قوله في الطريقة الثانية : ( حدثنا الأشعث ) هو ابن أبي الشعثاء المحاربي ، وقد تقدم في العلم من وجه آخر عن الأسود بزيادة ، نبهنا على ما فيها هناك .
قوله : ( عن الجدر ) بفتح الجيم وسكون المهملة كذا للأكثر ، وكذا هو في مسند مسدد شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه ، وفي رواية المستملي " الجدار " قال الخليل : الجدر لغة في الجدار . انتهى . ووهم من ضبطه بضمها ، لأن المراد الحجر ، nindex.php?page=showalam&ids=14724ولأبي داود الطيالسي في مسنده عن أبي الأحوص شيخ مسدد فيه : " الجدر أو الحجر " بالشك ، ولأبي عوانة من طريق شيبان ، عن الأشعث " الحجر " بغير شك .
قوله : ( أمن البيت هو ؟ قال : نعم ) هذا ظاهره أن الحجر كله من البيت ، وكذا قوله في الطريق الثانية ( أن أدخل الجدر في البيت ) وبذلك كان يفتي ابن عباس كما رواه عبد الرزاق عن أبيه ، عن مرثد بن شرحبيل ، قال : " سمعت ابن عباس يقول : لو وليت من البيت ما ولي ابن الزبير لأدخلت الحجر كله في البيت ، فلم يطف به إن لم يكن من البيت ؟ . وروى الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق علقمة عن أمه عن عائشة ، قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=886338كنت أحب أن أصلي في البيت ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ، فأدخلني الحجر فقال : صلي فيه ، فإنما هو قطعة من البيت ، ولكن قومك استقصروه حتى بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت . ونحوه nindex.php?page=showalam&ids=14724لأبي داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=10941صفية بنت شيبة ، عن عائشة ، ولأبي عوانة من طريق قتادة ، عن عروة ، عن عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من طريق سعيد بن جبير ، عن عائشة ، وفيه : " أنها أرسلت إلى شيبة الحجبي ليفتح لها البيت بالليل ، فقال : ما فتحناه في جاهلية ولا إسلام بليل . وهذه الروايات كلها مطلقة ، وقد جاءت روايات أصح منها مقيدة ، منها لمسلم من طريق أبي قزعة ، عن الحارث بن عبد الله ، عن عائشة في حديث الباب : nindex.php?page=hadith&LINKID=886339حتى أزيد فيه من الحجر ، وله من وجه آخر عن الحارث عنها : فإن بدا لقومك أن يبنوه بعدي فهلمي لأريك ما تركوا منه ، فأراها قريبا من سبعة أذرع . وله من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16001سعيد بن ميناء ، عن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة في هذا الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=886340وزدت فيها من الحجر ستة أذرع . وسيأتي في آخر الطريق الرابعة قول يزيد بن رومان الذي رواه عن عروة ، أنه أراه nindex.php?page=showalam&ids=15627لجرير بن حازم فحزره ستة أذرع أو نحوها ، ولسفيان بن عيينة في جامعه عن داود بن شابور ، عن مجاهد : " أن ابن الزبير زاد فيها ستة أذرع مما يلي الحجر " . وله عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن الزبير : " ستة أذرع وشبر " . وهكذا ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن عدد لقيهم من أهل العلم من قريش كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في [ ص: 519 ] " المعرفة " عنه ، وهذه الروايات كلها تجتمع على أنها فوق الستة ودون السبعة ، وأما رواية عطاء عند مسلم ، عن عائشة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=886341لكنت أدخل فيها من الحجر خمسة أذرع . فهي شاذة ، والرواية السابقة أرجح لما فيها من الزيادة عن الثقات الحفاظ ، ثم ظهر لي لرواية عطاء وجه ، وهو أنه أريد بها ما عدا الفرجة التي بين الركن والحجر ، فتجتمع مع الروايات الأخرى ، فإن الذي عد الفرجة أربعة أذرع وشيء ، ولهذا وقع عند الفاكهي من حديث أبي عمرو بن عدي بن الحمراء : nindex.php?page=hadith&LINKID=886342أن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة في هذه القصة : ولأدخلت فيها من الحجر أربعة أذرع . فيحمل هذا على إلغاء الكسر ، ورواية عطاء على جبره ، ويجمع بين الروايات كلها بذلك ، ولم أر من سبقني إلى ذلك ، وسأذكر ثمرة هذا البحث في آخر الكلام على هذا الحديث .
قوله : ( ألم تري ) أي ألم تعرفي .
قوله : ( قصرت بهم النفقة ) بتشديد الصاد أي النفقة الطيبة التي أخرجوها لذلك كما جزم به الأزرقي وغيره ، ويوضحه ما ذكر ابن إسحاق في " السيرة " عن عبد الله بن أبي نجيح أنه أخبر عن nindex.php?page=showalam&ids=16444عبد الله بن صفوان بن أمية " أن أبا وهب بن عابد بن عمران بن مخزوم - وهو جد جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي - قال لقريش : لا تدخلوا فيه من كسبكم إلا الطيب ، ولا تدخلوا فيه مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس " . وروى سفيان بن عيينة في جامعه عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه ، أنه شهد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أرسل إلى شيخ من بني زهرة أدرك ذلك ، فسأله عمر عن بناء الكعبة ، فقال : إن قريشا تقربت لبناء الكعبة - أي بالنفقة الطيبة - فعجزت فتركوا بعض البيت في الحجر ، فقال عمر صدقت .
قوله : ( ليدخلوا ) في رواية المستملي " يدخلوا " بغير لام ، زاد مسلم من طريق الحارث بن عبد الله ، عن عائشة : فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط .
قوله : ( حديث عهدهم ) بتنوين حديث .
قوله : ( بجاهلية ) في رواية الكشميهني بالجاهلية ، وقد تقدم في العلم من طريق الأسود " حديث عهد بكفر " ولأبي عوانة من طريق قتادة ، عن عروة ، عن عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=886343حديث عهد بشرك .
قوله : ( فأخاف أن تنكر قلوبهم ) في رواية شيبان ، عن أشعث " تنفر " بالفاء بدل الكاف ، ونقل ابن بطال عن بعض علمائهم أن النفرة التي خشيها صلى الله عليه وسلم أن ينسبوه إلى الانفراد بالفخر دونهم .
قوله : ( أن أدخل الجدر ) كذا وقع هنا ، وهو مؤول بمعنى المصدر ، أي أخاف إنكار قلوبهم إدخالي الحجر ، وجواب لولا محذوف ، وقد رواه مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ، عن أبي الأحوص بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=886344فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل . فأثبت جواب لولا ، وكذا أثبته nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق شيبان ، عن أشعث ولفظه : " لنظرت فأدخلته " .