1090 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=651073كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته تابعه سليمان وأبو خالد الأحمر عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد
قوله : ( باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل من نومه ، وما نسخ من قيام الليل ، وقوله تعالى : ياأيها المزمل قم الليل ؛ كأنه يشير إلى ما أخرجه مسلم من طريق سعد بن هشام ، عن عائشة ، قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=3502640إن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة - يعني ياأيها المزمل - فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه [ ص: 28 ] حولا ، حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف ، فصار قيام الليل تطوعا بعد فرضيته ، " واستغنى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن إيراد هذا الحديث - لكونه على غير شرطه - بما أخرجه عن أنس ، فإن فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=885472ولا تشاء أن تراه من الليل نائما إلا رأيته . ، فإنه يدل على أنه كان ربما نام كل الليل ، وهذا سبيل التطوع ، فلو استمر الوجوب لما أخل بالقيام . وبهذا تظهر مطابقة الحديث للترجمة . وقد روى محمد بن نصر في قيام الليل من طريق سماك الحنفي ، عن ابن عباس شاهدا لحديث عائشة في أن بين الإيجاب والنسخ سنة ، وكذا أخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي ، والحسن ، وعكرمة ، وقتادة بأسانيد صحيحة عنهم ، ومقتضى ذلك أن النسخ وقع بمكة ؛ لأن الإيجاب متقدم على فرض الخمس ليلة الإسراء ، وكانت قبل الهجرة بأكثر من سنة على الصحيح ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن بعض أهل العلم ، أن آخر السورة نسخ افتراض قيام الليل ، إلا ما تيسر منه ؛ لقوله : فاقرءوا ما تيسر منه ثم نسخ فرض ذلك بالصلوات الخمس . واستشكل محمد بن نصر ذلك كما تقدم ذكره والتعقب عليه في أول كتاب الصلاة ، وتضمن كلامه أن الآية التي نسخت الوجوب مدنية ، وهو مخالف لما عليه الأكثر من أن السورة كلها مكية . نعم ، ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12940أبو جعفر النحاس أنها مكية إلا الآية الأخيرة ، وقوى محمد بن نصر هذا القول بما أخرجه من حديث جابر ، أن نسخ قيام الليل وقع لما توجهوا مع أبي عبيدة في جيش الخبط ، وكان ذلك بعد الهجرة . لكن في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف ، وأما ما رواه الطبري من طريق محمد بن طحلاء ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=885473احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرا . ، فذكر الحديث الذي تقدمت الإشارة إليه قبل خمسة أبواب ، وفيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=885443اكلفوا من العمل ما تطيقون ، فإن خير العمل أدومه ، وإن قل . ونزلت عليه : يا أيها المزمل فكتب عليهم قيام الليل ، وأنزلت منزلة الفريضة ، حتى إن كان بعضهم ليربط الحبل فيتعلق به ، فلما رأى الله تكلفهم ابتغاء رضاه وضع ذلك عنهم ، فردهم إلى الفريضة ، ووضع عنهم قيام الليل إلا ما تطوعوا به ، فإنه يقتضي أن السورة كلها مدنية ، لكن فيه موسى بن عبيدة ، وهو شديد الضعف ، فلا حجة فيما تفرد به ، ولو صح ما رواه لاقتضى ذلك وقوع ما خشي منه صلى الله عليه وسلم حيث ترك قيام الليل بهم خشية أن يفرض عليهم ، والأحاديث الصحيحة دالة على أن ذلك لم يقع ، والله أعلم .
قوله : يا أيها المزمل أي المتلفف في ثيابه ، وروى ابن أبي حاتم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : " يا أيها المزمل ; أي يا محمد ، قد زملت القرآن . فكأن الأصل : يا أيها المتزمل . قوله : قم الليل إلا قليلا أي منه . وروى ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال : القليل ما دون المعشار والسدس ، وفيه نظر لما سيأتي .
قوله : ( نصفه ) يحتمل أن يكون بدلا من " قليلا " ، فكأن في الآية تخييرا بين قيام النصف بتمامه ، أو قيام أنقص منه أو أزيد ، ويحتمل أن يكون قوله : " نصفه " بدلا من الليل و " إلا قليلا " استثناء من النصف حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وبالأول جزم الطبري ، وأسند ابن أبي حاتم معناه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني .
[ ص: 29 ] قوله : قولا ثقيلا أي القرآن . وعن الحسن : " العمل به " أخرجه ابن أبي حاتم ، وأخرج أيضا من طريق أخرى عنه ، قال : " ثقيلا في الميزان يوم القيامة " . وتأوله غيره على ثقل الوحي حين ينزل كما تقدم في بدء الوحي .
قوله : إن ناشئة الليل . قال ابن عباس : نشأ قام بالحبشية ؛ يعني فيكون معنى قوله تعالى : ناشئة الليل أي قيام الليل ، وهذا التعليق وصله عبد بن حميد بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير عنه ، قال : إن ناشئة الليل هو كلام الحبشة ، نشأ : قام . وأخرج عن أبي ميسرة ، وأبي مالك نحوه ، ووصله ابن أبي حاتم من طريق أبي ميسرة ، عن ابن مسعود أيضا . وذهب الجمهور إلى أنه ليس في القرآن شيء بغير العربية ، وقالوا : ما ورد من ذلك فهو من توافق اللغتين ، وعلى هذا فناشئة الليل مصدر بوزن فاعلة ، من نشأ إذا قام ، أو اسم فاعل أي النفس الناشئة بالليل ، أي التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ، أي تنهض . وحكى أبو عبيد في " الغريبين " أن كل ما حدث بالليل وبدأ فهو ناشئ ، وقد نشأ . وفي " المجاز " لأبي عبيدة : ناشئة الليل آناء الليل ناشئة بعد ناشئة . قال ابن التين : والمعنى أن الساعات الناشئة من الليل - أي المقبلة بعضها في أثر بعض - هي أشد .
قوله : ( وطاء ، قال : مواطأة للقرآن ، أشد موافقة لسمعه وبصره وقلبه ) وهذا وصله عبد بن حميد من طريق مجاهد ، قال : أشد وطاء ؛ أي يوافق سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضا ، قال الطبري : هذه القراءة على أنه مصدر من قولك : واطأ اللسان القلب مواطأة ووطاء . قال : وقرأ الأكثر : وطئا ؛ بفتح الواو وسكون الطاء . ثم حكي عن العرب : وطئنا الليل وطئا ؛ أي سرنا فيه . وروي من طريق قتادة : ( أشد وطئا ) ؛ أثبت في الخير . ( وأقوم قيلا ) : أبلغ في الحفظ . وقال الأخفش : " أشد وطئا ؛ أي قياما " . وأصل الوطء في اللغة الثقل كما في الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=884659اشدد وطأتك على مضر .
قوله : ( ليواطئوا ليوافقوا ) هذه الكلمة من تفسير ( براءة ) ، وإنما أوردها هنا تأييدا للتفسير الأول ، وقد وصله الطبري ، عن ابن عباس لكن بلفظ : " ليشابهوا " .
قوله : ( سبحا طويلا ) ؛ أي فراغا ، وصله ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبي العالية ، ومجاهد ، وغيرهم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : سبحا طويلا ؛ أي تطوعا كثيرا ، كأنه جعله من السبحة ؛ وهي النافلة .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر ) أي ابن أبي كثير المدني ، nindex.php?page=showalam&ids=15767وحميد هو الطويل .
قوله : ( أن لا يصوم منه ) زاد أبو ذر والأصيلي " شيئا " .
قوله : ( وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلخ ) ؛ أي إن صلاته ونومه كان يختلف بالليل ، ولا يرتب وقتا معينا ، بل بحسب ما تيسر له القيام . ولا يعارضه قول عائشة : " كان إذا سمع الصارخ قام " . فإن عائشة تخبر عما لها عليه اطلاع ، وذلك أن صلاة الليل كانت تقع منه غالبا في البيت ، فخبر أنس محمول على ما وراء ذلك . وقد مضى في حديثها في أبواب الوتر : " من كل الليل قد أوتر " . فدل على أنه لم يكن يخص الوتر بوقت بعينه . قوله : ( تابعه سليمان ، nindex.php?page=showalam&ids=11994وأبو خالد الأحمر ، عن حميد ) ؛ كذا ثبتت الواو في جميع الروايات التي [ ص: 30 ] اتصلت لنا ، فعلى هذا يحتمل أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان هو ابن بلال ، كما جزم به خلف ، ويحتمل أن تكون الواو زائدة من الناسخ ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=11994أبا خالد الأحمر اسمه سليمان ، وحديثه في هذا سيأتي موصولا في كتاب الصيام ، إن شاء الله تعالى .