[ ص: 15 ] قوله : ( طرقه وفاطمة ) بالنصب عطفا على الضمير ، والطروق : الإتيان بالليل ، وعلى هذا فقوله : ليلة ؛ للتأكيد . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس أن معنى " طرق " أتى ، فعلى هذا يكون قوله " ليلة " لبيان وقت المجيء . ويحتمل أن يكون المراد بقوله : ليلة ؛ أي مرة واحدة .
قوله : ( بعثنا ) بالمثلثة ؛ أي أيقظنا ، وأصله إثارة الشيء من موضعه .
قوله : ( حين قلت ) في رواية كريمة " حين قلنا " .
قوله : ( ولم يرجع ) بفتح أوله ؛ أي لم يجبني ، وفيه أن السكوت يكون جوابا ، والإعراض عن القول الذي لا يطابق المراد ، وإن كان حقا في نفسه .
قوله : ( يضرب فخذه ) فيه جواز ضرب الفخذ عند التأسف ، وقال ابن التين : كره احتجاجه بالآية المذكورة ، وأراد منه أن ينسب التقصير إلى نفسه . وفيه جواز الانتزاع من القرآن ، وترجيح قول من قال : إن اللام في قوله : ( وكان الإنسان ) للعموم لا لخصوص الكفار . وفيه منقبة لـ علي حيث لم يكتم ما فيه عليه أدنى غضاضة ، فقدم مصلحة نشر العلم وتبليغه على كتمه . ونقل ابن بطال ، عن المهلب قال : فيه أنه ليس للإمام أن يشدد في النوافل حيث قنع صلى الله عليه وسلم بقول علي رضي الله عنه : " أنفسنا بيد الله " لأنه كلام صحيح في العذر عن التنفل ، ولو كان فرضا ما عذره . قال : وأما ضربه فخذه وقراءته الآية فدال على أنه ظن أنه أحرجهم ، فندم على إنباههم ، كذا قال ، وأقره ابن بطال ، وليس بواضح ، وما تقدم أولى . وقال النووي : المختار أنه ضرب فخذه تعجبا من سرعة جوابه ، وعدم موافقته له على الاعتذار بما اعتذر به ، والله أعلم .
وأما حديث عائشة الأول فيشتمل على حديثين : أحدهما ترك العمل خشية افتراضه . ثانيهما ذكر صلاة الضحى . وهذا الثاني سيأتي الكلام عليه في " باب من لم يصل الضحى " .
وقوله في الأول ( إن ) بكسر الهمزة ، وهي المخففة من الثقيلة ، وفيها ضمير الشأن .