قوله : ( باب الإنصات للعلماء ) أي السكوت والاستماع لما يقولونه .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج ) هو ابن منهال .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير ) هو ابن عبد الله البجلي ، وهو جد أبي زرعة الراوي عنه هنا .
قوله : ( قال له في حجة الوداع ) ادعى بعضهم أن لفظ " له " زيادة ; لأن جريرا إنما أسلم بعد حجة الوداع بنحو من شهرين ، فقد جزم nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بأنه أسلم قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بأربعين يوما ، وما جزم به يعارضه قول البغوي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان إنه أسلم في رمضان سنة عشر . ووقع في رواية المصنف لهذا الحديث في باب حجة الوداع بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجرير ، وهذا لا يحتمل التأويل فيقوي ما قال البغوي . والله أعلم .
قوله : ( يضرب ) هو بضم الباء في الروايات ، والمعنى لا تفعلوا فعل الكفار فتشبهوهم في حالة قتل بعضهم بعضا . وسيأتي بقية الكلام عليه في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى . قال ابن بطال : فيه أن الإنصات للعلماء لازم للمتعلمين ; لأن العلماء ورثة الأنبياء . كأنه أراد بهذا مناسبة الترجمة للحديث ، وذلك أن الخطبة >[1] المذكورة كانت في حجة الوداع والجمع كثير جدا ، وكان اجتماعهم لرمي الجمار وغير ذلك من أمور الحج ، وقد قال لهم : خذوا عني مناسككم كما ثبت في صحيح مسلم ، فلما خطبهم ليعلمهم ناسب أن يأمرهم بالإنصات . وقد وقع التفريق بين الإنصات والاستماع في قوله تعالى : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ومعناهما مختلف ، فالإنصات هو السكوت وهو يحصل ممن يستمع وممن لا يستمع كأن يكون مفكرا في أمر آخر ، وكذلك الاستماع قد يكون مع السكوت وقد يكون مع النطق بكلام آخر لا يشتغل الناطق به عن فهم ما يقول الذي يستمع منه ، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وغيره : أول العلم الاستماع ، ثم الإنصات ، ثم الحفظ ، ثم العمل ، ثم النشر . وعن الأصمعي تقديم الإنصات على الاستماع . وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني [ ص: 263 ] أنه قال nindex.php?page=showalam&ids=16008لابن عيينة : أخبرني معتمر بن سليمان عن كهمس عن مطرف قال : الإنصات من العينين . فقال له ابن عيينة : وما ندري كيف ذلك ؟ قال : إذا حدثت رجلا فلم ينظر إليك لم يكن منصتا ، انتهى . وهذا محمول على الغالب . والله أعلم .