قوله : ( باب حفظ العلم ) لم يذكر في الباب شيئا عن غير nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وذلك لأنه كان أحفظ الصحابة للحديث ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه : nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في عصره . وقد كان ابن عمر يترحم عليه في جنازته ويقول : كان يحفظ على المسلمين حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، رواه ابن سعد . وقد دل الحديث الثالث من الباب على أنه لم يحدث بجميع محفوظه ، ومع ذلك فالموجود من حديثه أكثر من الموجود من حديث غيره من المكثرين ، ولا يعارض هذا ما تقدم من تقديمه عبد الله بن عمرو على نفسه في كثرة الحديث لأنا قدمنا الجواب عن ذلك ; ولأن الحديث الثاني من الباب دل على أنه لم ينس شيئا سمعه ، ولم يثبت مثل ذلك لغيره .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13761عبد العزيز ) هو الأويسي المدني ، والإسناد كله مدنيون .
قوله : ( أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ) أي من الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما صرح به المصنف في البيوع من طريق شعيب عن الزهري ، وله فيه وفي المزارعة من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري هنا زيادة وهي : " ويقولون : ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه " وبها تبين الحكمة في ذكره المهاجرين والأنصار ووضعه المظهر موضع المضمر على طريق الحكاية حيث قال : " أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة " ولم يقل أكثرت .
قوله : ( ولولا آيتان ) مقول قال لا مقول يقولون ، وقوله : ثم يتلو مقول nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، وذكره بلفظ [ ص: 259 ] المضارع استحضارا لصورة التلاوة ، ومعناه : لولا أن الله ذم الكاتمين للعلم ما حدث أصلا ، لكن لما كان الكتمان حراما وجب الإظهار ، فلهذا حصلت الكثرة لكثرة ما عنده . ثم ذكر سبب الكثرة بقوله : " إن إخواننا " وأراد بصيغة الجمع نفسه وأمثاله ، والمراد بالأخوة أخوة الإسلام .
قوله : ( يشغلهم ) بفتح أوله من الثلاثي ، وحكي ضمه وهو شاذ .
قوله : ( الصفق ) بإسكان الفاء ، هو ضرب اليد على اليد ، وجرت به عادتهم عند عقد البيع .
قوله : ( في أموالهم ) أي : القيام على مصالح زرعهم ، ولمسلم " كان يشغلهم عمل أرضيهم " ولابن سعد " كان يشغلهم القيام على أرضيهم " .
قوله : ( وإن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ) فيه التفات إذ كان نسق الكلام أن يقول : وإني .
قوله : ( لشبع ) بلام التعليل للأكثر وهو الثابت في غير nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا ، وللأصيلي " بشبع " بموحدة أوله ، وزاد المصنف في البيوع " وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة " .
قوله : ( ويحضر ) أي : من الأحوال ( ويحفظ ) أي : من الأقوال ، وهما معطوفان على قوله : " يلزم " . وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التاريخ nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في المستدرك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله شاهدا لحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة هذا ولفظه " لا أشك أنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا نسمع ، وذلك أنه كان مسكينا لا شيء له ضيفا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التاريخ nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في المدخل من حديث محمد بن عمارة بن حزم أنه قعد في مجلس فيه مشيخة من الصحابة بضعة عشر رجلا فجعل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديث فلا يعرفه بعضهم ، فيراجعون فيه حتى يعرفوه ، ثم يحدثهم بالحديث كذلك حتى فعل مرارا ، فعرفت يومئذ أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أحفظ الناس . وأخرج أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن ابن عمر أنه قال nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة : كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعرفنا بحديثه . قال الترمذي حسن . واختلف في إسناد هذا الحديث على الزهري فرواه مالك عنه هكذا ، ووافقه إبراهيم بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ، ورواه شعيب عن الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد . والإسنادان جميعا محفوظان صححهما الشيخان ، وزادوا في روايتهم عن الزهري شيئا سنذكره في هذا الحديث الثاني .