قوله : ( باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف ) قال ابن المنير في الحاشية : مناسبة التعوذ عند الكسوف أن ظلمة النهار بالكسوف تشابه ظلمة القبر وإن كان نهارا ، والشيء بالشيء يذكر ، فيخاف من هذا كما يخاف من هذا ، فيحصل الاتعاظ بهذا في التمسك بما ينجي من غائلة الآخرة . ثم ساق المصنف حديث عائشة من رواية عمرة عنها ، وإسناده كله مدنيون .
قوله : ( عائذا بالله من ذلك ) قال ابن السيد : هو منصوب على المصدر الذي يجيء على مثال فاعل كقولهم عوفي عافية . أو على الحال المؤكدة النائبة مناب المصدر والعامل فيه محذوف كأنه قال : أعوذ بالله عائذا ، ولم يذكر الفعل لأن الحال نائبة عنه ، وروي بالرفع أي أنا عائذ وكأن ذلك كان قبل أن يطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - على عذاب القبر كما سيأتي البحث فيه في كتاب الجنائز إن شاء الله تعالى .
[ ص: 626 ] قوله : ( بين ظهراني ) بفتح الظاء المعجمة والنون على التثنية و " الحجر " بضم المهملة وفتح الجيم جمع حجرة بسكون الجيم قيل المراد بين ظهر الحجر والنون والياء زائدتان ، وقيل بل الكلمة كلها زائدة ، والمراد بالحجر بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قوله : ( وانصرف فقال ما شاء الله أن يقول ) تقدم بيانه في رواية عروة ، وأنه خطب وأمر بالصلاة والصدقة والذكر وغير ذلك .