستسقاء ، وهو معارض بالأحاديث الثابتة بالرفع في غير الاستسقاء وقد تقدم أنها كثيرة ، وقد أفردها المصنف بترجمة في كتاب الدعوات وساق فيها عدة أحاديث ، فذهب بعضهم إلى أن العمل بها أولى ، وحمل حديث أنس على نفي رؤيته ، وذلك لا يستلزم نفي رؤية غيره . وذهب آخرون إلى تأويل حديث أنس المذكور لأجل الجمع بأن يحمل النفي على صفة مخصوصة أما الرفع البليغ فيدل عليه قوله " حتى يرى بياض إبطيه " ويؤيده أن غالب الأحاديث التي وردت في رفع اليدين في الدعاء إنما المراد به مد اليدين وبسطهما عند الدعاء ، وكأنه عند الاستسقاء مع ذلك زاد فرفعهما إلى جهة وجهه حتى حاذتاه وبه حينئذ يرى بياض إبطيه ، وأما صفة اليدين في ذلك فلما رواه مسلم من رواية ثابت عن أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=857057أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء ولأبي داود من حديث أنس أيضا " كان يستسقي هكذا ومد يديه - وجعل بطونهما مما يلي الأرض - حتى رأيت بياض إبطيه " قال النووي : قال العلماء : السنة في كل دعاء لرفع البلاء أن يرفع يديه جاعلا ظهور كفيه إلى السماء ، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله أن يجعل كفيه إلى السماء . انتهى . وقال غيره : الحكمة في الإشارة بظهور الكفين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهرا لبطن كما قيل في تحويل الرداء ، أو هو إشارة إلى صفة المسئول وهو نزول السحاب إلى الأرض .