قوله : ( وقال عمر : دعهن يبكين على أبي سليمان إلخ ) هذا الأثر وصله المصنف في التاريخ الأوسط من طريق الأعمش ، عن شقيق قال : لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة - أي ابن عبد الله بن عمرو بن مخزوم - وهن بنات عم nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد بن المغيرة يبكين عليه ، فقيل لعمر : أرسل إليهن فانههن ، فذكره . وأخرجه ابن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وغير واحد ، عن الأعمش .
قوله : ( ما لم يكن نقع أو لقلقة ) بقافين ، الأولى ساكنة ، وقد فسره المصنف بأن النقع : التراب . أي وضعه على الرأس ، واللقلقة : الصوت . أي المرتفع . وهذا قول الفراء ، فأما تفسير اللقلقة فمتفق عليه كما قال أبو عبيد في غريب الحديث ، وأما النقع فروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ، عن هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم قال : النقع الشق ؛ أي شق الجيوب ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع فيما رواه ابن سعد عنه ، وقال الكسائي هو صنعة الطعام للمأتم ، كأنه ظنه من النقيعة ، وهي طعام المأتم ، والمشهور أن النقيعة طعام القادم من السفر كما سيأتي في آخر الجهاد ، وقد أنكره أبو عبيد عليه ، وقال : الذي رأيت عليه أكثر أهل العلم أنه رفع الصوت ، يعني بالبكاء . وقال بعضهم : هو وضع التراب على الرأس ، لأن النقع هو الغبار . وقيل : هو شق الجيوب ، وهو قول شمر ، وقيل : هو صوت لطم الخدود . حكاه الأزهري ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي معترضا على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : النقع لعمري ، هو الغبار ، ولكن ليس هذا موضعه ، وإنما هو هنا الصوت العالي ، واللقلقة ترديد صوت النواحة . انتهى . ولا مانع من حمله على المعنيين بعد أن فسر المراد بكونه وضع التراب على الرأس ، لأن ذلك من صنيع أهل المصائب ، بل قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : المرجح أنه وضع التراب على الرأس ، وأما من فسره بالصوت فيلزم موافقته للقلقة ، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنى واحد ، وأجيب بأن بينهما مغايرة من وجه كما تقدم فلا مانع من إرادة ذلك .
[ ص: 193 ] ( تنبيه ) : كانت وفاة خالد بن الوليد بالشام سنة إحدى وعشرين .
قوله : ( حدثنا سعيد بن عبيد ) هو الطائي .
قوله : ( عن علي بن ربيعة ) هو الأسدي ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غير هذا الحديث ، والإسناد كله كوفيون ، وصرح في رواية مسلم بسماع سعيد من علي ولفظه : " حدثنا " ، nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة هو ابن شعبة وقد أخرجه مسلم من وجه آخر ، عن سعيد بن عبيد ، وفيه nindex.php?page=showalam&ids=49علي بن ربيعة ، قال : " أتيت المسجد والمغيرة أمير الكوفة ، فقال : سمعت " . فذكره . ورواه أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن سعيد بن عبيد ، ومحمد بن قيس الأسدي كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=49علي بن ربيعة قال : " أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب " . وفي رواية الترمذي " مات رجل من الأنصار يقال له : قرظة بن كعب ، فنيح عليه ، فجاء المغيرة فصعد المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال : ما بال النوح في الإسلام " . انتهى . وقرظة المذكور بفتح القاف والراء والظاء المشالة أنصاري خزرجي ، كان أحد من وجهه عمر إلى الكوفة ليفقه الناس ، وكان على يده فتح الري ، واستخلفه علي >[2] على الكوفة ، وجزم ابن سعد وغيره بأنه مات في خلافته ، وهو قول مرجوح ، لما ثبت في صحيح مسلم أن وفاته حيث كان المغيرة بن شعبة أميرا على الكوفة ، وكانت إمارة المغيرة على الكوفة من قبل معاوية من سنة إحدى وأربعين إلى أن مات وهو عليها سنة خمسين .
قوله : ( إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ) ؛ أي " غيري " ، ومعناه أن الكذب على الغير قد ألف واستسهل خطبه ، وليس الكذب علي بالغا مبلغ ذاك في السهولة ، وإن كان دونه في السهولة ، فهو أشد منه في الإثم ، وبهذا التقرير يندفع اعتراض من أورد أن الذي تدخل عليه الكاف أعلى ، والله أعلم . وكذا لا يلزم من إثبات الوعيد المذكور على الكذب عليه أن يكون الكذب على غيره مباحا ، بل يستدل على تحريم الكذب على غيره بدليل آخر ، والفرق بينهما أن الكذب عليه توعد فاعله بجعل النار له مسكنا ، بخلاف الكذب على غيره ، وقد تقدمت بقية مباحث الحديث في كتاب العلم ، ويأتي كثير منها في شرح حديث واثلة في أوائل مناقب قريش ، إن شاء الله تعالى .
قوله : ( من ينح عليه يعذب ) ضبطه الأكثر بضم أوله وفتح النون وجزم المهملة ، على أن " من " شرطية ، وتجزم الجواب ، ويجوز رفعه على تقدير ، فإنه يعذب ، وروي بكسر النون وسكون التحتانية وفتح المهملة ، وفي رواية الكشميهني : " من يناح " على أن " من " موصولة ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي نعيم بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=885747إذا نيح على الميت عذب بالنياحة عليه . وهو يؤيد الرواية الثانية . قوله : ( بما نيح عليه ) كذا للجميع بكسر النون ، ولبعضهم : ما نيح ، بغير موحدة على أن ما ظرفية .