[ ص: 514 ] قوله : ( باب فضل مكة وبنيانها وقوله تعالى : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا فساق الآيات إلى قوله : التواب الرحيم كذا في رواية كريمة ، وساق الباقون بعض الآية الأولى ، ولأبي ذر كلها ، ثم قال : " إلى قوله : التواب الرحيم " . ثم ساق المصنف في الباب حديث جابر في بناء الكعبة ، وحديث عائشة في ذلك من أربعة طرق ، وليس في الآيات ولا الحديث ذكر لبنيان مكة لكن بنيان الكعبة كان سبب بنيان مكة وعمارتها فاكتفى به . واختلف في أول من بنى الكعبة كما سيأتي في أحاديث الأنبياء في الكلام على حديث أبي ذر : nindex.php?page=hadith&LINKID=886329أي مسجد وضع في الأرض أول ، وكذا قصة بناء إبراهيم وإسماعيل لها يأتي في أحاديث الأنبياء ، ويقتصر هنا على قصة بناء قريش لها ، وعلى قصة بناء ابن الزبير وما غيره الحجاج بعده لتعلق ذلك بحديثي الباب . والبيت اسم غالب للكعبة كالنجم للثريا ، وقوله تعالى : مثابة ؛ أي مرجعا للحجاج والعمار يتفرقون عنه ثم يعودون إليه ، روى عبد بن حميد بإسناد جيد ، عن مجاهد قال : " يحجون ثم يعودون " . وهو مصدر وصف به الموضع ، وقوله : وأمنا ؛ أي موضع أمن ، وهو كقوله : أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا والمراد ترك القتال فيه كما سيأتي شرحه في الكلام على حديث الباب الذي بعده . وقوله : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [ ص: 515 ] ، أي وقلنا : اتخذوا منه موضع صلاة ، ويجوز أن يكون معطوفا على اذكروا نعمتي أو على معنى مثابة ؛ أي ثوبوا إليه واتخذوه ، والأمر فيه للاستحباب بالاتفاق . وقرأ نافع وابن عامر : ( واتخذوا ) بلفظ الماضي عطفا على ( جعلنا ) أو على تقدير إذ ؛ أي وإذ جعلنا وإذ اتخذوا ، ومقام إبراهيم الحجر الذي فيه أثر قدميه على الأصح ، وسيأتي شرحه في قصة إبراهيم من أحاديث الأنبياء ، وعن عطاء : مقام إبراهيم عرفة وغيرها من المناسك ، لأنه قام فيها ودعا . وعن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : الحرم كله . وكذا رواه الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وقد تقدمت الإشارة إلى شيء من ذلك في أوائل كتاب الصلاة .
وقوله : ( من آمن ) بدل من أهله ، أي وارزق المؤمنين من أهله خاصة .
( ومن كفر ) عطف على من آمن ، قيل : قاس إبراهيم الرزق على الإمامة ، فعرف الفرق بينهما ، وإن الرزق قد يكون استدراجا وإلزاما للحجة ، وسيأتي الكلام على القواعد في تفسير البقرة وأنها الأساس ، وظاهره أنه كان مؤسسا قبل إبراهيم ، ويحتمل أن يكون المراد بالرفع نقلها من مكانها إلى مكان البيت ، كما سيأتي عند نقل الاختلاف في ذلك ، إن شاء الله تعالى . وقوله : ربنا تقبل منا أي يقولان : ربنا تقبل منا ، وقد أظهره ابن مسعود في قراءته .
قوله : وأرنا مناسكنا ، قال عبد بن حميد : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، حدثنا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز قال : لما فرغ إبراهيم من البيت أتاه جبريل فأراه الطواف بالبيت سبعا ، قال : وأحسبه ، وبين الصفا والمروة ، ثم أتى به عرفة ، فقال : أعرفت ؟ قال : نعم ، قال : فمن ثم سميت عرفات . ثم أتى به جمعا ، فقال : هاهنا يجمع الناس الصلاة . ثم أتى به منى ، فعرض لهما الشيطان ، فأخذ جبريل سبع حصيات ، فقال : ارمه بها وكبر مع كل حصاة .
قوله . وتب علينا ، قيل : طلبا الثبات على الإيمان ، لأنهما معصومان ، وقيل : أراد أن يعرف الناس أن ذلك الموقف مكان التوبة ، وقيل : المعنى وتب على من اتبعنا .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد ) هو الجعفي ، وهذا أحد الأحاديث التي أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن شيخه nindex.php?page=showalam&ids=12063أبي عاصم النبيل بواسطة .
قوله : ( فخر إلى الأرض ) في رواية زكريا بن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار الماضية في " باب كراهية التعري " من أوائل الصلاة : " فجعله على منكبه ، فسقط مغشيا عليه " .
قوله : ( فطمحت عيناه ) بفتح المهملة والميم أي ارتفعتا ، والمعنى أنه صار ينظر إلى فوق . وفي رواية عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في أوائل السيرة النبوية : " ثم أفاق فقال " .
قوله : ( أرني إزاري ) أي أعطني ، وحكى ابن التين كسر الراء وسكونها ، وقد قرئ بهما ، وفي رواية عبد الرزاق الآتية : " إزاري إزاري " . بالتكرير .
قوله : ( فشده عليه ) زاد زكريا بن إسحاق " فما رئي بعد ذلك عريانا " . وقد تقدم شاهدها من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل .