[ ص: 48 ] قوله : ( باب فضل من تعار من الليل فصلى ) تعار بمهملة وراء مشددة . قال في المحكم : تعار الظليم معارة : صاح ، والتعار أيضا السهر ، والتمطي ، والتقلب على الفراش ليلا مع كلام . وقال ثعلب : اختلف في : تعار ، فقيل : انتبه ، وقيل : تكلم ، وقيل : علم ، وقيل : تمطى وأن . انتهى . وقال الأكثر : التعار اليقظة مع [ ص: 49 ] صوت ، وقال ابن التين : ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ ، لأنه قال : " من تعار ، فقال : " فعطف القول على التعار . انتهى . ويحتمل أن تكون الفاء تفسيرية لما صوت به المستيقظ ، لأنه قد يصوت بغير ذكر ، فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكر الله تعالى ، وهذا هو السر في اختيار لفظ تعار دون استيقظ أو انتبه ، وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر واستأنس به ، وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته ، فأكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته وقبول صلاته .
قوله : ( حدثنا صدقة ) هو ابن الفضل المروزي ، وجميع الإسناد كله شاميون ، وجنادة بضم الجيم وتخفيف النون مختلف في صحبته .
قوله : ( عن الأوزاعي قال : حدثنا عمير بن هانئ ) كذا لمعظم الرواة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الدعاء من رواية صفوان بن صالح ، عن الوليد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13030عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن عمير بن هانئ ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني فيه أيضا ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي - وهو الحافظ الذي يقال له : دحيم - عن أبيه ، عن الوليد مقرونا برواية صفوان بن صالح ، وما أظنه إلا وهما ، فإنه أخرجه في المعجم الكبير عن إبراهيم عن أبيه عن الوليد ، عن الأوزاعي كالجادة ، وكذا أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، nindex.php?page=showalam&ids=14907وجعفر الفريابي في الذكر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم ، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ، عن عبد الله بن سليم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم ، ورواية صفوان شاذة ، فإن كان حفظها عن الوليد احتمل أن يكون عند الوليد فيه شيخان ، ويؤيده ما في آخر الحديث من اختلاف اللفظ حيث جاء في جميع الروايات عن الأوزاعي ، فإنه قال : " اللهم اغفر لي . . إلخ " ووقع في هذه الرواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=885510كان من خطاياه كيوم ولدته أمه . ولم يذكر : رب اغفر لي ، ولا دعاء ، وقال في أوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=885511ما من عبد يتعار من الليل . بدل قوله : " من تعار " . لكن تخالف اللفظ في هذه أخف من التي قبلها .
قوله : ( له الملك وله الحمد ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، عن الوليد : " يحيي ويميت " . أخرجه أبو نعيم في ترجمة عمير بن هانئ من " الحلية " من وجهين عنه .
قوله : ( الحمد لله وسبحان الله ) زاد في رواية كريمة " ولا إله إلا الله " ، وكذا عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وأبي نعيم في الحلية ، ولم تختلف الروايات في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على تقديم الحمد على التسبيح ، لكن عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بالعكس ، والظاهر أنه من تصرف الرواة ، لأن الواو لا تستلزم الترتيب .
قوله : ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني " العلي العظيم " .
قوله : ( ثم قال : اللهم اغفر لي ، أو دعا ) كذا فيه بالشك ويحتمل أن تكون للتنويع ، ويؤيد الأول ما عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بلفظ : " ثم قال : رب اغفر لي ، غفر له . أو قال : فدعا استجيب له " ، شك الوليد ، وكذا عند أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بلفظ " غفر له " ، قال الوليد : " أو قال : دعا استجيب له " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : " ثم قال : رب اغفر لي ، أو قال : ثم دعا " واقتصر في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي على الشق الأول .
قوله : ( استجيب ) زاد الأصيلي " له " وكذا في الروايات الأخرى .
قوله : ( فإن توضأ قبلت ) أي إن صلى . وفي رواية أبي ذر وأبي الوقت : " فإن توضأ وصلى " ، وكذا عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وزاد في أوله : " فإن هو عزم فقام وتوضأ وصلى " ، وكذا في رواية علي بن المديني . [ ص: 50 ] قال ابن بطال : وعد الله على لسان نبيه أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربه ، والإذعان له بالملك ، والاعتراف بنعمه ، يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به بتسبيحه ، والخضوع له بالتكبير ، والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه ، أنه إذا دعاه أجابه ، وإذا صلى قبلت صلاته ، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به ، ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى .
قوله : ( قبلت صلاته ) قال ابن المنير في الحاشية : وجه ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بفضل الصلاة ، وليس في الحديث إلا القبول ، وهو من لوازم الصحة ، سواء كانت فاضلة أم مفضولة ، لأن القبول في هذا الموطن أرجى منه في غيره ، ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة ، فلأجل قرب الرجاء فيه من اليقين تميز على غيره وثبت له الفضل . انتهى . والذي يظهر أن المراد بالقبول هنا قدر زائد على الصحة ، ومن ثم ، قال الداودي ما محصله : من قبل الله له حسنة لم يعذبه >[1] لأنه يعلم عواقب الأمور ، فلا يقبل شيئا ثم يحبطه ، وإذا أمن الإحباط أمن التعذيب ، ولهذا قال الحسن : وددت أني أعلم أن الله قبل لي سجدة واحدة .
( فائدة ) : قال أبو عبد الله الفربري الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أجريت هذا الذكر على لساني عند انتباهي ، ثم نمت فأتاني آت ، فقرأ : وهدوا إلى الطيب من القول الآية .