باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يخوف الله عباده بالكسوف وقال nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم
1001 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=650990قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله تعالى يخوف بها عباده و قال أبو عبد الله ولم يذكر عبد الوارث وشعبة وخالد بن عبد الله وحماد بن سلمة عن يونس يخوف الله بها عباده وتابعه أشعث عن الحسن وتابعه موسى عن مبارك عن الحسن قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=130أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يخوف بهما عباده
قوله : ( باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : يخوف الله عباده بالكسوف ، قاله أبو موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ) سيأتي حديثه موصولا بعد سبعة أبواب . ثم أورد المصنف حديث أبي بكرة من رواية حماد بن زيد عن يونس وفيه " ولكن يخوف الله بهما عباده " وفي رواية الكشميهني " ولكن الله يخوف " وقد تقدم الكلام عليه في أول الكسوف .
قوله : ( لم يذكر عبد الوارث وشعبة nindex.php?page=showalam&ids=15800وخالد بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة عن يونس : يخوف الله بهما عباده ) أما رواية عبد الوارث فأوردها المصنف بعد عشرة أبواب عن أبي معمر عنه وليس فيها ذلك ، لكنه ثبت من رواية عبد الوارث من وجه آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن عمران بن موسى عن عبد الوارث وذكر فيه يخوف الله بهما عباده ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : لم يذكره أبو معمر ، وذكره غيره عن عبد الوارث . وأما رواية شعبة فوصلها المصنف في الباب المذكور وليس فيها ذلك ، وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=15800خالد بن عبد الله فسبقت في أول الكسوف ، وأما رواية حماد بن سلمة فوصلها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من رواية حجاج بن منهال عنه بلفظ رواية خالد ومعناه وقال فيه : فإذا كسف واحد منهما فصلوا وادعوا " .
قوله : ( وتابعه أشعث ) يعني ابن عبد الملك الحمراني ( عن الحسن ) يعني في حذف قوله " يخوف الله بهما عباده " وقد وصل nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي هذه الطريق nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وغيرهما من طرق عن أشعث عن الحسن وليس فيها ذلك .
قوله : ( وتابعه موسى عن مبارك عن الحسن قال : أخبرني أبو بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=857081يخوف الله بهما عباده ) في رواية غير أبي ذر " إن الله تعالى " . nindex.php?page=showalam&ids=13941وموسى هو ابن إسماعيل التبوذكي كما جزم به المزي ، وقال الدمياطي ومن تبعه : هو ابن داود الضبي ، والأول أرجح لأن ابن إسماعيل معروف في [ ص: 624 ] رجال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري دون ابن داود ، ولم تقع لي هذه الرواية إلى الآن من طريق واحد منهما . وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من رواية أبي الوليد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من رواية هدبة nindex.php?page=showalam&ids=16802وقاسم بن أصبغ من رواية سليمان بن حرب كلهم عن مبارك ، وساق الحديث بتمامه ، إلا أن رواية هدبة ليس فيها " nindex.php?page=hadith&LINKID=857081يخوف الله بهما عباده " .
قوله : ( يخوف ) فيه رد على من يزعم من أهل الهيئة أن الكسوف أمر عادي لا يتأخر ولا يتقدم ، إذ لو كان كما يقولون لم يكن في ذلك تخويف ويصير بمنزلة الجزر والمد في البحر ، وقد رد ذلك عليهم nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي وغير واحد من أهل العلم بما في حديث أبي موسى الآتي حيث قال nindex.php?page=hadith&LINKID=857091فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة قالوا : فلو كان الكسوف بالحساب لم يقع الفزع ، ولو كان بالحساب لم يكن للأمر بالعتق والصدقة والصلاة والذكر معنى ، فإن ظاهر الأحاديث أن ذلك يفيد التخويف ، وأن كل ما ذكر من أنواع الطاعة يرجى أن يدفع به ما يخشى من أثر ذلك الكسوف . ومما نقص nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي وغيره أنهم يزعمون أن الشمس لا تنكسف على الحقيقة ، وإنما يحول القمر بينها وبين أهل الأرض عند اجتماعهما في العقدتين فقال : هم يزعمون أن الشمس أضعاف القمر في الجرم ، فكيف يحجب الصغير الكبير إذا قابله ، أم كيف يظلم الكثير بالقليل ، ولا سيما وهو من جنسه ؟ وكيف تحجب الأرض نور الشمس وهي في زاوية منها لأنهم يزعمون أن الشمس أكبر من الأرض بتسعين ضعفا . وقد وقع في حديث النعمان بن بشير وغيره للكسوف سبب آخر غير ما يزعمه أهل الهيئة وهو ما أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=857092إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله ، وأن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له وقد استشكل nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي هذه الزيادة وقال : إنها لم تثبت فيجب تكذيب ناقلها . قال : ولو صحت لكان تأويلها أهون من مكابرة أمور قطعية لا تصادم أصلا من أصول الشريعة . قال ابن بزيزة : هذا عجب منه ، كيف يسلم دعوى الفلاسفة ويزعم أنها لا تصادم الشريعة مع أنها مبنية على أن العالم كروي الشكل وظاهر الشرع يعطي خلاف ذلك والثابت من قواعد الشريعة أن الكسوف أثر الإرادة القديمة وفعل الفاعل المختار ، فيخلق في هذين الجرمين النور متى شاء والظلمة متى شاء من غير توقف على سبب أو ربط باقتراب . والحديث الذي رده nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي قد أثبته غير واحد من أهل العلم ، وهو ثابت من حيث المعنى أيضا ، لأن النورية والإضاءة من عالم الجمال الحسي ، فإذا تجلت صفة الجلال انطمست الأنوار لهيبته .
ويؤيده قوله تعالى : فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا اهـ . ويؤيد هذا الحديث ما رويناه عن طاوس أنه نظر إلى الشمس وقد انكسفت فبكى حتى كاد أن يموت وقال : هي أخوف لله منا . وقال ابن دقيق العيد : ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=857081يخوف الله بهما عباده وليس بشيء >[1] لأن لله أفعالا [ ص: 625 ] على حسب العادة ، وأفعالا خارجة عن ذلك ، وقدرته حاكمة على كل سبب ، فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض . وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد ، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها . وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب حقا في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفا لعباد الله تعالى .