باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إنا بك لمحزونون وقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب
قوله : ( باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنا بك لمحزونون " . قال ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : تدمع العين ويحزن القلب ) . سقطت هذه الترجمة والأثر في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي وثبتت للباقين ، وحديث ابن عمر كأن المراد به ما أورده المصنف في الباب الذي بعد هذا إلا أن لفظه : nindex.php?page=hadith&LINKID=885759إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب . فيحتمل أن يكون ذكره بالمعنى ، لأن ترك المؤاخذة بذلك يستلزم وجوده ، وأما لفظه فثبت في قصة موتإبراهيم من حديث أنس عند مسلم ، وأصله عند المصنف كما في هذا الباب ، وعن عبد الرحمن بن عوف عند ابن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، nindex.php?page=showalam&ids=10382وأسماء بنت يزيد عند ابن ماجه ، nindex.php?page=showalam&ids=17053ومحمود بن لبيد عند ابن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=256والسائب بن يزيد ، وأبي أمامة عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني .
قوله : ( حدثني الحسن بن عبد العزيز ) هو الجروي بفتح الجيم والراء منسوب إلى جروة بفتح الجيم ، وسكون الراء ، قرية من قرى تنيس ، وكان أبوه أميرها ، فتزهد الحسن ولم يأخذ من تركة أبيه شيئا ، وكان يقال : إنه نظير قارون في المال ، والحسن المذكور من طبقة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ومات بعده بسنة ، وليس له عنده سوى هذا الحديث وحديثين آخرين في التفسير .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17309يحيى بن حسان ) هو التنيسي ، أدركه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولم يلقه لأنه مات قبل أن يدخل مصر ، وقد روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي مع جلالته ، ومات قبله بمدة ، فوقع للحسن نظير ما وقع لشيخه من رواية إمام عظيم الشأن عنه ، ثم يموت قبله .
[ ص: 207 ] قوله : ( حدثنا قريش ، هو ابن حيان ) هو بالقاف والمعجمة ، وأبوه بالمهملة والتحتانية ، بصري يكنى أبا بكر .
قوله : ( على أبي سيف ) قال عياض هو البراء بن أوس ، وأم سيف زوجته هي أم بردة ، واسمها خولة بنت المنذر . قلت : جمع بذلك بين ما وقع في هذا الحديث الصحيح وبين قول الواقدي فيما رواه ابن سعد في الطبقات عنه عن يعقوب بن أبي صعصعة ، عن عبد الله بن أبي صعصعة قال : " لما ولد له إبراهيم تنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد من بني عدي بن النجار وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد ، من بني عدي بن النجار أيضا ، فكانت ترضعه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه في بني النجار " . انتهى . وما جمع به غير مستبعد ، إلا أنه لم يأت عن أحد من الأئمة التصريح بأن البراء بن أوس يكنى أبا سيف ، ولا أن أبا سيف يسمى البراء بن أوس .
قوله : ( القين ) بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها نون هو الحداد ، ويطلق على كل صانع ، يقال : قان الشيء إذا أصلحه .
قوله : ( وإبراهيم يجود بنفسه ) أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله ، وفي رواية سليمان : " يكيد " . قال صاحب المعين : أي يسوق بها ، وقيل معناه : يقارب بها الموت . وقال أبو مروان بن سراج : " قد يكون من الكيد ، وهو القيء ، يقال منه كاد يكيد ، شبه تقلع نفسه عند الموت بذلك .
قوله : ( تذرفان ) بذال معجمة وفاء أي يجري دمعهما .
قوله : ( ثم أتبعها بأخرى ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : " ثم أتبعها والله بأخرى " بزيادة القسم ، قيل : أراد به أنه أتبع الدمعة الأولى بدمعة أخرى ، وقيل : أتبع الكلمة الأولى المجملة ، وهي قوله : " إنها رحمة " بكلمة أخرى مفصلة وهي قوله : " إن العين تدمع " . ويؤيد الثاني ما تقدم من طريق عبد الرحمن ومرسل مكحول .
( فائدة في وقت وفاة إبراهيم عليه السلام ) : جزم الواقدي بأنه مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر ، واتفقوا على أنه ولد في ذي الحجة سنة ثمان . قال ابن بطال وغيره : هذا الحديث يفسر البكاء المباح والحزن الجائز ، وهو ما كان بدمع العين ورقة القلب من غير سخط لأمر الله ، وهو أبين شيء وقع في هذا المعنى . وفيه مشروعية تقبيل الولد وشمه ، ومشروعية الرضاع ، وعيادة الصغير ، والحضور عند المحتضر ، ورحمة العيال ، وجواز الإخبار عن الحزن وإن كان الكتمان أولى ، وفيه وقوع الخطاب للغير وإرادة غيره بذلك ، وكل منهما مأخوذ من مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ولده مع أنه في تلك الحالة لم يكن ممن يفهم الخطاب لوجهين : أحدهما صغره ، والثاني نزاعه . وإنما أراد بالخطاب غيره من الحاضرين إشارة إلى أن ذلك لم يدخل في نهيه السابق . وفيه جواز الاعتراض على من خالف فعله ظاهر قوله ليظهر الفرق ، وحكى ابن التين قول من قال : إن فيه دليلا على تقبيل الميت وشمه ، ورده بأن القصة إنما وقعت قبل الموت ، وهو كما قال .
قوله : ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى ) هو ابن إسماعيل التبوذكي وطريقه هذه وصلها nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الدلائل " من طريق تمتام وهو بمثناتين لقب محمد بن غالب البغدادي الحافظ عنه ، وفي سياقه ما ليس في سياق قريش بن حيان ، وإنما أراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أصل الحديث .