قوله : ( قالوا والمقصرين يا رسول الله ، ) لم أقف في شيء من الطرق على الذي تولى السؤال في ذلك بعد البحث الشديد ، والواو في قوله " والمقصرين " معطوفة على شيء محذوف تقديره قل والمقصرين أو قل وارحم المقصرين ، وهو يسمى العطف التلقيني ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم " والمقصرين " إعطاء المعطوف حكم المعطوف عليه ولو تخلل بينهما السكوت لغير عذر .

قوله : ( قال والمقصرين ) كذا في معظم الروايات عن مالك إعادة الدعاء للمحلقين مرتين ، وعطف المقصرين عليهم في المرة الثالثة ، وانفرد يحيى بن بكير دون رواة " الموطأ " بإعادة ذلك ثلاث مرات نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في : " التقصي " وأغفله في : " التمهيد " بل قال فيه : إنهم لم يختلفوا على مالك في ذلك . وقد راجعت أصل سماعي من موطأ يحيى بن بكير فوجدته كما قال في : " التقصي " .

قوله : ( وقال الليث ) وصله مسلم ولفظه " رحم الله المحلقين مرة أو مرتين ، قالوا : والمقصرين ، قال : والمقصرين " والشك فيه من الليث وإلا فأكثرهم موافق لما رواه مالك .

قوله : ( وقال عبيد الله ) بالتصغير وهو العمري ، وروايته وصلها مسلم من رواية عبد الوهاب الثقفي عنه باللفظ الذي علقه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وأخرجه أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عنه بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=886507رحم الله المحلقين قالوا : والمقصرين . فذكر مثل رواية مالك سواء وزاد : nindex.php?page=hadith&LINKID=886507قال رحم الله المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ، ، قال : والمقصرين . وبيان أن كونها في الرابعة أن قوله والمقصرين معطوف على مقدر تقديره يرحم الله المحلقين ، وإنما قال ذلك بعد أن دعا للمحلقين ثلاث مرات صريحا فيكون دعاؤه للمقصرين في الرابعة . وقد رواه أبو عوانة في مستخرجه من طريق الثوري ، عن عبيد الله بلفظ " قال في الثالثة والمقصرين " والجمع بينهما واضح بأن من قال في الرابعة فعلى ما شرحناه ، ومن قال في الثالثة أراد أن قوله " والمقصرين " معطوف على الدعوة الثالثة ، أو أراد بالثالثة مسألة السائلين في ذلك ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يراجع بعد ثلاث كما ثبت ، ولو لم يدع لهم بعد ثالث مسألة ما سألوه ذلك . وأخرجه أحمد من طريق أيوب عن [ ص: 658 ] نافع بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=886508اللهم اغفر للمحلقين . قالوا : وللمقصرين - حتى قالها ثلاثا أو أربعا - ثم قال : والمقصرين . ورواية من جزم مقدمة على رواية من شك .