قوله : ( باب قول الرجل للمرأة عند القبر : اصبري ) قال الزين بن المنير ما محصله : عبر بقوله : رجل ، ليوضح أن ذلك لا يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعبر بالقول دون الموعظة ونحوها لكون ذلك الأمر يقع على القدر المشترك من الوعظ وغيره ، واقتصر على ذكر الصبر دون التقوى ، لأنه المتيسر [ ص: 150 ] حينئذ ، المناسب لما هي فيه . قال : وموضع الترجمة من الفقه جواز مخاطبة الرجال النساء في مثل ذلك بما هو أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو موعظة ، أو تعزية ، وأن ذلك لا يختص بعجوز دون شابة لما يترتب عليه من المصالح الدينية ، والله أعلم .
قوله : ( حدثنا آدم ) سيأتي هذا الحديث بهذا الإسناد بعينه أتم من هذا في " باب زيارة القبور " بعد زيادة على عشرين بابا ، وسيأتي الكلام عليه هناك مستوفى ، إن شاء الله تعالى . ومناسبة هذه الترجمة لما قبلها لجامع ما بينهما من مخاطبة الرجل المرأة بالموعظة ، لأن في الأول جواز مخاطبتها بما يرغبها في الأجر إذا احتسبت مصيبتها ، وفي هذا مخاطبتها بما يرهبها من الإثم لما تضمنه الحديث من الإشارة إلى أن عدم الصبر ينافي التقوى . والله أعلم .