[ ص: 303 ] قوله : ( باب من حمل معه الماء لطهوره ) هو بالضم أي : ليتطهر به .
قوله : ( وقال أبو الدرداء أليس فيكم ) هذا الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=16588لعلقمة بن قيس ، والمراد بصاحب النعلين وما ذكر معهما nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود لأنه كان يتولى خدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ، وصاحب النعلين في الحقيقة هو النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقيل nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود صاحب النعلين مجازا لكونه كان يحملهما ، وسيأتي الحديث المذكور موصولا عند المصنف في المناقب إن شاء الله تعالى .
وإيراد المصنف لحديث أنس مع هذا الطرف من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء يشعر إشعارا قويا بأن الغلام المذكور من حديث أنس هو ابن مسعود ، وقد قدمنا أن لفظ الغلام يطلق على غير الصغير مجازا ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود بمكة وهو يرعى الغنم nindex.php?page=hadith&LINKID=883645إنك لغلام معلم وعلى هذا فقول أنس " وغلام منا " أي : من الصحابة أو من خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - . وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي التي فيها " من الأنصار " فلعلها من تصرف الراوي حيث رأى في الرواية " منا " فحملها على القبلية فرواها بالمعنى فقال من الأنصار ، أو إطلاق الأنصار على جميع الصحابة سائغ وإن كان العرف خصه بالأوس والخزرج ، وروى أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=883646 " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى الخلاء أتيته بماء في ركوة فاستنجى " فيحتمل أن يفسر به الغلام المذكور في حديث أنس ، ويؤيده ما رواه المصنف في ذكر الجن من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الإداوة لوضوئه وحاجته ، وأيضا فإن في رواية أخرى لمسلم أن أنسا وصفه بالصغر في ذلك الحديث ، فيبعد لذلك أن يكون هو ابن مسعود . والله أعلم . ويكون المراد بقوله أصغرنا أي : في الحال لقرب عهده بالإسلام .
وعند مسلم في حديث جابر الطويل الذي في آخر الكتاب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انطلق لحاجته فاتبعه جابر بإداوة ، فيحتمل أن يفسر به المبهم ، لا سيما وهو أنصاري . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي عن شعبة " فأتبعه وأنا غلام " بتقديم الواو فتكون حالية ، لكن تعقبه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بأن الصحيح " أنا وغلام " أي : بواو العطف .