قوله : ( باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ) أورد فيه حديث ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=885937إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي . قال ابن التين : يحتمل أن يريد بالغداة والعشي غداة واحدة ، وعشية واحدة يكون العرض فيها . ومعنى قوله : حتى يبعثك الله . أي لا تصل إليه إلى يوم البعث . ويحتمل أن يريد كل غداة وكل عشي ، وهو محمول على أنه يحيا منه جزء ليدرك ذلك فغير ممتنع أن تعاد الحياة إلى [ ص: 287 ] جزء من الميت أو أجزاء وتصح مخاطبته والعرض عليه . انتهى . والأول موافق للأحاديث المتقدمة قبل بابين في سياق المساءلة وعرض المقعدين على كل أحد . وقال القرطبي : يجوز أن يكون هذا العرض على الروح فقط ، ويجوز أن يكون عليه مع جزء من البدن . قال : والمراد بالغداة والعشي وقتهما ، وإلا فالموتى لا صباح عندهم ولا مساء . قال : وهذا في حق المؤمن والكافر واضح ، فأما المؤمن المخلط فمحتمل في حقه أيضا ، لأنه يدخل الجنة في الجملة ، ثم هو مخصوص بغير الشهداء لأنهم أحياء وأرواحهم تسرح في الجنة . ويحتمل أن يقال : إن فائدة العرض في حقهم تبشير أرواحهم باستقرارها في الجنة مقترنة بأجسادها ، فإن فيه قدرا زائدا على ما هي فيه الآن .
قوله : ( إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ) اتحد فيه الشرط والجزاء لفظا ولا بد فيه من تقدير ، قال التوربشتي : التقدير إن كان من أهل الجنة فمقعده من مقاعد أهل الجنة يعرض عليه . وقال الطيبي : الشرط والجزاء إذا اتحدا لفظا دل على الفخامة ، والمراد أنه يرى بعد البعث من كرامة الله ما ينسيه هذا المقعد . انتهى . ووقع عند مسلم بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=885938إن كان من أهل الجنة فالجنة . أي فالمعروض الجنة . وفي هذا الحديث إثبات عذاب القبر ، وأن الروح لا تفنى بفناء الجسد ، لأن العرض لا يقع إلا على حي . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : استدل به على أن الأرواح على أفنية القبور >[1] قال : والمعنى عندي أنها قد تكون على أفنية قبورها لا أنها لا تفارق الأفنية ، بل هي كما قال مالك إنه بلغه أن الأرواح تسرح حيث شاءت .
قوله : ( حتى يبعثك الله يوم القيامة ) في رواية مسلم ، عن يحيى بن يحيى عن مالك : حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر فيه الاختلاف بين أصحاب مالك ، وأن الأكثر رووه كرواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وأن ابن القاسم رواه كرواية مسلم ، قال : والمعنى حتى يبعثك الله إلى ذلك المقعد . ويحتمل أن يعود الضمير إلى الله ، فإلى الله ترجع الأمور ، والأول أظهر ا هـ . ويؤيده رواية الزهري ، عن سالم عن أبيه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=885940ثم يقال : هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة . أخرجه مسلم . وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي رواية ابن القاسم لكن لفظه كلفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .