[ ص: 549 ] قوله : ( باب : كيف كان بدء الرمل ) أي ابتداء مشروعيته ، وهو بفتح الراء والميم ؛ هو الإسراع ، وقال ابن دريد : هو شبيه بالهرولة ، وأصله أن يحرك الماشي منكبيه في مشيه ، وذكر حديث ابن عباس في قصة الرمل في عمرة القضية ، وسيأتي الكلام عليه مستوفى في المغازي ، وعلى ما يتعلق بحكم الرمل بعد باب .
وقوله : ( أن يرملوا ) بضم الميم ، وهو في موضع مفعول يأمرهم ، تقول : أمرته كذا ، وأمرته بكذا . و ( الأشواط ) بفتح الهمزة بعدها معجمة : جمع شوط ؛ بفتح الشين ، وهو الجري مرة إلى الغاية ، والمراد به هنا الطوفة حول الكعبة ، و ( الإبقاء ) بكسر الهمزة وبالموحدة والقاف : الرفق والشفقة ، وهو بالرفع على أنه فاعل " لم يمنعه " ويجوز النصب .
وفي الحديث جواز تسمية الطوفة شوطا ، ونقل عن مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي كراهته ، ويؤخذ منه جواز إظهار القوة بالعدة والسلاح ونحو ذلك للكفار إرهابا لهم ، ولا يعد ذلك من الرياء المذموم . وفيه جواز المعاريض بالفعل كما يجوز بالقول ، وربما كانت بالفعل أولى .