[ ص: 14 ] قوله : ( باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم ) يعني أمته والمؤمنين ( على قيام الليل ) في رواية الأصيلي وكريمة : " صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب " قال ابن المنير : اشتملت الترجمة على أمرين : التحريض ، ونفي الإيجاب . فحديث أم سلمة وعلي للأول ، وحديث عائشة للثاني . قلت : بل يؤخذ من الأحاديث الأربعة نفي الإيجاب ، ويؤخذ التحريض من حديثي عائشة من قولها : " كان يدع العمل وهو يحبه " ؛ لأن كل شيء أحبه استلزم التحريض عليه ، لولا ما عارضه من خشية الافتراض ، كما سيأتي تقريره ، وقد تقدم حديث أم سلمة والكلام عليه في كتاب العلم . قال ابن رشيد : كأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فهم أن المراد بالإيقاظ الإيقاظ للصلاة ، لا لمجرد الإخبار بما أنزل ، لأنه لو كان لمجرد الإخبار لكان يمكن تأخيره إلى النهار ، لأنه لا يفوت . قال : ويحتمل أن يقال : إن لمشاهدة حال المخبر حينئذ أثرا لا يكون عند التأخير ، فيكون الإيقاظ في الحال أبلغ لوعيهن ما يخبرهن به ، ولسمعهن ما يعظهن به . ويحتمل أن يكون مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله " قيام الليل " ما هو أعم من الصلاة ، والقراءة ، والذكر ، وسماع الموعظة ، والتفكر في الملكوت ، وغير ذلك ، ويكون قوله " والنوافل " من عطف الخاص على العام . قلت : وهذا على رواية الأكثر كما بينته ، لا على رواية الأصيلي وكريمة . وما نسبه إلى فهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أولا هو المعتمد ، فإنه وقع في رواية شعيب ، عن الزهري عند المصنف في الأدب وغيره في هذا الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=885432من يوقظ صواحب الحجر ؛ يريد أزواجه ، حتى يصلين ، فظهرت مطابقة الحديث للترجمة ، وأن فيه التحريض على صلاة الليل . وعدم الإيجاب يؤخذ من ترك إلزامهن بذلك . وجرى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على عادته في الحوالة على ما ورد في بعض طرق الحديث الذي يورده ، وستأتي بقية فوائد حديث أم سلمة في الفتن . وعبد الله المذكور في إسناده هو ابن المبارك ، وأما حديث علي فعلي بن الحسين المذكور في إسناده هو زين العابدين ، وهذا من أصح الأسانيد ، ومن أشرف التراجم الواردة فيمن روى عن أبيه ، عن جده . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أن كاتب الليث رواه عن الليث ، عن عقيل ، عن الزهري فقال : " عن علي بن الحسين ، عن الحسن بن علي : " وكذا وقع في رواية حجاج بن أبي منيع عن جده الزهري في تفسير ابن مردويه ، وهو وهم ، والصواب : " عن الحسين " . ويؤيده رواية حكيم بن حكيم ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري .