باب زكاة البقر وقال nindex.php?page=showalam&ids=187أبو حميد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأعرفن ما جاء الله رجل ببقرة لها خوار ويقال جؤار تجأرون ترفعون أصواتكم كما تجأر البقرة
قوله : ( باب زكاة البقر ) البقر اسم جنس يكون للمذكر والمؤنث ، اشتق من : بقرت الشيء إذا شققته ، لأنها تبقر الأرض بالحراثة . قال الزين بن المنير : أخر زكاة البقر لأنها أقل النعم وجودا ونصبا ، ولم يذكر في الباب شيئا مما يتعلق بنصابها لكون ذلك لم يقع على شرطه ، فتقدير الترجمة إيجاب زكاة البقر ، لأن جملة ما ذكره في الباب يدل على ذلك من جهة الوعيد على تركها ، إذ لا يتوعد على ترك غير الواجب . قال ابن رشيد : وهذا الدليل يحتاج إلى مقدمة ، وهو أنه ليس في البقر حق واجب سوى الزكاة ، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في أوائل الزكاة حيث قال : " باب إثم مانع الزكاة " وذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، لكن ليس فيه ذكر البقر ، ومن ثم أورد في هذا الباب حديث أبي ذر ، وأشار إلى أن ذكر البقر وقع أيضا في طريق أخرى في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، والله أعلم . وزعم ابن بطال أن حديث معاذ المرفوع : nindex.php?page=hadith&LINKID=886137إن في كل ثلاثين بقرة تبيعا وفي كل أربعين مسنة . متصل صحيح ، وإن مثله في كتاب الصدقات لأبي بكر وعمر ، وفي كلامه نظر : أما حديث معاذ فأخرجه أصحاب السنن ، وقال الترمذي : حسن . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك ، وفي الحكم بصحته نظر ، لأن مسروقا لم يلق معاذا وإنما حسنه الترمذي لشواهده ، ففي الموطأ من طريق [ ص: 380 ] طاوس ، عن معاذ نحوه ، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس ، عن معاذ منقطع أيضا ، وفي الباب عن علي عند أبي داود ، وأما قوله : إن مثله في كتاب الصدقة لأبي بكر ، فوهم منه لأن ذكر البقر لم يقع في شيء من طرق حديث أبي بكر ، نعم هو في كتاب عمر ، والله أعلم .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=187أبو حميد ) هو الساعدي ، وهذا طرف من حديث أورده المصنف موصولا من طرق ، وهذا القدر وقع عنده موصولا في كتاب ترك الحيل في أثناء الحديث المذكور .
قوله : ( لأعرفن ) أي : لأعرفنكم غدا هذه الحالة ، وفي رواية الكشميهني : " لا أعرفن " بحرف النفي أي : ما ينبغي أن تكونوا على هذه الحال فأعرفكم بها .
قوله : ( ما جاء الله رجل ) ما مصدرية أي : مجيء رجل إلى الله .
قوله : ( لها خوار ) بضم المعجمة وتخفيف الواو : صوت البقر .
قوله : ( ويقال : جؤار ) هذا كلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، يريد بذلك أن هذا الحرف جاء بالخاء المعجمة وتخفيف الواو ، وبالجيم والواو المهموزة ، ثم فسره ، فقال : تجأرون ترفعون أصواتكم ، وهذه عادة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إذا مرت به لفظة غريبة توافق كلمة في القرآن نقل تفسير تلك الكلمة التي من القرآن ، والتفسير المذكور رواه ابن أبي حاتم عن السدي ، وروي من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : " يجأرون " قال : يستغيثون . وقال القزاز : الخوار بالمعجمة ، والجؤار بالجيم بمعنى واحد في البقر . وقال ابن سيده : خار الرجل : رفع صوته بتضرع .
قوله : ( عن المعرور بن سويد ) هو بالعين المهملة .
قوله : ( قال : انتهيت إليه ) هو مقول المعرور ، والضمير يعود على أبي ذر وهو الحالف ، و قوله : ( أو كما حلف ) يشير بذلك إلى أنه لم يضبط اللفظ الذي حلف به . وقوله : " أعظم " بالنصب على الحال ( وأسمنه ) عطفه عليه . و قوله : ( جازت ) أي : مرت ، و ( ردت ) أي : أعيدت .
قوله : ( لا يؤدي حقها ) في رواية مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، nindex.php?page=showalam&ids=12156وأبي معاوية ، كلاهما عن الأعمش : لا يؤدي زكاتها ؛ وهو أصرح في مقصود الترجمة . وقد تقدم الكلام على بقية المتن في أوائل الزكاة ، واستدل بقوله : " يكون له إبل أو بقر " على استواء زكاة البقر والإبل في النصاب ، ولا دلالة فيه ، لأنه قرن معه الغنم وليس نصابها مثل نصاب الإبل اتفاقا .
( تنبيه ) : أخرج مسلم في أول هذا الحديث قصة فيها : " هم الأكثرون أموالا ، إلا من قال هكذا وهكذا " . وقد أفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذه القطعة فأخرجها في كتاب الأيمان والنذور بهذا الإسناد ولم يذكر هناك القدر الذي ذكره هنا .
قوله : ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير ) يعني ابن عبد الله بن الأشج ، ومراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بذلك موافقة هذه الرواية لحديث أبي ذر في ذكر البقر ، لأن الحديثين مستويان في جميع ما وردا فيه ، وقد أخرجه مسلم موصولا من طريق بكير بهذا الإسناد مطولا .