قوله : ( باب موت الفجاءة ، البغتة ) قال ابن رشيد : هو مضبوط بالكسر على البدل ، ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هي البغتة ، ووقع في رواية الكشميهني : " بغتة " . والفجاءة بضم الفاء ، وبعد الجيم مد ثم همز ، ويروى بفتح ثم سكون بغير مد ، وهي الهجوم على من لم يشعر به . وموت الفجأة وقوعه بغير سبب من مرض وغيره ، قال ابن رشيد : مقصود المصنف والله أعلم الإشارة إلى أنه ليس بمكروه ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يظهر منه كراهيته لما أخبره الرجل بأن أمه افتلتت نفسها ، وأشار إلى ما رواه أبو داود بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=885979موت الفجأة أخذة أسف . وفي إسناده مقال ، فجرى على عادته في الترجمة بما لم يوافق شرطه ، وإدخال ما يومئ إلى ذلك ولو من طرف خفي . انتهى . والحديث المذكور أخرجه أبو داود من حديث عبيد بن خالد السلمي ورجاله ثقات ، إلا أن راويه رفعه مرة ووقفه أخرى . وقوله : " أسف " أي غضب ، وزنا ومعنى ، وروي بوزن فاعل أي غضبان ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=885980إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجدار مائل فأسرع وقال : أكره موت الفوات . قال ابن بطال : وكان ذلك - والله أعلم - لما في موت الفجأة من خوف حرمان الوصية ، وترك الاستعداد للمعاد بالتوبة وغيرها من الأعمال الصالحة . وقد روى ابن أبي الدنيا في " كتاب الموت " من حديث أنس نحو حديث عبيد بن خالد ، وزاد فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=885981المحروم من حرم وصيته " . انتهى . وفي مصنف ابن أبي شيبة ، عن عائشة nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : nindex.php?page=hadith&LINKID=885982موت الفجأة راحة للمؤمن ، وأسف على الفاجر . وقال ابن المنير لعل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أراد بهذه الترجمة أن من مات فجأة فليستدرك ولده من أعمال البر ما أمكنه مما يقبل النيابة ، كما وقع حديث الباب . وقد نقل عن أحمد وبعض الشافعية كراهة موت الفجأة ، ونقل النووي عن بعض القدماء أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك ، قال النووي : وهو محبوب للمراقبين . قلت : وبذلك يجتمع القولان .
[ ص: 300 ] قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر ) أي ابن أبي كثير المدني .
قوله : ( أن رجلا ) هو سعد بن عبادة ، واسم أمه عمرة ، وسيأتي حديثه والكلام عليه في الوصايا ، إن شاء الله تعالى .
قوله : ( افتلتت ) بضم المثناة وكسر اللام ؛ أي سلبت ، على ما لم يسم فاعله ، يقال : افتلت فلان ، أي مات فجأة ، وافتلتت نفسه كذلك ، وضبطه بعضهم بفتح السين ، إما على التمييز ، وإما على أنه مفعول ثان ، والفلتة والافتلات ما وقع بغتة من غير روية ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة بالقاف وتقديم المثناة ، وقال : هي كلمة تقال لمن قتله الحب ، ولمن مات فجأة ، والمشهور في الرواية بالفاء . والله أعلم .