وأما حديث أبي أيوب فقوله فيه : " عن ابن عثمان " . الإبهام فيه من الراوي عن شعبة ، وذلك أن اسم هذا الرجل عمرو ، وكان شعبة يسميه محمدا ، وكان الحذاق من أصحابه يبهمونه كما وقع في رواية حفص بن عمرو كما سيأتي في الأدب عن أبي الوليد ، عن شعبة ، وكان بعضهم يقول محمد ، كما قال شعبة ، وبيان ذلك في طريق بهز التي علقها المصنف هنا ، ووصله في كتاب الأدب الآتي عن عبد الرحمن بن بشير ، عن بهز بن أسد ، وكذا أخرجه مسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق بهز .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب ) هو الأنصاري . ووقع في رواية مسلم الآتي ذكرها : " حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة حدثني أبو أيوب " .
قوله : ( قال : ما له ما له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرب ما له ) كذا في هذه الرواية لم يذكر فاعل قال ما له ما له ، وفي رواية بهز المعلقة هنا الموصولة في كتاب الأدب : " قال القوم ما له ما له " . قال ابن بطال : هو استفهام والتكرار للتأكيد . وقوله : " أرب " بفتح الهمزة والراء منونا ، أي حاجة ، وهو مبتدأ وخبره محذوف ، استفهم أولا ، ثم رجع إلى نفسه ، فقال : " له أرب " . انتهى . وهذا بناء على أن فاعل ( قال ) النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس كذلك لما بيناه ، بل المستفهم الصحابة والمجيب النبي صلى الله عليه وسلم . وما زائدة ، كأنه قال : له حاجة ما . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : المعنى له حاجة مهمة مفيدة جاءت به ، لأنه قد علم بالسؤال أن له حاجة . وروي بكسر الراء وفتح الموحدة بلفظ الفعل الماضي ، وظاهره الدعاء والمعنى التعجب من السائل . وقال النضر بن شميل : يقال : أرب الرجل في الأمر إذا بلغ فيه جهده . وقال الأصمعي : أرب في الشيء صار ماهرا فيه فهو أريب ، وكأنه تعجب من حسن فطنته والتهدي إلى موضع حاجته . ويؤيده قوله في رواية مسلم المشار إليها : nindex.php?page=hadith&LINKID=886011فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد وفق ، أو لقد هدي . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : قوله : " أرب " من الآراب ، وهي الأعضاء ، أي سقطت أعضاؤه وأصيب بها كما يقال تربت يمينك وهو مما جاء بصيغة الدعاء ، ولا يراد حقيقته . وقيل : لما رأى الرجل يزاحمه دعا عليه ، لكن دعاؤه على المؤمن طهر له كما ثبت في الصحيح . وروي بفتح أوله وكسر الراء والتنوين ؛ أي هو أرب ، أي حاذق فطن . ولم أقف على صحة هذه الرواية . وجزم الكرماني بأنها ليست محفوظة . وحكى القاضي عن رواية لأبي ذر : أرب بفتح الجميع ، وقال : لا وجه له ، قلت : وقعت في الأدب من طريق الكشميهني وحده .
وقوله : " يدخلني الجنة " . بضم اللام والجملة في موضع جر صفة لقوله : " بعمل " . ويجوز الجزم جوابا للأمر . ورده بعض شراح " المصابيح " لأن قوله بعمل يصير غير موصوف مع أنه نكرة فلا يفيد . وأجيب بأنه موصوف تقديرا ، لأن التنكير للتعظيم فأفاد ، ولأن جزاء الشرط محذوف ، والتقدير إن عملته يدخلني .
قوله : ( وتصل الرحم ) أي تواسي ذوي القرابة في الخيرات . وقال النووي : معناه أن تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر على حسب حالك وحالهم من إنفاق أو سلام أو زيارة أو طاعة أو غير ذلك . وخص هذه الخصلة من بين خلال الخير نظرا إلى حال السائل ، كأنه كان لا يصل رحمه ، فأمره به لأنه المهم بالنسبة إليه . ويؤخذ منه تخصيص بعض الأعمال بالحض عليها بحسب حال المخاطب وافتقاره للتنبيه عليها أكثر مما سواها ، إما لمشقتها عليه ، وإما لتسهيله في أمرها .
قوله : ( قال أبو عبد الله ) هو المصنف .
قوله : ( أخشى أن يكون محمد غير محفوظ ، إنما هو عمرو ) وجزم في " التاريخ " بذلك ، وكذا [ ص: 312 ] قال مسلم في شيوخ شعبة ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " العلل " وآخرون : المحفوظ عمرو بن عثمان . وقال النووي : اتفقوا على أنه وهم من شعبة ، وأن الصواب عمرو ، والله أعلم .