[ ص: 302 ] قوله : ( باب الاستنجاء بالماء ) أراد بهذه الترجمة الرد على من كرهه ، وعلى من نفى وقوعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى ابن أبي شيبة بأسانيد صحيحة عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه سئل عن الاستنجاء بالماء فقال : إذا لا يزال في يدي نتن . وعن نافع أن ابن عمر كان لا يستنجي بالماء . وعن ابن الزبير قال : ما كنا نفعله . ونقل ابن التين عن مالك أنه أنكر أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - استنجى بالماء . وعن ابن حبيب من المالكية أنه منع الاستنجاء بالماء لأنه مطعوم .
قوله : ( هشام بن عبد الملك ) هو الطيالسي ، والإسناد كله بصريون .
قوله : ( أجيء أنا وغلام ) زاد في الرواية الآتية عقبها " منا " أي : من الأنصار ، وصرح به nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في روايته ، ولمسلم " نحوي " أي مقارب لي في السن ، والغلام هو المترعرع ، قاله أبو عبيد ، وقال في المحكم : من لدن الفطام إلى سبع سنين ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في أساس البلاغة أن الغلام هو الصغير إلى حد الالتحاء ، فإن قيل له بعد الالتحاء غلام فهو مجاز .
قوله : ( إداوة ) بكسر الهمزة إناء صغير من جلد .
قوله : ( من ماء ) أي : مملوءة من ماء .
قوله : ( يعني يستنجي به ) قائل " يعني " هو هشام . وقد رواه المصنف بعد هذا عن سليمان بن حرب فلم يذكرها ، لكنه رواه عقبه من طريق محمد بن جعفر عن شعبة فقال : " يستنجي بالماء " nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من طريق ابن مرزوق عن شعبة " فأنطلق أنا وغلام من الأنصار معنا إداوة فيها ماء يستنجي منها النبي - صلى الله عليه وسلم - " ، وللمصنف من طريق روح بن القاسم عن عطاء بن أبي ميمونة " nindex.php?page=hadith&LINKID=883644إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسل به " ، ولمسلم من طريق خالد الحذاء عن عطاء عن أنس " فخرج علينا وقد استنجى بالماء " وقد بان بهذه الروايات أن حكاية الاستنجاء من قول أنس راوي الحديث ، ففيه الرد على الأصيلي حيث تعقب على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري استدلاله بهذا الحديث على الاستنجاء بالماء قال : لأن قوله " يستنجي به " ليس هو من قول أنس إنما هو من قول أبي الوليد أي : أحد الرواة عن شعبة ، وقد رواه سليمان بن حرب عن شعبة فلم يذكرها ، قال : فيحتمل أن يكون الماء لوضوئه ، انتهى .
وقد انتفى هذا الاحتمال بالروايات التي ذكرناها ، وكذا فيه الرد على من زعم أن قوله " يستنجي بالماء " مدرج من قول عطاء الراوي عن أنس فيكون مرسلا فلا حجة فيه كما حكاه ابن التين عن أبي عبد الملك البوني ، فإن رواية خالد التي ذكرناها تدل على أنه قول أنس حيث قال : فخرج علينا . ووقع هنا في نكت البدر الزركشي تصحيف ، فإنه نسب التعقب المذكور إلى nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وإنما هو للأصيلي ، وأقره فكأنه ارتضاه وليس بمرضي كما أوضحناه . وكذا نسبه الكرماني إلى ابن بطال وأقره عليه ، nindex.php?page=showalam&ids=12997وابن بطال إنما أخذه عن الأصيلي .